مدارس سيدي علي بن معاشو في الصويرة – المغرب تطلق ورشة الخيال الإبداعي للتلاميذ
- توزعت الورشات على ثلاثة محاور أساسية، وهي الرسم، والمسرح، والأعمال اليدوية
- تهدف الورشة إلى تأمين المشاركة الفعلية للتلاميذ فيها، والمساهمة في تجسيد تصوراتهم المتعلقة بالبفضاء والمنهاج الدراسي
- تأتي الورشات في إطار البرنامج الوطني للمشاورات الموسعة المتعلقة بمشروع خارطة الطريق
نظمت مجموعة “مدارس سيدي علي بن معاشو” بالجماعة الترابية حد الدرى في المغرب، التابعة ترابياً لإقليم الصويرة -المغرب، يوم الخميس 26 من ماي الجاري، ورشات في الخيال الإبداعي لفائدة تلاميذ وتلميذات المؤسسة.
وتأتي هذه الورشات في إطار البرنامج الوطني للمشاورات الموسعة المتعلقة بمشروع خارطة الطريق، من أجل تجويد المدرسة العمومية، والذي انطلق تحت شعار “تعليم ذو جودة للجميع”. ويعتبر البرنامج بمثابة تشخيص تشاركي سطرته وزرارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على المستوى الوطني.
ربط مراسل تطبيق عيش الآن بالمغرب، يوسف أسكور، الإتصال المدير الإقليمي للوزارة بالصويرة، نور الدين العوفي، والذي علق عن العلاقة بهذه الورشات، “إن المدرسة شأن يهم الجميع، ومن هذا المنطلق تعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها دعوة التلاميذ للمساهمة في بناء مستقبل مدرستهم، نظراً لموقعهم المحوري في خارطة الطريق المقترحة”.
وأضاف العوفي، أن “كل الفاعلين الداخليين والخارجيين في وزارة التربية الوطنية والسلطات المحلية والمجتمع المدني، سيشكلون جزءاً أساسياً من عملية تحديد الأولويات” إضافة إلى استشراف نقط الإختلاف، وضمان الإلتزام التطوعي للجميع، و “المساهمة في بناء عمل جماعي من شأنه تحقيق الأهداف المشتركة التي نسعى إليها”.
وتدخل هذه الورشات ضمن مرحلة أولى من المشاورات الموسعة، وتهدف إلى تأمين المشاركة الفعلية للتلاميذ والتلميذات فيها، والمساهمة في تجسيد تصوراتهم المتعلقة بالبفضاء والمنهاج الدراسي.
وسيساهم فيها شركاء المدرسة العمومية بالإقليم ومكونات المجتمع المدني والخبراء المهتمون بالشأن التربوي، إلى جانب مغاربة العالم، في إطار مقاربة تشاركية تروم الإنفتاح على الممارسات الجيدة والتجارب الناجحة والأفكار المبدعة ذات الصلة بالشأن التربوي.
واستطاع التلاميذ والتلميذات المشاركون في هذه الورشات التربوية من السفر بخيالهم في عوالم الرسم، والقصة القصيرة والمصورة، والمسرح، والحكي، والشعر، وغيره من ذلك. ذلك بهدف تشجيع التفكير المستقل وطرق البحث والإبحار المعرفي لدى المتعلمات والمتعلمين، وتحفيزهم على النقد والإبداع والتعبير الحر عن أفكارهم في قوالب متعددة، مع استحضار الخيال كآلية للتفكير والتعبير عن كينونتهم وتطلعاتهم لمختلف القضايا التي تدور في فلك التربية والتعليم.
وأفادت لمشرفة على تنظيم هذه الورشات بمؤسسة سيدي علي بن معاشو أن السنوات الأولى من الدراسة تتميز بالتطور السريع لعمليات التخيل، حيث تعمل صورة الخيال كبرنامج نشاط مسرحي، يسمح للطفل بتعزيز السمات الشخصية القيمة، مثل الشجاعة، والتصميم، وسعة الحيلة، والتنظيم؛ من خلال مقارنة سلوكه وسلوك الآخرين في موقف خيالي. وتتيح الورشات للطفل فرصة تعلم إجراء التقييمات والمقارنات اللازمة، وتطوير ميوله الطبيعي.
وأضافت بنمزيان، يأنه “يقع نصيب المخيلة منذ الطفولة على عاتق الوظيفة التربوية، وعني ذلك تنظيم سلوك الطفل في مثل هذه الأشكال بحيث يمكن ممارسته من أجل المستقبل حيث يتشكل الخيال، الذي له أهمية استثنائية لتنفيذ الأنشطة، في أنواع مختلفة من الأنشطة ويتلاشى عندما يتوقف الطفل عن التصرف”.
وتابعت بنمزيان، أن “الفترة الدراسية تتميز بالتطور السريع للخيال، وذلك بسبب العملية المكثفة لاكتساب المعرفة المتنوعة واستخدامها في الممارسة. وتتجلى السمات الفردية للخيال بوضوح في عملية الإبداع، وفي هذا المجال من النشاط البشر، يتم وضع الخيال على قدم المساواة مع التفكير في الأهمية”.
وأكملت: “من هنا تأتي أهمية هذه الورشات، والتي ستسمح بإعطاء التلاميذ والتلميذات فرصة لأجل المساهمة بشكل أكبر في رسم صورة المدرسة التي يريدونها والتي ستسمح بتجويد وتحسين العملية ككل، خصوصاً في ظل زيادة الإهتمام بمثل هذه المواضيع، التي لم تكن حاضرة بنفس القوة في النظام الدراسي الكلاسيكي، الذي لم يفضي لنتائج ذات أثر فعال”.
رواء، طفلة تنحدر من دوار المعاشات وهي تلميذة في الصف الثالث، قالت لمراسل تطبيق عيش الآن، إن هذه الورشة ساعدتها على جعل فضاء المدرسة أكثر حركية، كما جعلتها تعمل على مشروعها الخاص رفقة بقية أقرانها، حيث قمنا ببناء حجرة دراسية مبدعة وجميلة.
وتوزعت الورشات على ثلاث محاور أساسية، وهي الرسم، والمسرح، والأعمال اليدوية، حيث اشتغل التلاميذ والتلميذات تحت إشراف الأستاذة مجيدة بنمزيان، على تقديم تصورهم للفضاء الذي يدرسون فيه، واختتمت الورشات على الساعة الثانية عشرة زوالاً.
يذكر أن المغرب يوفر إمكانيات مهمة للمدرسة العمومية، حيث يتم سنوياً تخصيص 20%من ميزانية الدولة للتربية الوطنية، أي ما يعادل 60 مليار درهم، ورغم ما يمكن الإشارة إليه من تطور ملموس على مستوى تعميم التعليم في المستوى الإبتدائي، وارتفاع ملحوظ لمعدل التمدرس بالنسبة للثانوي التأهيلي، وكذلك الإقلاع الذي عرفه التعليم الأولي. فإن جميع الإصلاحات المتعاقبة لم ترق إلى المستوى النوعي المنشود من حيث الأثر سواء داخل الفصول الدراسية أو بالنسبة للتلاميذ والتلميذات، لأن جودة التعليم الذي تقدمه المدرسة العمومية ظل ضعيفاً، وهو ما ينتظر من هذه الورشات أن تقدم جواباً بشأنه.