مهرجان بابل ينطلق مجددا في العراق بعد توقف لنحو 20 عاما
- آلاف العراقيين شاركوا في انطلاق مهرجان بابل
- مشاركة شبابية واسعة عبر التفاعل مع عروض فنية وموسيقية
- فرق عربية ودولية شاركت في المهرجان الدولي
- جهود عراقية لإحياء الفعاليات الثقافية والفنية
للمرة الأولى منذ نحو 20 عاما، امتلأت عتبات المسرح البابلي الأثري في وسط العراق بآلاف الشباب والنساء والرجال والأطفال الذين شاركوا في لوحات رقص ومعارض فنية واستمعوا الى الموسيقى والأغاني، في أول عودة لمهرجان بابل بعد سلسلة حروب وأزمات.
في بلد لا تزال تنشط فيه خلايا لتنظيم داعش ويعيش على وقع توتر سياسي وأمني مستمر، شارك عراقيون أتوا من مناطق مختلفة في أجواء من الفرح والرقص والغناء، بمشاركة فرق فنية عراقية وعربية ودولية، على مدى خمسة أيام ذكّرتهم بأيام خلت.
وتوقّف المهرجان في العام 2003، بعدما دخلت البلاد بدوامة عنف، من حرب طائفية وتفجيرات متواصلة، ثمّ تواجد لداعش بين عامي 2014 و2017.
وعلى الرغم من أنها موطن لآثار مهمة مدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، تعاني مدينة الحلة التي يوجد فيها موقع بابل الأثري من إهمال شديد وتدهور في البنى التحتية.
عند مدخل بابل، بوابة عشتار الزمردية التي تقبع نسختها الأصلية التي بناها نبوخذنصر الثاني في العام 585 قبل الميلاد في برلين، تقلّ عربة تجرّها أحصنة، العائلات الراغبة بمشاهدة معارض الكتب والتصوير المقامة داخل المدينة الأثرية.
ويروي المصور الفوتوغرافي حيدر المسلماوي الذي عرض صوراً له التقطها من العراق ومن دول أخرى في العالم أنه أقام المعرض الخاص به بتمويل ذاتي.
مع ذلك، عبّر عن سعادته باستئناف المهرجان “لأنه سينعش الفن والثقافة وحتى الاقتصاد العراقي. وهو واجهة للفن والثقافة العراقية”.
في الكواليس في الحديقة الواقعة خلف المسرح، كانت فرق فنية أردنية ومصرية وفلسطينية وصربية وأرمنية وروسية وهندية، تتدرّب قبل أن تمرّ على المسرح لتقديم عروضها.
وروى مدير الفرقة الأردنية للفنون الشعبية ياسر العردواي أنه سعيد جدا للمشاركة في هذا الحدث، بعدما شارك فيه في العام 2001 بالفرقة نفسها، حينما كان طفلاً.
وقال لفرانس برس وقد اعتمر كوفية أردنية حمراء وبيضاء “يعني لنا كثيراً أن مهرجان بابل عاد بعد 20 سنة. هذا يعني عودة الأمن والأمان للعراق”.
كذلك عاد رئيس فرقة الأهرام المصرية التي تقدم الفولوكلور المصري محمد فتحي إلى بابل بعد أكثر من 20 عاماً. وقال بينما كانت فرقته في الخلفية تعزف الإيقاعات الشعبية المصرية، وقد ارتدى أفرادها أزياء تراثية صعيدية، “كنت هنا راقصاً بالفرقة المصرية في التسعينات. والآن عدت مخرجاً”.
في الجانب الآخر من الحديقة، كان أعضاء فرقة “كارني” الأرمنية يتدربون بأزيائهم التراثية على عرضهم.
وتضافرت مؤسسات أهلية وخاصة لتمويل المهرجان، وفق ما قال المدير التنفيذي للمهرجان محمد الربيعي.
ولم تكن هذه المشكلة الوحيدة التي تم اجتيازها فقد أثار المهرجان جدلا قبل يومين من انطلاقته، بعدما رفع طلب من المحافظ بإلغاء الفقرات الغنائية “استجابة لطلبات ومناشدات طلبة العلوم الدينية والشخصيات الاجتماعية”.
وقال الربيعي لفرانس برس “هذا كرنفال فرح يعكس الثقافة العراقية. ونقول للآخر نحن هنا ولدينا وجود”، مضيفاً “طبعاً هناك مخاوف وقلق ولا بد أن نعطي للآخر حساب، في كل بلد هناك أفكار متعددة وعلينا أن نحترم الرأي الآخر”.
وأضاف “يجب أن نعيد هذا التراث وهذا الجمال إلى العراق. لا نخاف. حريتي أن أغني ولا يمكن لأحد أن يمنع ذلك.
من معرض الفنون التشكيلية، قال الفنان التشكيلي شبيب المدحتي إن المهرجان “رسالة إلى كل العالم بأن العراق لا يزال لديه فن”.
وأضاف “من يرفض فليرفض، هذه وجهة نظره. نحن نواصل عملنا الذي ليس فيه أذية أو ضرر على المجتمع”.