تعبئة يومية للحفاظ على النظافة وسلامة المصطافين
- تنظيم عملية تمشيطية بشاطىء الدالية بمدينة طنجة المغربية
- تم جمع 120 كمامة طبية مستعملة تركها المصطافون على الشاطىء
تحت شعار “نظافة الشاطئ مسؤوليتنا جميعًا” نظمت مصلحة البيئة المنضوية تحت لواء جمعية الساحل للتنمية والثقافة، يوم الأحد 29 آب/ أغسطس الماضي من السنة الحالية (2021)، عملية تمشيطية بشاطىء الدالية بمدينة طنجة المغربية لجمع الكمامات الطبية المستعملة.
انطلقت العملية الساعة 11 صباحًا، وشارك فيها ثلاثة أعضاء من فريق مصلحة البيئة، وأسفرت عن جمع 120 كمامة طبية مستعملة تركها المصطافون على الشاطىء في نهاية الأسبوع، في الشاطىء يشهد عادة إقبالًا كبيرًا من طرف السكان المحليين والزوار من مناطق مغربية مختلفة.
تهدف هذه الخطوة بالدرجة الأولى إلى حماية الأطفال والكبار من التعرض لأمراض ومضاعفات صحية مزمنة في حال إعادة استخدام هذه الكمامات أو حتى لمسها، خصوصًا في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا والمتحور دلتا بشكل أسرع بالمغرب.
وتأتي العملية التمشيطية في إطار التعبئة اليومية المتواصلة من طرف جمعية الساحل للتنمية والثقافة والهادفة لتنقية الرمال الذهبية التي يتميز بها شاطىء الدالية والحفاظ على نظافته وضمان خلوه من النفايات الضارة بسلامة المصطافين والحياة البحرية.
في هذا السياق، كشفت رؤيا توعاش، وهي مسؤولة بقسم الإعلام بمصلحة البيئة، أن عملية جمع الكمامات الطبية المستعملة هي تابعة لباقي حملات النظافة والتحسيس التي تنهجها جمعية الساحل للتنمية والثقافة بشاطىء الدالية.
نشاطات متنوعة بدعم من مؤسسة طنجة المتوسط
وأوضحت توعاش لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة أن هذه الحملات وباقي الأنشطة الترفيهية والثقافية والرياضية، التي تقيمها الجمعية بنفس الشاطىء لفائدة الأطفال المصطافين والمرتبطة بالموسم الصيفي هي بدعم من مؤسسة طنجة المتوسط، وتشرف عليها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.
كما بينت توعاش أن الغرض من هذه الحملات، خاصة المتعلقة بشق النظافة والتحسيس، هو الحفاظ على مكانة شاطىء الدالية لدى المصطافين المحليين والأجانب الذين يقصدونه صيف كل عام للاستمتاع برماله الذهبية ومياهه الزرقاء، موضحة أن نظافته إحدى المميزات التي تجعله الوجهة الأولى لدى الكثيرين.
وقالت المسؤولة بقسم الإعلام بمصلحة البيئة إن الهدف الأول الذي تسعى إليه مصلحة البيئة من خلال إطلاق هذا النوع من العمليات التمشيطية في ظروف فرضتها الجائحة، هو تفادي المخاطر الصحية التي قد تنجم عن طريق لمس أو إعادة استخدام الكمامات من طرف المصطافين.
وركزت رؤيا توعاش في هذا الجانب على الأطفال الصغار الذين قد يقومون بلمس الكمامات واللعب بها لفترة زمنية، دون أن يدركوا خطورتها ومدى تهديدها لسلامتهم الصحية. أما الهدف الثاني وفق ما قالت، ” فهو حماية الحياة البحرية وتنوعها من أضرار النفايات، خاصة تلك المصنوعة من البلاستيك ومن مواد قد تؤدي إلى نفوق أعداد من الكائنات البحرية”.
الحملة تنفذ للموسم الصيفي الثاني على التوالي
كذلك أوضحت أن حرص جمعية الساحل للتنمية والثقافة على سلامة المصطافين، يدفعهم في كل موسم صيفي إلى ابتكار وخلق مجموعة من الأنشطة البيئية بأفكار إبداعية وإشراك الأطفال بها، مبينة أن عملية جمع الكمامات الطبية بشاطىء الدالية كانت قد انطلقت الموسم الماضي، وبعد نجاحها تم اعتمادها هذا الموسم أيضًا وفق برنامج يومي يشارك فيه 3 أعضاء أو أكثر من المصلحة البيئة التابعة للجمعية.
وأشارت إلى أن الشباب الثلاث الذين كلفوا يوم الأحد بعملية جمع الكمامات الطبية المستعملة، استعانوا بملاقط وقفف مصنوعة من الدوم ( أغصان النخيل الزاحف) لضمان عزل الكمامات عن باقي النفايات الأخرى، لافتة إلى أن دور فريق المصلحة البيئة بيتوقف هنا، فيما تتكلف شركة نظافة تابعة لـ (Tanger Ned) بنقلها لمطرح النفايات والتخلص منها هناك.
وذكرت توعاش أن جمعية الساحل للتنمية والثقافة نظمت خلال الأسبوع المنصرم مجموعة من الأنشطة والورشات البيئية، التي شارك فيها الأطفال المصطافون بشاطىء الدالية. من بين هذه الورشات ورشة تدوير النفايات البلاستيكية والورقية، وكذلك لعبة رمي النقايات البلاستيكية في الأماكن المخصصة لها بالشاطىء.
كما سبق أن شارك عشرات من الأطفال في مطلع آب/ أغسطس في ورشات للرسم مرتبطة بحملات التوعية والتحسيس التي تنظمها الجمعية والمتعلقة بالتعريف بأهمية نظافة الشاطئ ومراحل جمع النفايات وطريقة جمعها وفرزها وتخصيص أماكن لوضعها.
ولتشجيع الأطفال أكثر على المساهمة في حماية شاطىء الدالية من التلوث وترسيخ أفكار هذه الأنشطة والحملات التحسيسية البيئية، يقوم المشرفون، وفق ما ذكرته توعاش، بتقديم جوائز مختلفة للأطفال المشاركين في نهاية كل نشاط.
وبيّنت أن مهمة جمع الكمامات الطبية المستعملة بالشاطىء مقتصرة على أعضاء المصلحة البيئة ولا يتم إشراك الأطفال بها، نظرًا للمخاطر الصحية التي تنطوي عليها هذه العملية.
وفي ختام حديثها لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية، أشارت رؤيا توعاش إلى أن جميع الأنشطة البيئة والترفيهية والثقافية والرياضية التي نظمت هذا الموسم بشاطىء الدالية، كانت ناجحة ولقيت تفاعلًا من الأطفال وحتى من أولياء أمورهم، الذين عبروا عن رضاهم ورحبوا بالأفكار المتنوعة التي ستغني الرصيد المعرفي والإبداعي لدى أطفالهم، وتنمي حس المسؤولية بداخلهم وتجعلهم أفرادًا فاعلين إيجابيًا في المجتمع.
تجدر الإشارة إلى أن شاطئ الدالية يعد واحدًا من أجمل الشواطىء الموجودة بمدينة طنجة، ويقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويتميز برمال ذهبية ومياه زرقاء صافية ومنظر خلاب جعله يدرج ضمن قائمة أجمل الشواطىء المغربية التي تجذب الزوار إليها من داخل وخارج المغرب.