196 قاصراً من تونس دخلوا إيطاليا الشهر المنقضي في هجرة غير نظامية
- الظاهرة تعكس الواقع المزري للطفولة في تونس
- قامت السلطات في تونس خلال أكتوبر 2021 بإحباط 263 عملية هجرة غير نظامية
كشف المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أن 196 قاصرا تونسيا وصلوا الشهر المنقضي في رحلات هجرة غير نظامية الى السواحل الايطالية يتوزعون الى 134 قصر مع مرافقة و 62 دون مرافقة.
كما وصل 1470 مھاجر من تونس غير نظامي في شهر أكتوبر المنقضي إلى السواحل الايطالية
من بينهم نحو 200 قاصر، ليرتفع عدد القصر التونسيين الواصلين خلال سنة 2021 الى ايطاليا إلى 2483 طفلا.
منھم 1922 طفلا دون مرافقة، وفق إحصائيات نشرت في التقرير الشهري للمرصد الاجتماعي التونسي التابع للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وأفاد تقرير شهر أكتوبر 2021 حول الهجرة غير النظامية ووصف المنتدى وصول نحو 2500 قاصر تونسي الى السواحل الإيطالية منذ بداية ھذه السنة
أغلبهم دون مرافقة، واصفا أياها بـ”الأرقام المرعبة”، معتبرا أنها “تعكس جزءا من الواقع المزري للطفولة في تونس رغم الترسانة القانونية لحماية حقوق الأطفال التي يظھر عجزھا أمام غياب الارادة السياسية في معالجة الظاھرة بعيدا عن المقاربات الامنية”. وفق ذات المصدر
وأشار المنتدى إلى “انهيار مقاومة العائلة للمشروع الھجري غير النظامي لابنائھا لتصبح مشاركة أو متسامحة أو مشجعة“، مقدرا عدد العائلات الواصلة الى ايطاليا ھذه السنة بحوالي 500 عائلة.
وتجاوز اجمالي التونسيين الواصلين الى السواحل الايطالية منذ بداية ھذه السنة 14300 مھاجر تونسي غير نظامي، يمثلون 27% من جملة المهاجرين غير النظاميين الواصلين إلى ايطاليا، وفق نفس المصدر.
وفي المقابل قامت السلطات في تونس خلال شهر أكتوبر 2021 بإحباط 263 عملية هجرة غير نظامية ومنع نحو 2740 مھاجر غير نظامي من الوصول إلى السواحل الإيطالية، ليرتفع عدد المھاجرين الذين تم منع اجتيازھم منذ بداية السنة الحالية الى حوالي 22150 شخص، أي بزيادة بأكثر من 86 % مقارنة بنفس الفترة من 2020.
واستأثرت ولاية صفاقس التونسية بأكبر عدد من عمليات الاجتياز المحبطة في شهر أكتوبر المنقضي بنسبة تناهز 29 % تليها ولاية المهدية التونسية بأكثر من 21 % فولاية المنستير التونسية بنسبة 10,6 % و ولاية تونس بـ 9,8 % ونابل التونسية بنسبة 8,3 %، وفق ذات التقرير الذي أشار إلى أن عمليات الاجتياز المحبطة في أكتوبر تتوزع إلى 53,7 % عبر البحر و 46,3% عبر البر.
والجدير بالذكر أن الدراسة ميدانية التي سبق وأعدها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية حول “جائحة كوفيد-19” ونوايا الهجرة لدى الأسر التونسية، فإن 57.8% من الأسر التونسية المستجوبة ترى أن مستقبل أطفالها سيكون أفضل خارج تونس.
و أكد المنتدى التونسي أن 25.3 % من الآسر التونسية تفكيرهم الدائم في الهجرة خارج البلاد في حين لا يزال 14.5% محل ترّدد بين الهجرة أو البقاء في تونس، وذلك لعدة أسباب من بينها تداعيات جائحة كوفيد-19 والأوضاع السياسية المتوترة في البلاد التونسية وارتباك مؤسسات الدولة فضلا عن فشل المنوال التنموي المنتهج بالبلاد منذ الاستقلال و بنمط توزيع للثروة القائم على التمييز بين الفئات والجهات والأجيال، حسب ذات الدراسة.
و وضح المنتدى أن التفكير في الهجرة لا يقتصر على فئة عمرية معينة دون أخرى إذ مثل اتجاها عاما يشترك فيه عدد كبير من التونسيين والتونسيات بغض النظر عن أعمارهم، لافتا الى أن 47 % من الفئة العمرية من 18 إلى 29 سنة يفكرون في الهجرة بشكل دائم و35 % بالنسبة للفئة العمرية من 30 إلى 39 سنة.
وأبرزت الدراسة أن الرغبة في الهجرة قد تحوّلت من اتجاه فردي ينتج عنه مشاكل ظرفية أو حالة يأس عرضيّة إلى ما يشبه القرار الجماعي الذي يتم اتخاذه بطريقة غير مباشرة عن طريق مجموعة من الفاعلين الذين لا يتفقون بالضرورة حول أسباب الأزمة ولكنهم يؤكدون غياب الحلول.
و بخصوص وجهات الهجرة تحافظ فرنسا وإيطاليا على مكانتهما باعتبارهما الوجهة الأولى للتونسيين منذ عقود في حين تبدو كل من ألمانيا وكندا كوجهتان جديدتان وكذلك وبدرجة أقل البلدان الإسكندنافية وأمريكا ما يحيل على تغيّر خصائص المهاجرين ونوعية مشاريعهم وأهدافهم من الهجرة الى الخارج، وفق ذات الدراسة.