بعد سنوات من دحر داعش.. عودة الحياة إلى هجين
تمكنت قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من التحالف الدولي من إنهاء تنظيم داعش عسكرياً بتاريخ الثالث والعشرين من شهر مارس عام٢٠١٩. الحملة التي انطلقت منها قوات سوريا الديمقراطية بداية ذلك العام في ريف دير الزور انتهت بتحرير آخر معاقل التنظيم في منطقة الباغوز في الريف الشمالي الشرقي، والذي لا يبعد كثيراً عن الحدود السورية العراقية.
انتهت الحملة العسكرية باسم عاصفة الجزيرة آنذاك لتتمكن قوات سوريا من السيطرة كاملاً على الريف الشمالي لدير الزور واستسلام المئات من مقاتلي ونساء تنظيم داعش، من ضمنهم نسبة كبيرة من جنسيات أجنبية. وبذلك لتعلن قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي انهاء تنظيم داعش عسكرياً واستمرار التعاون المشترك لحين بسط الاستقرار والامن في المنطقة.
ثلاث سنوات بعد، توجه مراسلنا إلى منطقة دير الزور وتحديداً إلى بلدة هجين. حيث الحياة باتت مختلفة جداً عما كانت عليه سابقاً. لم تتمكن السلطات والقوة العسكرية في السنوات هذه من إحراز تغيير كبير في المنطقة تلك، كون نشاط خلايا تنظيم داعش ازداد ما بعد تحرير المنطقة، لتتحول إلى حربٍ غير مركزية وعصابات ومجموعات صغيرة.
ذلك مما صعّب على الجهات المسؤولة والمنظمات الانسانية من تهيئة وإعادة بناء البنية التحتية.و يعود سبب عدم استقرار القرى الواقعة على نهر الفرات إلى استغلال خلايا التنظيم لطول النهر والانتقال مابين البادية السورية إلى المناطق الشمالية من دير الزور.
أثناء جولة ميدانية داخل بلدة هجين، شوهدت حركة شراء وعودة السكان إلى حياتهم الطبيعية. حيث يتجاوز عدد القاطنين حالياً اكثر من المئة ألف وهي نسبة ٧٥ بالمئة لعدد سكان البلدة. إضافة إلى مشاركة بعضاً من المنظمات الانسانية في إعادة تأهيل بعض المرافق كالمشفى الرئيسي داخل البلدة ومحطات المياه.
إلى جانب ذلك، أصرّ سكان البلدة على إعادة إعمار وبناء مدينتهم بجهود ذاتية حيث النسبة الأعظم منهم اعتمد على العودة والعيش في منازلهم بعد تأهيلها بمبادرات شخصية ودعم من أولادهم العاملين في بلادٍ اخرى.
التغيير لم يكن فقط في المجال الاعماري، بل وبمحض صدفة، شاهد مراسل أخبار الآن لنشاطٍ ثقافي أجري داخل البلدة، حيث كانت عبارة عن مشاركة اللباس التراثي والثقافة العربية في المنطقة.
عايدة الجولان وهي سيدة بدأت العمل في منصب الرئاسة المشتركة لمجلس الشعب بعد دحر داعش من البلدة، قالت لأخبار الآن، بأن داعش استخدم الترهيب والعنف في المنطقة، وعمل على محو ثقافتها والمنع من الاحتفال بأي شكلٍ كان.