ورشات تربوية ومخيم حضري
قامت جمعية المنار للتربية والثقافة فرع الرباط الفرح بتنظيم برنامج تنشيطي للقرب في إطار صيفيات موسم 2021 المكون من ورشات تربوية متنوعة ومخيم حضري، والموجه لأطفال المدينة بأحياء شعبية ضواحي مدينة الرباط، حيث سيمتد طيلة الأسبوع.
ولنتعرف أكثر من هذه المبادرة وتفاصيل تنظيمها، قابل مراسل “تطبيق خبّر “ الميداني في المغرب جواد الأطلس مسؤول عن البرنامج وعضو جمعية المنار للتربية والثقافة بفرع الرباط”لحسن بحو”، الذي أوضح لنا فكرة برنامج التخييم داخل “دار للشباب”، وهي مرفق عمومي تابع لوزارة الشباب والرياضة يحتضن الأنشطة الثقافية في الوسط الحضري من داخل مدينة الرباط.
قال لحسن بحو إن “الفكرة جاءت بالأساس لتتوافق مع الظروف الحالية التي تعرفها البلاد بسبب جائحة فيروس كورونا. فبعد تعذر التنقل بسلاسة لإقامة مخيمات صيفية بالجبال ومناطق خارج المدن، رأينا نحن كوادر وأطر الجمعية إلى الخروج بهذه الفكرة ونبتكر بديلًا لإخراج الأطفال من ضغط الظروف الوبائية والإجراءات الاحترازية التي تقيد السفر”.
وأضاف لحسن أن إدارة الجمعية حاولت ما أمكن تعويض الطفل ذلك النقص الذي يحس به على مدى سنة ونصف الماضية، وبحلول الصيف بعد إلغاء المخيمات الجبلية التي تشكل متنفسًا هامًا ورئيسيًا لتلاميذ المدارس أصبح من اللازم أن نجد حلًا بديلًا لأطفالنا.
في سياق مرتبط، قال زهير الطاهري أمين مال جمعية المنار للتربية والثقافة بحي الفرح، إنه بالرغم من الظروف الوبائية حاولت الجمعية المقاومة وتنظيم أنشطة تراعي الحالة الوبائية، منها الاجتماعية والثقافية والتربوية والتكوينية كذلك.
وأوضح زهير لمراسل “تطبيق خبّر”، “نحن نركز على الأنشطة الاجتماعية التي كانت ذات أولوية بسبب الظروف الوبائية، مثل البرنامج التنشيطي الذي ننظمه اليوم لفائدة الأطفال، بالرغم من أنهم يأتون صباحًا ويعودون للمنازل مساءً ، فإن البرنامج يعمل على إغناء أنشطتهم اليومية وشحنهم بطاقة إيجابية قصد تبديد الضغط النفسي بسبب ظروف الوباء وروتين المكوث في المنازل”.
تتكون هذه الأنشطة من ورشات للرسم وأنشطة تربوية، وورشات في المسرح، الرياضة والموسيقى، والسباحة. وتابع الطاهري أن الفكرة قام بالتخطيط لها رئيس الجمعية أشرف فوزي، وكوادر الجمعية الذين يتوفرون على خبرة مهمة في تخصص سيكولوجيا الطفل، حيث يستفيد في كل مرحلة (مدتها أسبوع) من البرنامج التنشيطي “صيفيات 2021” حوالى 50 طفل من الأحياء الشعبية بالمنطقة.
المخيم الصيفي يخفف آثار الحظر على الأطفال
وأثناء زيارة مراسل “تطبيق خبّر” لــ“دار الشباب الوحدة” التي تحتضن البرنامج التنشيطي الموجه للأطفال بالحي نفسه، التقى مدير الدار عبد اللطيف المجرادي الذي بيّن له أن وزارة الشباب والرياضة قررت تعميم هذه المبادرة على مناطق المملكة المغربية بشكل كامل، من أجل توسيع عدد المستفيدين هذا الموسم الصيفي، وأطلقت عليه اسم “البرنامج الوطني للقرب” لفائدة الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 7 و 15 سنة.
وكشف المجرادي أن هذه السنة ستعرف 5 مراحل للمخيم الحضري، وتتكون كل مرحلة من 6 أيام تتخللها أنشطة ثقافية ورياضية، مع تأمين تكلفة خاصة بوجبات التغذية ومواد تعقيم وحماية من فيروس كوفيد 19، طيلة مدة تواجد المستفيدين داخل دار الشباب.
وتكمن أهمية البرنامج التنشيطي، حسب ما فسرت فتيحة بعنزي، الكاتبة العامة لجمعية المنار للتربية والثقافة فرع الرباط الفرح، في كون هذا البرنامج مخفف جيد للتوتر والترفيه عن النفس ما ينعكس بالإيجاب وقت التحصيل الدراسي في المدارس.
وتابعت فتيحة في حديثها لمراسل “تطبيق خبّر”، أن ظروف الإغلاق كان لها تأثير سلبي لم يتقبله البالغ فما أدراك بالطفل، فقد أصبحت لديهم صعوبات في التعلم وولّد فيهم نزعة عنيفة داخل المنازل، لهذا ارتأت الجمعية بشراكة مع وزارة الشباب والرياضة والجامعة الوطنية للتخييم أن تطلق مبادرة البرنامج التنشيطي لأطفال الأحياء قصد مساعدتهم على تجاوز هذا الضرر النفسي.
كما أشارت الكاتبة العامة،إلى أن الجمعية ترعى الأطفال منذ التاسعة صباحًا لغاية الرابعة مساءً وقت العودة لبيوتهم، بعد يوم من الفقرات المتنوعة حسب برنامج تربوي محدد ودقيق.
تجدر الإشارة إلى أن جمعية المنار للتربية والثقافة فرع الرباط الفرح، تنخرط في برنامجها السنوي داخل مبادرات محلية ووطنية، آخرها كانت مبادرتي توزيع مساعدات المواد الأساسية الغذائية في شهر رمضان المبارك، إذ تم استهداف 300 مستفيد من الأحياء الهامشية بضواحي الرباط.
وكذلك مبادرة توزيع الأضاحي التي كانت في عيد الأضحى المنصرم قبل أسابيع، فضلًا عن أنه يتم فتح باب التبرع بالملابس الدافئة في فصل الشتاء، ليتم توزيعها سواء لفائدة أسر فقيرة أو للمحتاجين بشوارع المدينة على امتداد أشهر.