صيفيات 2021 يزور مدن المغرب
يعيش أطفال مدينة شفشاون شمال المغرب، خلال الفترة الممتدة من 16 آب/ أغسطس الجاري وإلى حدود 25 منه، أجواء مرحة وممتعة وهم يقضون العطلة الصيفية، ضمن البرنامج الوطني التنشيطي للقرب صيفيات 2021، قبل أسبوعين من بداية الموسم الدراسي المقبل.
ينظم البرنامج في مرحلته الخامسة من طرف المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم، وتجرى فقراته في مؤسسة دار الشباب المدينة بشفشاون.
تتم برمجة الفقرات الترفيهية طيلة اليوم، بدءًا من الساعة التاسعة صباحًا وإلى حدود الساعة الخامسة مساءً، وتتخللها ساعة لاستراحة الغداء على الساعة الواحدة بعد الزوال، وتتوزع طبيعة الفقرات بين الفنية والرياضية والثقافية والترفيهية.
ومن جملة الفقرات المميزة التي شهدها المخيم، تنظيم زيارة جماعية للمتحف التراثي الأصيل بشفشاون لفائدة الأطفال المستفيدين رفقة الأطر التربوية المشرفة، إذ قدم الأستاذ الباحث في التراث الشفشاوني محمد البوقديدي ومحافظ المتحف التراثي الأصيل لجوهرة شفشاون شروحات حول الأعمال المعروضة مع التعريف بالمعالم التاريخية والتقاليد الشفشاونية التراثية الأصيلة، مع الإجابة على كافة الأسئلة التي طرحها الأطفال.
واستوفت الشروحات التي قدمها الأستاذ البوقديدي فضول الأطفال وتساؤلاتهم، واعتبرت مفيدة وممتعة، فقد تعرفوا على محتويات المتحف التاريخية التي تجسد لحقبٍ من الأزمنة التاريخية التي مرت منها المدينة.
ريان (10 سنوات)، يقطن بمنطقة الحافة، وهو مشارك في المخيم، عبّر لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور، عن سعادته بالمشاركة في المخيم والذي سمح له باللعب رفقة أطفال آخرين واكتشاف مجموعة من الأنشطة الجديدة مثل الشطرنج والمسرح والأناشيد.
وحول سبب مشاركته في المخيم، قال ريان إنه اعتاد التخييم كل سنة منذ أربع سنوات، ويفضل المدن التي تضم شواطئ، لكن بالنظر الى منع السفر بسبب فيروس كوفيد 19، اضطر للمشاركة في مخيم محلي، فقط للاستفادة من الأنشطة المتنوعة.
ريان، وبعد زيارته المتحف التراثي، سُرَّ بمعرفة سِر اللون الأزرق الذي تشتهر به المدينة وسبب تسميتها “الجوهرة الزرقاء”، إذ أوضح البوقديدي إنه بعد تأسيسها سنة 1471 على يد مولاي علي بن راشد لإيواء مسلمي الأندلس بعد طردهم من قبل الإسبان، اختار هؤلاء الأندلسيين والموريسكييّن الذين نزحوا إلى المدينة اللون الأزرق الذي أرادوا أن يكون هذا اللون رمزًا للسلام والتسامح.
استثمار العطلة الصيفية لفائدة الأطفال
من جهته، صرح أحمد قيسامي المدير الإقليمي لوزارة الثقافة والشباب والرياضة بشفشاون لمراسل “تطبيق خبر” الميداني إن المخيم مؤسسة تربوية، تقوم بوظيفة استثمار زمن العطلة الصيفية بطرق ترفيهية، يبتعد خلالها الطفل المشارك عن أسرته ليعيش تجربة حياتية متميزة، خلال مرحلة زمنية تملؤها أجواء التسلية والمتعة والمغامرة والتشويق والاكتشاف والتحدي رفقة الأصدقاء والأقران.
وأضاف قيسامي إن هذه المؤسسة توجه خدماتها لكل الشرائح والطبقات الاجتماعية، لكون هذا النشاط يعود بالفائدة على الطفولة بصفة عامة، ويكون ملاذًا مهمًا لفائدة أطفال الأسر الفقيرة التي تعاني الحرمان المادي، وللأسر التي تعاني ضعفًا في المهارات الحياتية.
وبيّن المدير الإقليمي لوزارة الثقافة والشباب والرياضة بشفشاون أنه من هذا المنطلق يأتي دور الجهة المسؤولة عن هذه الخدمة التربوية الهامة، لتضع المعايير البيداغوجية المتلائمة ليقوم هذا الفضاء بدوره التربوي لكل الشرائح.
وأنهى حديثه بالقول، “إن عملنا داخل مدينة شفشاون يقوم على ضمان استفادة الأطفال الذين ينحدرون من المناطق الأقل حظًا، وذلك لضمان تحقيق نوع من التوازن المجتمعي بين جميع الأطفال، خصوصاً وأننا على بعد أسبوعين من استئناف الدراسة”.
في ذات السياق، أفاد مصطفى العمراني الإدريسي، مدير دار الشباب المدينة بشفشاون، لمراسل “تطبيق خبّر”، “إن برمجة الأنشطة جد متنوعة وتضم ألعابًا رياضية وترفيهية تجعل الأطفال في اكتشاف دائم لمجموعة أشياء جديدة، إذ نخصص الفترة الصباحية للأنشطة الحركية في حين نخصص الفترة المسائية للأنشطة التربوية والفكرية”.
وأضاف العمراني أن تنفيذ هذا البرنامج يشرف عليه أربعة مؤطرين، يشرف كل واحد منهم على عشرة أطفال، يشكلون أربع مجموعات تتناوب على الأنشطة المتنوعة، وتساعد في تنظيم الأطفال وتأمين حمايتهم.
كما لفت العمراني إلى أن للمؤطر دورًا مهمًا في إنجاح المخيم وتعليم الطفل روح المسؤولية والإعتماد على الذات، وفي هذا الصدد يتم توفير برامج تكوين المؤطرات والمؤطرين على مدار السنة استعدادًا للمخيم الصيفي.
يذكر أن البرنامج يجري تنزيله في احترام للتدابير الوقائية لمحاربة انتشار فيروس كوفيد 19، كما تتم برمجة ثلاث ورشات حول التدابير الوقائية للحد من تفشي الفيروس. في مقابل ذلك يسعى البرنامج إلى تخفيف الضغط النفسي عن الأطفال مما عاشوه طيلة الفترة الطويلة للحجر الصحي.