ضرورة دعم المكونات العراقية لبعضها البعض
في حملة إغاثية هدفها رسالة إنسانية تحث على التعايش السلمي والسلام بين جميع مكونات العراق، وصل فريق نهضة شباب التطوعي من بغداد الى مخيم شاريا للنازحين بمحافظة دهوك شمال العراق لإغاثة العوائل المتضررة من الحريق الذي نشب في خيمهم في 4 حزيران/ يونيو الماضي.
كان المخيم قد نشب فيه حريق أتى على 370 خيمة، وتضررت بسببه 184 عائلة، بحسب إحصائيات محافظ دهوك.
في هذا السياق، قال مؤسس فريق نهضة شباب التطوعي قيصر فالح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في العراق ذياب غانم خلف، إنه، “بعد أن نشب حريق كبير في مخيم شاريا بمحافظة دهوك شاهدنا بالفيديوهات حجم الدمار الذي خلّفه هذا الحريق، وشاهدنا أيضًا غضب النازحين الإيزيديين في المخيم ومعاناتهم”.
أضاف قيصر، الذي أشرف على هذه الحملة، أن سكان المخيم كانوا يقولون بأعلى صوت “نريد الذهاب إلى أي بقعة خارج العراق”، ولذلك رأيت شخصيًا كمؤسس فريق نهضة شباب أنهم بحاجة إلى وقفة تضامن من قبل العراقيين وبدأنا بالتحضير للحملة”.
تابع قيصر، “عانى هذا المجتمع النازح من الأعمال الإرهابية ويعيش أهله في ظروف صعبة في ظل البقاء في المخيمات دون وجود حل جذري لهذه المسألة، فأردنا أن نبلغهم أنهم ليسوا لوحدهم ولذلك جئنا من جنوب العراق إلى شماله”.
كما بيّن أن، “الهدف من الحملة هو التضامن أكثر من كونها حملة إغاثية”، معربًا عن أسفه لوجود “مثل هذه الفئات في القرن الواحد والعشرين في العراق، يعانون، ويقتلون، وتم سبيهم وخطفهم”.
تأسس فريق نهضة شباب قبل 10 سنوات في العاصمة بغداد كفريق تطوعي مستقل، يعمل بالمجال الإغاثي والخدمي، وله المئات من حملات التوعية والتنظيف وترميم المدارس ومنازل العوائل المتعففة.
كما نفذ حملات للتوعية ضد الإطلاقات النارية والمخدرات وحملات لعلاج الحالات المرضية، فضلًا عن حملات إغاثية للعوائل المتعففة في بغداد والمحافظات الأخر، وحملات إغاثة النازحين اللذين نزحوا بسبب هجمات داعش على المحافظات العراقية في عام 2014.
نهضة شباب للإيزيديين: نحن وياكم
شدد فالح، “على تضامن فريقه مع العوائل المتضررة من الحريق الذي نشب في مخيم شاريا”، مؤكدًا أن، “فريقه يحمل رسالة المكونات العراقية لأبناء المكون الإيزيدي وهي: نحن وياكم”.
كما بيّن لمراسل “تطبيق خبّر” أن، “حملتنا كانت تضمن توزيع حصص غذائية على النازحين اللذين تضرروا جراء الحريق والعوائل المتعففة البالغ عددها 310 عائلة، على أمل أن تستمر الحملات من قبل الفرق الشبابية والمنظمات لمساعدة النازحين”.
ورأى قيصر أن، “وجود مثل هذه الحملات الإغاثية التضامنية ضروري جدًا خصوصًا أن هذه العوائل، وبالرغم تحرير مناطقهم من داعش، فإنهم غير قادرين على العودة ويقطنون الخيم ويعانون من العزل، وبمثل هذه الحملات سيكون هناك تواصل بينهم و بين الآخرين على أمل أن تعود حياتهم كما كانت وأن يتمكنوا من العيش في مناطقهم الأصلية”.
بحسب وجهة نظر فالح فإن هذه الحملات، “لها دور كبير وتتضمن رسائل تضامنية كبيرة وخصوصًا بعد ردود الأفعال التي رأيناها من العوائل عندما عرفوا أننا جئنا من بغداد لنقدم لهم شيئًا بسيطًا”.
يعيش في مخيم شاريا للنازحين الإيزيديين حوالى 15 ألف نسمة جميعهم من أهالي قضاء سنجار شمال غربي العراق، نزحوا بعد هجوم داعش على مناطقهم في آب/أغسطس 2014.
النازح مروان للحكومة: اتخذوا من هؤلاء الشباب مثالًا
عند مقابلة النازح مروان داود الذي يقطن مخيم شاريا، أخبر مراسل “تطبيق خبّر” أنه، “من الجيد وجود مثل هذه المجاميع الشبابية التي تحس بالمكونات، أو بالأحرى بالأقليات التي تم إهمالها في الفترة الأخيرة”.
وتمنى مروان “أن نرى هذه المجاميع والمنظمات، ليس فقط عند وجود حادثة أو أزمة في المخيمات، بل لتكن موجودة بشكل متكرر ليحس النازحين بوجودهم أكثر و أكثر”.
كذلك أشار مروان إلى أنه “منذ بداية النزوح لم نرَ مجموعة شبابية عراقية من المحافظات الأخرى تتضامن وتساعد النازحين، ولو بشيء بسيط في هذه المخيمات، فنأمل أن تكون هذه الحملة بداية لوقفة شباب العراق مع أهاليهم الأيزيديين”.
وعبّر مروان عن شكره لفريق نهضة شباب لوقوفهم مع المتضررين جراء الحريق، وبعث رسالة إلى الحكومة العراقية قائلًا، “اتخذوا من هؤلاء الشباب مثالًا واعملوا مثلهم، فنحن نريد إلعودة الى مناطقنا”.