يشهد العراق تزايد أعداد الإصابات بحمى القرم- الكونغو ووازرة البيئة تتخذ الإجراءات اللازمة
سجلت الدوائر الصحية في العراق إصابات عديدة بمرض الحمى النزفية أو ما يعرف بـ”حمى الكونغو”، مسببة وفيات بصفوف المصابين، مما دق ناقوس الخطر في البلاد جراء ارتفاع الإصابات والوفيات بهذا المرض الخطير الذي ينتقل من الماشية إلى إلانسان عبر حشرة القراد والبعوض.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، سيف البدر، أن الوزارة سجلت 35 حالة وفاة، وإصابة 205 شخصاً بالمرض منذ بدء العام الحالي ولغاية الآن، وهي نسبة غير مسبوقة منذ ثلاثة عقود، متوقعاً تزايد الإصابات بالحمى بسبب اقتراب عيد الأضحى المبارك، وقيام البعض بذبح الأغنام خارج السياقات الصحية داخل الأحياء السكنية.
وأكد البدر على أن إجراءات وزارة الصحة العراقية للسيطرة على المرض دون المستوى المطلوب يتطلب القضاء عليه سلسلة من الخطوات المشتركة بين المؤسسات الصحية والبيطرية لمحاسبة مربي المواشي المخالفين.
وأوضح المستشار في وزارة الصحة عبد، الأمير المختار، أن مرض الحمى النزفية خطر جداً، ويحصل نتيجة فايروس يصيب الحيوانات ثم ينتقل إلى الإنسان نتيجة التعامل المباشر معها من دون وقاية كافية، وعلاج المصاب بالمرض يرتبط بمدى استجابة المريض للعلاج من خلال تعويض المصاب بالدم والبلازما والأدوية لتحفيز الجسم على مقاومة الفايروس.
وأشار إلى أن أكثر الإصابات سجلت لمربي المواشي والقصابين وسكان القرى والأرياف، داعياً الحكومة إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين أقسام وزارتي الصحة والزراعة، للقضاء على المسببات الناقلة للمرض في عموم العراق.
وأكدت وزارة البيئة العراقية مساندتها جهود الصحة لمواجهة انتشار مرض الحمى النزفية، مؤكدة شراكتها مع قسم الصحة العامة لمنع الأمراض الإنتقالية. وأعلن مدير عام التوعية البيئية، أمير الحسون، أن وزارته كثفت من حملاتها التوعوية الميدانية في المناطق الشعبية المكتضة بالسكان،والقرى والأرياف. من خلال إرسال إذاعات متنقلة تبث على مدار الساعة المعلومات الوقائية التي تحول دون الإصابة بالمرض، فضلاً عن البرامج في القنوات الفضائية ومنصات التواصل الإجتماعي، للإسهام برفع الوعي الصحي للمواطنين، وسيماً مع اقتراب موسم شعائر عيد الأضحى والمتضمنة ذبح الأضاحي بشكل عشوائي داخل الأحياء السكنية. لافتاوأشار الحسون إلى أن الوزارة أوعزت إلى الدوائر البلدية بمحاسبة بائعي الماشية ومصادرة الأغنام التي يتم تربيتها داخل المدن بوصفها أحد أهم مسببات المرض للسكان. ومن جهة أخرى أكدت أمانة بغداد أن فرقها البلدية شنت حملات مكثفة لمطاردة مربي المواشي داخل المدن بالتعاون مع الإجهزة الامنية.
وقال مدير عام العلاقات والإعلام، محمد الربيعي، أن فرق البلدية في العاصمة شرعت بحملات واسعة النطاق في أنحاء بغداد، ذلك لمحاسبة مربي الأغنام والمواشي، نتيجة مخالفتهم للقانون والصحة العامة، ولتسببهم بنشر الأمراض داخل المدن وتعريض السكان للخطر، داعياً المواطنين إلى الإبلاغ عن أماكن تواجد المخالفين للحد من انتشار هذه الظاهرة وتثيراتها السلبية على صحة الإنسان فضلاً عن كونها غير حضارية على شكل وجمال العاصمة.
يبدو أن العراق مقبل على كارثة صحية وبيئية جديدة في وقت لم تنتهي فيه جائحة كورونا، مما يفاقم الأوضاع الصحية والمعاشية للعراقيين.