برنامج اجتماعي موجه للمتمدرسين بالعالم القروي
في إطار مساندة وتشجيع المتمدرسين بالعالم القروي، قامت جمعية كشافة المغرب فرع برشيد بتوزيع 170 وجبة إفطار صباحي و 170 وجبة غذاء على طلبة إعدادية المباركيين، التابعة لجماعة المباركيين، إقليم برشيد بالمغرب، وذلك يومي 18 و 19 من حزيران/ يونيو الجاري خلال اجتيازهم لامتحانات الشهادة الإعدادية.
هذه المبادرة تدخل في سياق البرنامج الاجتماعي الذي تعتمده جمعية كشافة المغرب فرع برشيد وقد استفاد منها 170 طالبًا وطالبة.
يعطي البرنامج أولوية قصوى لتلاميذ العالم القروي من خلال توفير المستلزمات المدرسية خلال بداية كل سنة دراسية، كما يحرص على تقريب الخدمات الطبية والقيام بالأنشطة التربوية والترفيهية بما فيها المسابقات الثقافية.
لكن الجمعية ارتأت هذه السنة أن يكون تدخلها عبر مبادرة توزيع وجبات غذائية على التلاميذ خلال اجتيازهم امتحانات نهاية المرحلة الإعدادية.
جاء هذا التدخل بعد علمها بأن التلاميذ يأتون إلى الثانوية من قرى بعيدة تابعة لجماعات أخرى، كجماعة المباركيين، وجماعة الفقرا، وجماعة جمعة الرياح، على الساعة السادسة صباحًا بدون إفطار، قاطعين مسافة 15 كيلو مترًا مشيًا على الأقدام أو عبر الدراجات الهوائية أو وسيلة النقل المدرسي بحسب ما يتوفر.
يقضى التلاميذ طيلة اليوم داخل المؤسسة التعليمية بدون أكل، نظرًا لعدم قدرتهم على العودة خلال الزوال إلى منازلهم لتناول وجبة الغذاء بسبب بعد المسافة وضيق الوقت الفاصل بين انتهاء امتحانات الفترة الصباحية وبداية امتحانات المساء التي تنطلق على الساعة الثانية زوالًا.
لقيت فكرة المبادرة ترحيبًا واسعًا من إدارة المؤسسة التعليمية بعد طرحها في وقت سابق من طرف الجمعية. وشارك بعض الأساتذة والأطر الإدارية، أعضاء جمعية كشافة المغرب فرع برشيد خلال توزيع الوجبات.
وزعت وجبة الإفطار صباحًا على الساعة السابعة وتضمنت التمر والكرواسون، أما الوجبة الثانية فكانت على الساعة الثانية عشرة ظهرًا، وتضمنت سندوتشات بلحم الديك الرومي والبطاطس المقلية مرفوقة بمشروبات غازية.
كما حصل التلاميذ خلال الاستراحة التي تلت الامتحانات الصباحية على علب من الشوكولاتة الداكنة وبعض أنواع البسكويت. وقد استحسنوا هذه المبادرة التي اعتبروها دعمًا نفسيًا في المقام الأول.
دعم التلاميذ نفسيًا يخفف عنهم القلق والتوتر
في هذا الصدد، قال محمد نخيلي قائد جمعية كشافة المغرب فرع برشيد، لمراسلة “تطبيق خبّر” في المغرب هدى لبهالة، إن الفريق المشرف على توزيع الوجبات كان هدفه بالدرجة الأولى تقديم دعم معنوي لطلبة إعدادية المباركيين، ومساندتهم خلال اجتيازهم امتحانات نهاية المرحلة الإعدادية، كونها تشكل منعطفاً هامًا في مسارهم الدراسي.
أضاف نخيلي أن الهدف الثاني تجلى في تأمين وجبتي الإفطار والغذاء للتلامذة وعدم تركهم للجوع، خصوصًا الذين يأتون من مناطق بعيدة، وتوفير الجهد والوقت الضيق على الآخرين الذين لن يتمكنوا من الذهاب لمنازلهم وتناول إحدى الوجبات والعودة دون تأخر على وقت فترة الامتحانات المسائية.
أوضح نخيلي أن التلاميذ خلال فترة الإمتحانات يعانون من الضغوط النفسية التي تؤثر على ذاكرتهم وتصيبهم بالتوتر والقلق، وهو ما جعل أعضاء الجمعية حرصين على إدراج التمر والشوكولاتة ضمن أنواع الأطعمة التي قدموها.
وأضاف أن هذين النوعين بالتحديد من شأنهما تزويد أجسام التلاميذ بالعناصر الغذائية اللازمة،التي تساعد على التركيز، إذ يتوفر التمر على سبيل المثال، على كمية كبيرة من الحديد والفوسفور الذي يعمل على تغذية الدماغ بشكل فعال، كما يحتوي على نسبة كبيرة من السكريات الطبيعية التي تمنح الطاقة والحيوية. أما الشوكولاتة الداكنة فتحتوي على منشطات طبيعية كالكافيين وكمية عالية من الحديد والزنك والماغنسيوم، وهو ما سيعزز التركيز ومستويات الطاقة لدى التلامذة.
ختم نخيلي بالقول إن هذا النوع من الالتفاتات الإنسانية التي تكون موجهة خصيصاً إلى العالم القروي والمتمدرسين به، بالرغم بساطتها في بعض الأحيان، تخفف نوعًا ما من حجم الصعوبات التي تبصم المسار الاجتماعي والدراسي لهؤلاء، وتشكل لهم حافزًا قويًا للنجاح، وتشعرهم أن المجتمع الذي يعيشون فيه يتفاعل مع التحديات التي تواجههم، ويبحث دومًا عن حلول ممكنة تخدمهم لأنهم بدورهم جزء منه.