عناصر داعش يهاجمون سجناً في الحسكة وقتلى باشتباكات مع الأكراد
- اشتباكات عنيفة بين القوات الكردية ومقاتلين من تنظيم داعش الإرهابي تسببت بمقتل 62 مقاتلا من الطرفين وخمسة مدنيين،
- تتواصل الاشتباكات داخل السجن وفي محيطه، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان
- يضم سجن غويران نحو 3500 سجين من عناصر وقيادات تنظيم داعش
بعد هجوم نفذه التنظيم على سجن وأدى إلى فرار عدد من المتشددين المعتقلين فيه، يشهد شمال شرق سوريا الجمعة اشتباكات عنيفة بين القوات الكردية ومقاتلين من تنظيم داعش الإرهابي تسببت بمقتل 62 مقاتلا من الطرفين وخمسة مدنيين،
في العراق، وفي تحرك لمجموعة أخرى من تنظيم داعش ، قتل 11 جندياً في هجوم استهدف مقراً للجيش العراقي فجر الجمعة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، كما ذكر مسؤول عسكري محلي.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المتشددين هاجموا ليل الخميس إلى الجمعة سجن غويران الكبير في مدينة الحسكة الذي يضم آلافا من عناصر التنظيم.
وهو الهجوم الأكبر الذي يشنه تنظيم داعش منذ دحره في سوريا في آذار/مارس 2019.
وتصدّت قوات سوريا الديموقراطية وعمادها مقاتلون أكراد، للعملية. ودارت اشتباكات بين الطرفين لا تزال مستمرة، وأوقعت، وفق المرصد، 39 قتيلا من تنظيم داعش و23 من القوات الأمنية الكردية وخمسة مدنيين.
وتتواصل الاشتباكات داخل السجن وفي محيطه، بحسب المرصد الذي يستقي معلوماته من شبكة واسعة من المصادر في سوريا.
وتبنى تنظيم داعش عبر وكالة أعماق على تطبيق تلغرام “الهجوم الواسع” على السجن بهدف “تحرير الأسرى المحتجزين بداخله”، مشيرا الى أن “الاشتباكات لا تزال جارية في محيط السجن وأحياء أخرى”.
وأشار المرصد إلى أن سجناء لم يحدد عددهم تمكنوا من الفرار ولا يزال “العشرات” منهم “طليقين”، فيما تم القبض “على نحو مئة”.
وتسببت عملية التنظيم بحال من الفوضى في الحسكة، وبانقطاع التيار الكهربائي، ما اضطر مئات الأشخاص إلى مغادرة المنطقة.
وقالت ام ابراهيم (38 عاماً) وهي تغادر منزلها في حي الغويران “المنطقة تشهد منذ أمس إطلاق نار وتحليق طيران واشتباكات وقتل شباب”. وأضافت “الوضع سيئ جداً. لقد غادرنا بيتنا بسبب الاشتباكات. خفنا على أطفالنا”.
وأشارت إلى أن تنظيم داعش “قتل أربعة شبان” من جيرانها “بينهم شقيقان”.
دروع بشرية
وتحصّن مقاتلو التنظيم في منازل المدنيين في حيّ الزهور القريب من السجن، واتخذوها “خنادق” لهم، بحسب بيان لقوات سوريا الديموقراطية، مستخدمين “المدنيين دروعا بشرية”، فيما كانت القوات الكردية تطارد السجناء الفارين وتسعى إلى استعادة السيطرة الكاملة على الحيّ.
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية أنها “أحبطت محاولة فرار جماعية أخرى” الجمعة، موضحة أنها “ألقت القبض على 89 مرتزقاً في محيط السجن” بعدما “طوقتهم”.
ولاحظت في بيانها أن “خلايا التنظيم” في حيّ الزهور “تطلق النار بشكل مكثف في محاولة لتوجيه رسائل أمل إلى المعتقلين داخل السجن”.
ويضم سجن غويران نحو 3500 سجين من عناصر وقيادات تنظيم داعش ، استناداً إلى المرصد.
“خطر وجودي”
وأكد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة المتشددين وقوع الاشتباك، مشيرة إلى وقوع خسائر في صفوف القوات الكردية.
واعتبر التحالف في بيان أن تنظيم داعش “لا يزال يشكل خطراً وجودياً ولا يمكن السماح له بأن يجدد نفسه”.
ورأت المحللة في مجموعة الأزمات الدولية دارين خليفة أن “عمليات الفرار من السجون وأعمال الشغب داخلها شكلت عنصراً أساسياً في معاودة تنظيم داعش الظهور في العراق وتشكل اليوم تهديداً خطيراً في سوريا”.
واشارت الى أن عددا من السجون في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد السوريون والتي يُحتجز قسم كبير من عناصر التنظيم، هي أصلا مدارس تُستخدم سجوناً وغير مناسبة تالياً لاحتجاز معتقلين مدة طويلة.
وتضم السجون الواقعة في المناطق الواسعة التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا نحو 12 ألف جهادي من نحو 50 جنسية، وفق السلطات الكردية.
في آذار/مارس 2019، أعلن كلّ من قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي إسقاط “دولة الخلافة” التي أقامها تنظيم داعش على مساحات واسعة في العراق وسوريا، وذلك بعد أن دحر آخر مقاتلي التنظيم المتشدد من آخر معقل له في بلدة الباغوز في شرق سوريا.
ومنذ ذلك الحين، انكفأ مقاتلو التنظيم بشكل رئيسي في خلايا متعددة إلى البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق) عند الحدود مع العراق.
وكان العراق أعلن في أواخر 2017 انتصاره على تنظيم داعش بعد طرد المتشددين من كل المدن الرئيسية التي سيطروا عليها في 2014، فيما قتل زعيم التنظيم في عام 2019.
وتراجعت مذاك هجمات التنظيم بشكل كبير، لكن القوات العراقية ما زالت تلاحق خلايا نائمة في مناطق جبلية وفي البادية، لا سيما في محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى حيث وقع هجوم الجمعة.
وقال مسؤول عراقي في ديالى طلب عدم كشف هويته إن “11 جنديا بينهم ضابط برتبة ملازم قتلوا في هجوم لعناصر تنظيم داعش بأسلحة مختلفة بينها خفيفة”.
ورجح أن يكون هؤلاء “استغلوا وعورة المنطقة وانخفاض درجات الحرارة” لتنفيذ هجومهم.
وأكد محافظ ديالى مثنى التميمي لوكالة الأنباء العراقية الهجوم، موضحا أنه استهدف “أفراداً من الفرقة الأولى”.