أكثر من 500 طفل استفادوا من المبادرة
أقدمت جمعية “أس.أو.أس، أطفال” الناشطة بولاية تيزي وزو بالجزائر على تنشيط مبادرات ميدانية بقرى القبائل طيلة الأيام الثلاثة الماضية لفائدة الأطفال ضحايا المناطق التي مستها الحرائق. وتنوعت النشاطات بين ترفيهية وتحفيزيّة، ومتابعات نفسية بسيطة، مع توزيع هدايا للتخفيف من الصدمة التي تعرض لها الأطفال جراء حرائق الغابات.
شملت الحفلات الاستعراضية والنشاطات الترفيهية التي نشطتها الجمعية أكثر من 500 طفل من القرى المتضررة، الذين كانوا في مراكز الإيواء بعاصمة الولاية، فضلًا عن الأطفال الذين ما يزالون رفقة أهاليهم في القرى الجبلية في المناطق التي تم فيها التغلب على النيران وإطفائها.
جاءت فكرة المبادرة حسب بلال حمراني رئيس الجمعية من خلال ملاحظة الصدمة التي علت وجوه الأطفال والإهمال الذي يعانونه من هول الكارثة، حين كان أعضاء الجمعية يوزعون المعونات في قرى المدينة منذ أول يوم من اشتعال الحرائق.
وقال حمراني في تصريحه لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الجزائر عبد المؤمن لعرابي إن ذلك جعلهم يفكرون في توجيه مجمل اهتماهم لهذه الفئة التي تحتاج لرعاية خاصة في هذه الأزمة تحديدًا، فعملوا على رسم مخطط عمل لكيفية التعامل مع هذا الأمر والتوجه مباشرة للأطفال في كافة النواحي التي مستها النيران.
بدأت المبادرة بزيارة للأطفال في الملاجئ ومراكز استقبال العائلات وسط المدينة، أين جمعوا الأطفال وأحيوا حفلًا في أحد المراكز، بهدف إدخال الفرحة والسرور لدى هؤلاء الأطفال. تخلل الحفل مسابقات ونشاطات ترفيهية وتحفيزية تساعد الأطفال على التخلص من آثار الأزمة، وإعادة البسمة لهم.
في اليوم الثاني من المبادرة، قرر أعضاء الجمعية، وغالبيتهم من طلبة الجامعات، أن يصبوا نشاطهم على أطفال القرى فكانت لهم زيارة لقرية واضية، حيث قاموا بنشاطهم في المدرسة الابتدائية بالقرية، يرافقهم مهرجين، وأطباء نفسانيين، وأخصائيين في مجال الطفل، فضلًا عن منشطين من أعضاء الجمعية.
وهناك، جمعوا أطفال القرية في المدرسة الابتدائية حيث أقاموا حفلًا، مع أداء بعض المسابقات الثقافية والتعليمية، ووزعوا الهدايا، بينما زاروا في اليوم الثالث قرية آث فرح التي يسكنها حوالي 4400 ساكن وأقاموا بها نشاطهم التطوعي.
في نهاية الأيام الثلاثة، تم توزيع أكثر من 500 هدية على الأطفال تبرع بها أعضاء من المجتمع المدني في المنطقة، وشباب الجمعية، فيما ما تزال العملية متواصلة للاهتمام بالأطفال حتى نهاية الأزمة.
جلسات نفسية لكشف الضرر الذي لحق بالأطفال
حفز الشباب المبادرون في هذا العمل رؤية الأطفال ضحايا الحرائق مهملين في حالة يرثى لها، بعد الهزة الاجتماعية العنيفة التي أحدثتها هذه الحرائق، ولم يستطيعوا رؤية الأطفال وهم الصفحة البيضاء للمجتمع أن يكونوا ضحايا لهذا النوع من الأزمات، حسب ما صرح به رئيس الجمعية لمراسل “تطبيق خبّر”.
وأضاف حمراني أن المبادرة هذه تمثل زيارات أولية مع مختصين نفسانيين وأطباء ونشطاء جمعويين بهدف إدخال الفرحة والسرور في قلوب الأطفال، وإعادة الأمل من جديد، فيما سجل الأطباء النفسيون ملاحظاتهم الأولية للوقوف على حالة الأطفال النفسية والقيام بعدها بجلسات نفسية تكشف الأضرار التي تعرضوا لها بطريقة عميقة وشاملة.
كما أوضح أن هذه الخرجات في الأيام الثلاثة الماضية هي خرجات أولية فقط للمعاينة، وسيقومون برسم مخطط عمل مستقبلي لمتابعة الأطفال وتقييم الأضرار بصفة دقيقة، خصوصًا وأن التعامل مع هذه الفئة له درجة عالية من الحساسية حسب المرافقين النفسانيين، إذ يحتاج الطفل لتنشيط وتحفيز ومتابعة، ومرافقة للخروج من هذه الصدمة.
تعتبر جمعية “أس.أو.أس، أطفال” واحدة من الجمعيات المهتمة بالتطور الفكري والإنساني لدى الطفل في نشاطها العام، وتهدف لخلق ديناميكية جمعوية تسعى لتحسين الظروف المعيشية والتكوينية لدى فئة الأطفال.