تعاضد جمعيات عديدة تحت مبادرة واحدة
أطلقت مجموعة من شباب باب الوادي، وسط العاصمة الجزائر، حملة لشراء مولدات للأوكسجين لمستشفيات باب الواد، فضلًا عن عدد من مكثفات الأوكسجين الموجهة لمرضى كوفيد 19 المعالجين في بيوتهم، والتي تشهد نقصًا حادًا في الأسواق في واحدة من تبعات الانتشار الهائل للموجة الثالثة لعدوى فيروس كورونا المستجد ومتحوراته.
حملت المبادرة التي أطلقتها عدة جمعيات شبابية ومدنية في منطقة باب الوادي من بينها جمعية أعينوني بقوة، واسعى للخير، ومنسيتش خيرك، ورسالة خير، واتحدو، حملت شعار “من خيرك يتنفس غيرك”.
وتجمعت كل هذه الجمعيات ضمن مبادرة واحدة بهدف إنقاذ أكبر عدد من المصابين في المستشفيات الذين يعانون من نقص حاد في الأوكسجين، وبخاصة في المستشفى الجامعي محمد لمين دباغين بباب الوادي.
بدأت المبادرة بعد نداءات متكررة على وسائل التواصل الاجتماعي لأهالي المرضى في المستشفيات حول نفاذ مخزون الأوكسجين بسرعة هذه الأيام، ما جعل الشباب يقررون إطلاق مبادرة لشراء مولد للأوكسجين ووهبه للمستشفى حتى لا يحتاج إلى نقل الأوكسجين عبر الشاحنات.
وبعد اجتماعهم بمدير المستشفى، قرر الشباب العمل على جمع المبالغ المطلوبة لشراء مولد يكون هبة للمستشفى، علمًا أن سعره يبلغ حوالى 3 ملايير و780 مليون سنتيم، أي ما يقارب 280 ألف دولار، فيما سيخصص مبلغ آخر لشراء أكبر عدد من مكثفات الأوكسجين موجهة لمرضى كوفيد 19 الذين يتابعون علاجهم في البيوت.
في تصريح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الجزائر، قال عبد الرحمن مرجان، عضو التنسيقية التطوعية لشباب باب الوادي، إن هذه الحملة هدفها توفير الأوكسجين بنسبة كاملة للمستشفيات المعنية، وهي مستشفيات محمد الأمين دباغين، ومستشفى القطار، ومستشفى باينام، ومستشفى آيت ايدير.
وبيّن عبد الرحمن أن جميع هذه المستشفيات تفتقر للمولدات، وهم ينتظرون وصول الشاحنات المحملة بالأكسجين يوميًا، فيما قد يتأخر بعضها عن الوصول، ما يعرض المرضى في المستشفى للخطر.
تشهد الجزائر موجة ثالثة من فيروس كوفيد 19، قدر فيها عدد المصابين بأكثر من 1900 حالة يوميًا، ما سبب ندرة في مكثفات الأوكسجين، واستهلاكًا واسعًا من قبل المرضى في المستشفيات، ما تسبب في بعض الانقطاعات بين الحين والآخر.
تبرعات مادية قيّمة فاقت المتوقع
انطلقت المبادرة يوم 31 تموز/ يوليو الماضي (2021) بساحة كيتاني بباب الوادي، واستمرت على مدى ثلاثة أيام، انتهت اليوم 2 آب/ أغسطس الجاري، واستقبل فيها الشباب التبرعات العينية والنقدية، فيما ستستمر بعد ذلك لمدة ثلاثة أيام أخرى في ساحة الشهداء بالعاصمة لجمع المبلغ المطلوب، إذ يبلغ قيمة المكثف الواحد حوالى 900 دولارًا.
ويعكف الشباب المتطوع على جمع التبرعات لشراء مكثفات الأوكسجين لكافة مرضى كوفيد 19 الذين يتابعون علاجهم في البيوت وإرساله لهم حتى لا تتدهور صحتهم أكثر ولا يضطرون للذهاب إلى المستشفى.
في معرض حديثه عن الإنجازات، صرح عبد الرحمن مرجان أنه تم جمع حوالي 365 مليون سنتيم، ما يعادل 27 ألف دولار في اليوم الأول فقط، وهو مردود مفاجئ حسب المنظمين ويبشر بخير, خصوصًا وأن العملية ما تزال مستمرة لعدة أيام قادمة.
وحول عملية توزيع المكثفات، أوضح عبد الرحمن أنها ليست عشوائية، إذ تم تنصيب لجنة مكلفة بتوزيع المكثفات مكونة من أطباء ومختصين، سيوزعون هذه المكثفات على المرضى حسب الأولوية.
وتتم العملية بإرسال المريض لمعلوماته الشخصية كالاسم واللقب والعمر ورقم الهاتف، فضلًا عن وصفة طبية بها نسبة الاكسجين في الدم، ومقره وهل يتواجد في المستشفى أو المنزل، ويتم تسجيله في القائمة التي تستحق الاستفادة، وبعد ذلك يتم التشاور مع اللجنة المكلفة بالتوزيع حول استحقاق المريض لهذا الجهاز، فيما سيكون المنح على شكل إعارة يتم إرجاعه بعد تعافي المريض مباشرة ليستفيد منه آخرون.
جرى تقسيم شباب الجمعيات على عدة لجان لتنظيم هذا الحدث، تختص كل لجنة بمجال معين، وتضمنت اللجان لجنة الاعلام، ولجنة المالية، واللجنة الخاصة بشراء الأجهزة، ولجنة التنظيم.
وأشار أصحاب المبادرة إلى تلقيهم لتسهيلات إدارية واسعة من السلطات خلال تنظيم المبادرة، كما تلقوا تشجيعًا من قبل مدراء المستشفيات التي ستستفيد من هذه المولدات.
كذلك جرى التواصل مع الجالية الجزائرية في الخارج لإرسال المكثفات عن طريق البريد السريع أو الشركات الخاصة بالنقل، حتى وإن كانت هذه الاجهزة مستعملة، وتم نشر العنوان المخصص لهذا الغرض.