لبنان تشهد أزمات معيشية واقتصادية
أغلق متظاهرون الاثنين عدة طرق رئيسية وأضرموا النيران في إطارات السيارات وحاويات القمامة في عدة مناطق لبنانية احتجاجا على النقص الحاد في مادة البنزين وانقطاع التيار الكهربائي في هذا البلد الغارق في أزمة غير مسبوقة.
ويأتي ارتفاع حدة السخط في الشارع عشية الزيادة المقررة لأسعار الوقود بعد قرار الحكومة بخفض الدعم عن المشتقات النفطية.
كما سئم المتظاهرون انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تجاوز أحياناً 21 ساعة في اليوم إضافة إلى التقنين الذي فرضه أصحاب مولدات الأحياء بسبب نقص الوقود الذي أدى كذلك إلى تعطل العمل في بعض المستشفيات الاثنين وتوقف عمل مقر الأمن العام في بيروت، بحسب وسائل إعلام محلية.
ورصد مراسل وكالة فرانس برس اغلاق طرق رئيسية في العاصمة مساء الاثنين من قبل متظاهرين غاضبين. كما تم قطع طرق شمال وجنوب شرق بيروت، بحسب الوكالة الوطنية للاعلام.
وفي النبطية (جنوب)، ركن المتظاهرون سياراتهم وسط طريق حيوي، بحسب المصدر ذاته.
وبازاء تدهور الأوضاع، دعا الرئيس اللبناني ميشال عون المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع الثلاثاء مخصص لبحث “الوضع الأمني”.
تظاهرات احتجاجية ضد الأوضاع الحالية
والسبت، أصيب قرابة عشرين شخصاً بجروح خلال تظاهرات ليلية في مدينة طرابلس (شمال)، مع استمرار تدهور قيمة الليرة اللبنانية الى مستويات غير مسبوقة في السوق السوداء.
منذ اندلاع الأزمة في خريف 2019، المصنفة من بين الأشد منذ عام 1850 وفقاً للبنك الدولي، فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 95% من قيمتها مقابل الدولار.
وتم تثبيت سعر الدولار عند 1507 ليرات منذ 1997، لكن سعر الدولار قد وصل الآن الى 17 ألف ليرة.
وأعلنت المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة مساء الاثنين أنها “بصدد إصدار جدول تركيب الاسعار للمحروقات صباح غد الثلاثاء على سعر صرف الدولار الواحد 3900 ليرة لبنانية” مقابل 1500 في السابق.
ويتزامن ذلك مع ارتفاع في معدل البطالة والتضخم وانقطاع في عدد كبير من الأدوية وارتفاع في أسعار المواد الغذائية المستوردة بغالبيتها، مما أدى إلى تسارع انتشار الفقر على نطاق واسع، بحيث يعيش نصف السكان الآن تحت خط الفقر، بحسب الأمم المتحدة.
ولم يتمكن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري منذ تكليفه في تشرين الأول/أكتوبر، من إتمام مهمته بتشكيل حكومة جديدة، رغم ضغوط دولية تقودها فرنسا خصوصاً.