نساء يتحدين ظروفهن الاجتماعية بالعمل في سوريا
- يصنع المركز المؤونة والمواد الغذائية التي تخزنفي فصل الشتاء.
- يصل عدد عاملات المركز لأكثر من ثلاثين سيدة.
- المنتجات المرتكز على إنتاجها في المركز: المربى والخضراوات المجففة والأصناف الصيفية التي يمكن تخزينها لفصل الشتاء.
أنشأت مجموعة من النساء مركزاً لتحضير المؤونة والمواد الغذائية في مدينة إدلب، حيث يصنع في هذا المركز المؤونة، التي يتم الإعتماد عليها صيفاً للطعام في فصل.
ويسهل تخزينها إلى حين حاجتها. وتعمل في هذا المركز أكثر من ثلاثين سيدة، معظمهن من النساء النازحات و اللّواتي فقدن أزواجهن، وأصبحن معيلات لأسرهن بعد مسيرة النزوح التي خُضنها حتى الاستقرار في مدينة إدلب.
ووفق ما صرحت به مديرة المركز، والتي يطلق عليها مسمى “أم محمود”، فإن”جميع العاملات هن سيدات، ويزيد عددهن عن ثلاثين سيّدة من ذوات الخبرة في صناعة المؤونة ومن ربات المنازل، والبعض منهن خضعن لدورات تدريبية في مجال صناعة المواد الغذائية”.
وتشير أم محمود إلى أن معظم هؤلاء النساء معيلات لأسرهن، ويعملن هنا من أجل أن يجنين في نهاية المطاف أجوراً تسد رمق عائلاتهن، وخصوصاً أن هذا العمل يتناسب مع ظروفهن”.
يعتمد المركز على إنتاج الأصناف التي تتلقى طلباً كبيراً من الزبائن، فضلاً عن الطلبات الخاصّة والتوصيات التي يطلبها الزبائن. وأكثر ما يتم المنتجات التي يتم إنتاجها في هذا المركز، هو المربى، والخضراوات، المجففة والأصناف الصيفية التي يمكن تخزينها لفصل الشتاء، ليتم استهلاكها في المنازل وقت حاجتها، إضافة لأصناف شتوية فضلاً عن الألبان والأجبان بكافة أصنافها، يتم إنتاجها وتغليفها لتطرح إلى الأسواق، وجميعها ذات جودة عالية وفق ما تحدثت أم عبد الله حيث تقول:
“ننتج في مركزنا هذا أصناف كثيرة من المواد التي يستخدمها الأهالي كمواد أساسية في الطبخ مثل رب البندورة ودبس الرمان والخضراوات المجففة التي نتج صيفا ليتم استخدامه في فصل الشتاء”.
وتضيف: كما نستقبل طلبات الزبائن حيث في العادة يتم طلب بعض وجبات الطعام من المركز ونقوم بتحضيرها وفق طلب الزبون”.
وتشير في ختام حديثها إلى أن “كل ما يتم صناعته في المركز ذا جودة عالية وذلك لأن العاملين فيه ربات منازل ماهرات في الطبخ وإعداد وجبات الطعام والمأكولات بكافة انواعها”.
رغم رواج المنتجات في الأسواق، إلا أن المركز يخضع لعدد من التحديات في السوق، وذلك لقلّة كمية الإنتاج، ما يعني أسعارا مرتفعة وأرباحاً قليلة تحِدُّ من تطور المركز وزيادة الربح ناهيك عن المنافسة مع المراكز والمعامل الكبيرة التي تغذي السوق بــ المنتجات الجاهزة.
حيث تقول أم محمد: “تلقى منتجاتنا رواجاً في السوق، ويطلبها الكثير من أصحاب المحلات التجارية، حيث أننا نفتقر لصالة لعرض منتجاتنا وبيعها، إضافة للمنافسة مع المعامل الكبيرة ذات الإنتاج الغزير التي تطرح منتجاتها بغزارة في الأسواق”.
وأضافت أن المواد الخام عادة ما نشتريها بكميات قليلة مقارنة بالمعامل الموجودة في المنطقة ما يجعل من المرابح التي نضيفها على سعر البيع قليلة بالكاد تكفي العاملات في المركز وهذا أكبر تحد يواجهنا ،إضافة إلى تقلب الأسعار وعدم انتظامها وارتفاعها بشكل مستمر، ولكننا نحاول دائما البحث عن مصادر للمواد الخام تكون أسعارها مقبولة وجودتها مناسبة”.
رغم كل المصاعب التي تواجه العاملات في مركز “بيت ستي” من تعب وعمل لساعات طويلة، إلا أنهن يفضلن العمل بهذه الظروف على الجلوس في المنازل ليأمنّ احتياجات عائلاتهن آملات أن يتحسن العمل في المركز ويدرّ عليهن أرباحاً تلبي طموحاتهن.