داعش الإرهابي يسرق الأغنام لتمويل نشاطاته
- يحتفظ داعش بحرية الحركة عبر حدود الشمال الشرقي مع العراق وسوريا
- داعش يمول نفسه بقتل الرعاة وسرقة أغنامهم
سبع سنوات مضت منذ أن بدأت الولايات المتحدة في تقديم المعدات والدعم الجوي لأول مرة لوحدات حماية الشعب الكردية، ولاحقًا لمنظمتها الشاملة قوات سوريا الديمقراطية، في حملتها ضد تنظيم داعش الإرهابي في شمال شرق سوريا. بعد سقوط ما يسمى بـ خلافة داعش، واصلت الحكومة الأمريكية تقديم الدعم العسكري لهذه المؤسسات وهيئتها السياسية الجديدة “الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا” التي تقوم بعمليات مشتركة لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي في محاولة لإنهاء التمرد المستمر في المنطقة.
أبرزت التقارير الأخيرة عن شمال شرق سوريا انخفاض هجمات داعش والعودة إلى الحياة الطبيعية ومع ذلك، فإن مثل هذه التقارير مضللة وتعتمد على بيانات منتقاة تقيّم قوة داعش فقط من خلال عدد الهجمات المبلغ عنها.
لكن معلومات وتقارير مختلفة تقدم صورة مغايرة تمامًا، صورة تعايش داعش في مجتمعات معوزة من النازحين ، ويحتفظ بحرية الحركة عبر حدود الشمال الشرقي مع العراق وسوريا التي يسيطر عليها النظام ، و تجري عمليات تمويلية ولوجستية واسعة النطاق. ويرجع ذلك إلى تدهور الوضع الاقتصادي في الشمال الشرقي، والذي تسبب في ارتفاع حاد في التهريب ، وعمق انعدام الثقة بين السكان المحليين والإدارة الذاتية وترك الشباب عرضة للتجنيد من قبل تنظيم داعش الإرهابي. حيث يفر الشباب من المنطقة بشكل جماع ، ويخاطرون بطرق التهريب المميتة إلى أوروبا للحصول على فرصة في المستقبل.
داعش يمول نفسه بقتل الرعاة وسرقة أغنامهم
أدى القبض مؤخرًا على المسؤول المالي لداعش من قبل القوات التركية في شمال غرب سوريا إلى تجدد الاهتمام بشبكات داعش المالية، لكن المحلل الأمني أليكس ألميدا يحذر من أن “اعتقاله ليس بالأمر المهم إذ يمكن للخلايا المحلية في العراق وسوريا في الغالب أن تمول نفسها، وربما يكون لداعش العديد من النواب الذين يمكنهم تولي أكبر شبكات التمويل الدولية ” هذا التفويض في التمويل على المستوى المحلي هو بالضبط ما لوحظ في وسط وشمال شرق سوريا ، وقد سمح لداعش بالبقاء صامدًا وإعادة نمو شبكاته.
خلف خطف 60 مدنياً شرقي حماة في 6 نيسان / أبريل 2021 ، صدمة لجرأة داعش وتم إطلاق سراح جميع المدنيين تقريبًا في عملية تبادل أسرى تم ترتيبها بسرعة وشهدت تحرير أفراد عائلات مقاتلي داعش المحليين من سجن النظام القريب في السلمية، كما أن تبادل الأسرى هذا يدعم تصريحات النظام بأن معظم مقاتلي داعش الذين عملوا في شرق حماة خلال العام الماضي هم من السكان المحليين إذ استفاد تنظيم داعش الإرهابي من معرفته لهذه الخلايا في شرق حماة لتعزيز تمرده في جميع أنحاء سوريا.
بناءً على تقارير يبدو أن تنظيم داعش الإرهابي قد استغل وجوده في شرق حماة والمنطقة المتاخمة لجنوب الرقة وجنوب حلب للقيام بعمليات تهريب وجمع أموال على نطاق واسع وتسرق الخلايا في هذه المناطق الأغنام من السكان المحليين وتستخدمها إما لإعالة نفسها أو تهريبها عبر نهر الفرات إلى شمال الرقة، ففي المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، يقوم عناصر داعش الذين ينتحلون صفة المدنيين ببيع الأغنام في السوق المفتوحة، لحزب العمال الكردستاني (الجماعة الإرهابية الموالية لقوات سوريا الديمقراطية). أو تهريبهم عبر الحدود العراقية.
ظهرت أولى العلامات الرئيسية لعملية التمويل هذه في أوائل عام 2021، عندما قال ضابط في النظام في شرق حماة إن “مئات” الأغنام كانت تختفي كل أسبوع، وكان السكان المحليون يشكون بشكل متزايد لقوات الأمن من سرقة قطعانهم ، لكن لم يتمكن السكان المحليون ولا قوات الأمن من تحديد مكان أي من الأغنام.
أشارت التقارير المحلية إلى أن عملية السرقة يقوم بها عناصر التنظيم الارهابي حيث ازدادت الهجمات على المدنيين في هذه المنطقة الريفية الزراعية بشكل كبير في شباط / فبراير وآذار / مارس 2021.
وتحدثت معظم التقارير الإخبارية عن زرع ألغام لتنظيم داعش عمدًا في مناطق الرعي وعلى طول الطرق التي خلفت عشرات القتلى والجرحى كل شهر. ومع ذلك ، فقد تم الإبلاغ علنًا عن 23 هجمة على الأقل للرعاة في هذه المناطق منذ ظهور داعش لأول مرة في شرق حماة في منتصف عام 2020.
في مناسبات عديدة هذا العام ، تم العثور على رعاة مقتولين بطلقات نارية في رؤوسهم في شرق حماة وجنوب حلب وجنوب الرقة وازداد الوضع سوءا في شرق حماة لدرجة أن قوات الأمن التابعة للنظام السوري ، التي كانت تنفذ منذ شهور عمليات لطرد المتمردين ، بدأت تركز بدلاً من ذلك على حراسة الرعاة، وتزامنت هذه السياسة الجديدة مع انخفاض حاد في عمليات التنظيم الإرهابية في المحافظة وأعلن النظام أنه بحلول أواخر حزيران (يونيو) الماضي ، غادرت جميع الخلايا النشطة في المنطقة ، حيث لم يعد بإمكانها الاعتداء على القطعان بسهولة.
لكن يبدو أن هذه الخلايا أو غيرها جددت عمليات سرقة الأغنام خلال الأسابيع الماضية ، مع التركيز هذه المرة على ريف الرقة الجنوبي وتصاعدت في سبتمبر عندما قام المسلحون باختطاف وقتل الرعاة أسبوعيا.