تشجيع السياحة الداخلية التطوعية
أطلقت مجموعة من الشباب الجزائري خرجات سياحية خيرية للعديد من المناطق الداخلية النائية في وسط وجنوب الجزائر لتشجيع السياحة الداخلية ومساعدة المحتاجين في هذه المناطق بالعديد من اللوازم، كالمواد الغذائية والألبسة وبعض المستلزمات الضرورية التي يحتاجها سكان المناطق والأرياف.
الفريق الذي أطلق عليه أصحابه تسمية AVA GROUP للسياحية التطوعية، يركز بشكل خاص على السياحة داخل الجزائر، خصوصًا بعد إغلاق الحدود جراء جائحة فيروس كورونا المستجد، بحكم أن الجزائر تمتلك الكثير من المناطق السياحية الفريدة، التي لا تلقى الرواج الإعلامي والسياحي بحسب أحد أعضاء الفريق، خصوصًا في الصحراء الجزائرية.
وفي تصريح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الجزائر عبد المؤمن لعرابي، قال رئيس الفريق عبد الرحمن بن ابراهيم أن فريق AVA GROUP للسياحية التطوعية، يقوم بخرجات سياحية للمناطق الصحراوية تستمر لأكثر من 10 أيام، يمرون عبرها بالعديد من القرى الصحراوية التي يقدمون لها المؤونة والألبسة للأطفال، بعد أن يخططوا لمسار الرحلة مسبقًا ويستعلموا عن النقائص التي يحتاجها السكان والأطفال في تلك المناطق.
وبيّن بن ابراهيم أن الرحلة الأخيرة كانت لمنطقة البيض وأدرار بالجنوب الغربي، أين وزعوا أكثر من 80 قفة محملة بالمواد الغذائية والألبسة، التي يتبرع بها المحسنون ويقوم بجمعها أفراد الفريق قبل الرحلة بأيام.
تبدأ العملية بجمع التبرعات من المحسنين من مواد غذائية إذ تجمع في صناديق، فضلًا عن ألبسة تقدم لهم من مناطق مختلفة، سواء المستعملة منها والتي يتم غسلها ووضعها في حقائب، أو الجديدة التي يتبرع بها تجار الألبسة للفريق، ويتم توزيعها حين الوصول على المحتاجين بالتنسيق مع الجمعيات المحلية أو أئمة المساجد.
وبعد توزيع المؤونات والألبسة يتم نصب الخيم في الهواء الطلق وسط الصحراء والمبيت لعدة أيام في مناطق مختلفة. ويعتمد الفريق بصفة كبيرة على مؤسسة السلام الخيرية التي تمدهم بالكثير من التبرعات ويوصلونها في طريق رحلتهم السياحية الخيرية في آن واحد، بهدف تعليم الناس الخير ضمن رحلات سياحية داخلية.
يستعمل المغامرون سيارات فولكسفاغن الكلاسيكية القديمة التي تربطهم بها علاقة قوية بالرغم من قدمها وعطبها في كثير من الأحيان، لكنها، كما قال أحد أعضاء الفريق، تضيف الكثير للرحلة حال العطب أو التوقف.
المناطق النائية في الصحراء لا تصلها المؤونة إلا نادرًا
وفي تصريح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الجزائر، قال تامر، أحد أعضاء الفريق، إنهم مروا بالعديد من المناطق التي تغيب عنها التغطية السلكية واللاسلكية والبعيدة كل البعد عن الحضارة في الطريق بين حاسي مسعود وجانت في عمق الصحراء الجزائرية بعيدًا عن الطريق المعبد، أين لا يجد الأطفال ملابس تحميهم من تقلبات الطبيعة، في حين يأخذون معهم بعض الأجهزة الالكترونية كالمذياع وبعض البطاريات وشريطًا لتعليم الأطفال قصار السور من القرآن الكريم وتعليمهم الصلاة، كما التبرع ببعض الخيم.
وأضاف تامر أن سكان المناطق النائية في الصحراء لا تصلها المؤونة إلا نادرًا، فيما تكلفهم سيارة واحدة محملة بالمواد الغذائية ما قيمته أكثر من 400 دولار، بحكم بُعد المسافة عن المناطق المأهولة بالسكان والطريق المعبد.
لا يمكن الوصول إلى هذه المناطق النائية إلا من خلال مرشد من أهل المنطقة يعرف معالمها بدقة، من خلال بعض الأحجار الموضوعة في الطريق، والتي لا يمر بها أحد سوى البدو الرحل وبعض العابرين عبر الصحراء.
في سياق حديثه لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني، أوضح رئيس الفريق عبد الرحمن بن براهيم أن فكرة هذا الفريق نتاج عمل خيري منذ أكثر من سنتين، وبعد سنوات من السياحة الداخلية، حينها فكر الأعضاء في تكوين فريق سياحي يقوم بأعمال خيرية بالتنسيق مع العديد من الفاعلين في المناطق التي يذهبون إليها.
تنقسم أعمال الفريق إلى العديد من الأقسام، إذ يعملون على إطلاق حملة لتنظيف الشاطئ حال التوجه إلى أحد الشواطئ للسباحة في رسالة للحفاظ على البيئة ودفع المصطافين لتنظيف مخلفاتهم بعد الانتهاء من الرحلة الشاطئية، فيما يحاولون تعميم الفكرة عبر العديد من الوسائط الإعلامية لنشر ثقافة إيجابية بين الشباب. فيما يكون القسم الثاني عبر الرحلات الطويلة التي تمتد لأكثر من 10 أيام في أعماق الصحراء لمساعدة المحتاجين والعائلات المعوزة في المناطق النائية.
في حوصلة هذه الأعمال تم لحد الآن إنجاز رحلتين سياحيتين للجنوب الكبير، كل منهما استمرت أكثر من 10 أيام، واحدة لمنطقة البيض وبشار على بعد أكثر من 1000 كيلو متر جنوب غربي العاصمة، فيما كانت الرحلة الثانية عبر الصحراء لجانت على بعد أكثر من 2200 كيلومتر جنوبًا، فيما استغرقت الرحلات القصيرة إلى الشواطئ الشمالية كسككيدة وجيجل وبجاية مايقارب 3 أيام فقط.