ورش عمل ودورات فنية ومعارض
على مدى أربعة أيام، احتضنت مدينة سيئون حاضرة وادي حضرموت جنوب شرقي اليمن ورشة تدريبية ومعرضًا فنيًا عن دور الفن في بناء السلام، ضمن مشروع “ألوان السلام” الذي ينفذه مرسم ملتقى الفن في حضرموت ويستهدف الفنانين التشكيليين والخطاطين والنحاتين، ساحلاً وواديًا.
في هذا الإطار، أوضحت عبير الحضرمي، مؤسسة ومديرة مرسم ملتقى الفن في حضرموت، لمراسل “تطبيق خبِّر” الميداني في اليمن عمر يعقوب، أن “ألوان السلام” هو مشروع من ضمن مشاريع شبكة الثقافة اليمنية “Culture Network Yemen” التابع لمعهد غوتة الألماني، ويحوي على ورش عمل في بناء السلام للفنانين ودورات فنية ومعارض تشكيلية، وورشة عمل تختص بالجهات المعنية لقراءة دور الفن حاليًا في المنطقة.
وأشارت الحضرمي إلى أن المشروع جرى تنفيذه على مرحلتين، الأولى في مدينة المكلا عاصمة المحافظة مطلع الشهر الجاري، وتم استهداف 12 فنانًا تشكيليًا من بينهم رسامين وخطاطين، وتم خلاله استعراض دور الفن والفنانين في بناء السلام، وعرض العديد من الأعمال الفنية والأعمال الجدارية لعدد من الفنانين اليمنيين في الداخل والخارج.
أما المرحلة الثانية ، فاحتضنتها مدينة سيئون هذا الأسبوع بإقامة ورشة عمل تدريبية بمشاركة نخبة من الرسامين والنحاتين وذوي الاختصاص من مختلف مناطق وادي حضرموت، أعقبها معرض فني لنتاج ورشة العمل، وذلك في قصر السلطان الكثيري التاريخي وسط المدينة.
الرسام والنحات يعقوب هبشان، أحد المشاركين في الورشة التدريبية والمعرض الذي أقيم في سيئون، عبّر لمراسل “تطبيق خبِّر” عن سعادته الكبيرة في المشاركة في الورشة والمعرض نظرًا للقيمة الإنسانية والرسالة العظيمة التي يحملها.
وأضاف هبشان أنه شارك في هذا المعرض بلوحة عن السلام تحمل شعار “لا فرق بين أعجمي ولا عربي إلا بالتقوى”، للتعبير عن روح المحبة والسلام بين الشعوب. وأكد هبشان أن مشاركته في هذه الورشة والمعرض أضاف له الكثير في الجوانب المهنية، لتضاف إلى ما تلقاه سابقًا خلال عديد المشاركات الداخلية والخارجية التي من أبرزها ملتقى بصمات الفنانين العرب الذي أقيم في العاصمة المصرية القاهرة.
تمنى هبشان في ختام حديثه أن يحظى مجال الفنون التشكيلية بمزيدٍ من الدعم من قبل السلطات لما يحمله من رسالة إنسانية عظيمة، كما تمنى أن يكون خير سفير لبلاده في مجالي الرسم والنحت بما يخدم الثقافة والسياحة، وأن ينقل خبراته للأجيال القادمة العاشقة للفنون التشكيلية بما يصقل مواهبها لتثري الساحة بأعمال ذات قيمة فنية عالية.
السلام قيمة عظيمة يستكشفها الفن
من جانبها، تحدث المشاركة ندى أنور مبارك بن عبدون لمراسل “تطبيق خبِّر” عن حرصها على المشاركة في هذه الورشة والمعرض، كونها حول قيمة عظيمة وهي السلام، وكيفية بناء السلام وكيف يمكن للفنانين أن يسهموا في بنائه، خاصة في ظل الوضع الذي تعيشه البلاد وما تمر به من حروب وأزمات متلاحقة.
وبيّنت ندى بن عبدون أن هذه هي أول فعالية من هذا المستوى تشارك فيها، بعد أن اقتصرت مشاركتها السابقة على المعارض المدرسية، مشيرة إلى أنها شاركت بلوحة تعبر عن “السلام الداخلي والأمراض النفسية” كجانب إنساني هام، يعكس نفسه على سلوك الإنسان.
وأكدت بن عبدون أن هذا المشاركة كانت فرصة جميلة، أتاحت لها التعرف على فنانين وفنانات، وساعدتها على التطور كفنانة، مشيرة في ختام حديثها إلى أنها ستعمل على تطوير إمكانياتها أكثر لتشمل مجال الرسم على الجدران والمشاركة بمعارض أخرى ذات أهداف سامية.
بدورها، قالت منال صالح بن الشيخ أبو بكر، المهتمة بمجال الفنون البصرية، والمختصة في مجال الرسم الواقعي بالفحم إن، “هذه المشاركة بالنسبة لي تعتبر أول مشاركة ضمن ورشة فنية تجمع فنانين بنفس المجال، وهذا الشيء جميل جدًا لأنه يساعدنا في أن نتعرف على فنانين وأشخاص طموحين في مجالها”.
وأوضحت بن الشيخ أبو بكر، إنها شاركت بلوحة بالفحم كانت بحجم A2 تقريبًا، تحمل فكرتها حالة الصراع والنزاعات والسيطرة وكسر حرية الصحافة، وإعطاء لمحة عن مضاعفات وأضرار الحروب، فيما يحمل الجزء الآخر من اللوحة فكرة السلام العالمي، من خلال رسم فتحة المفتاح وكأنها فتحة الخلاص والنجاة والفرج، وفيها يدين دمجت بخريطة العالم، تدعو أن يعم السلام العالم أجمع.
وتمنت ندى بن الشيخ أبو بكر أن تكون هناك فرص أكبر وأوسع لتشمل الكثير من الموهوبين وتمكنهم من عرض أعمالهم وتعطيهم الفرصة لإظهارها للمجتمع، كشيرة إلى أنها ما تزال تطمح للأفضل، وأن يصل مستواها للمشاركة بمعارض عالمية بأقرب فرصة ممكنة.