جاءت فكرة التأسيس فيما تستعد المجالس البلدية بليبيا للانتخابات المحليّة التي تأتي ضمن التحوّل الديمقراطي والتغيير السلّمي للسلطة، ودعمًا لإنماء وتطوير البلديات والمدن التي بدأت خلال الفترة الماضية المرحلة الأولى في تسجيل المواطنين بالمنظومة الإلكترونية للناخبين.
من هُنا قرر شباب من الناشطين في المجتمع المدني بالمدينة تأسيس فريق “بادر” للمساهمة في توعية المجتمع، لا سيما في العملية الإنتخابيّة، ومساعدة السلطات والجهات المسؤولة على تشجيع المواطنين على التسجيل والانتخاب والمشاركة في صناعة القرار والتغيير.
ولتفاصيل أكثر حول هذه الخطوة، خصّ العضو المؤسس في فريق بادر، والناشط المدني سند العوامي، مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في ليبيا محمد حمود بلقاء حصري حدثه فيه عن الأسباب التي أدت لها.
قال العوامي، “جاءت فكرة تأسيس الفريق من وجود مشكلة حقيقية في المجتمع ألا وهي غياب الوعي في الكثير من المجالات المجتمعيّة، والتأثير السلبي لوسائل الإعلام في صناعة مجتمع سلبي، وكذلك انتشار خطاب الكراهية”.
وأضاف أنه، “من هنا، وبصحبة مجموعة من الشباب المتطوّع الفاعل في المجتمع جاءت فكرتنا بتأسيس فريق تتمثل أهدافه في شعارنا الذي اتخذناه للفريق وهو “صناعة الوعي والتغيير المجتمعي”، وسيكون ذلك عبر ندوات حواريّة وحملات توعويّة ومناظرات فكريّة وحوارات مجتمعيّة”.
وأكد العوامي لمراسل “تطبيق خبّر” أنهم سيسعون للتغيير المجتمعي عن طريق النشاطات التطوعيّة التي تهدف للاستفادة من طاقات الشباب في تغيير إيجابي في المجتمع، خصوصًا أن درنة تشارك للمرة الأولى في انتخابات المجالس البلدية.
كما أشار إلى أنّ “الهدف الحالي الذي بسببه تم تأسيس الفريق هو رفع حالة الوعي لدي المواطن بخصوص المفاهيم السياسيّة وشؤون العملية الإنتخابيّة وكيفية الانتخاب والاقتراع، خاصّة في ظل الظروف التي تمرّ بها البلاد من مرحلة انتقالية بانطلاق انتخابات المجالس البلدية ثمّ إلى الانتخابات الرئاسيّة”.
إنطلاق العمل بحملة توعويّة مجتمعيّة
وكشف العوامي أنّ الدافع الأساسي لانطلاق الحملة التوعوية الأولى كان بسبب عزوف مواطني مدينة درنة عن التسجيل في الانتخابات ونقص الوعي بأهمية المشاركة في صناعة القرار وأن الكل شريك في التغيير .
أمّا عن أنشطة الفريق، فأوضح أنّه “تم البدء فعليًا وبالشراكة مع اللجنة المركزيّة لانتخابات المجالس البلدية، انطلقت حملات توعويّة بتوزيع المطويات، تبيّن كيفية المشاركة والتسجيل في الانتخابات في الطرق والأماكن العامّة وحثّ المواطنين على المُشاركة باعتبارها واجب وطني وأخلاقي ولمصلحة الجميع”.
وأضاف سند العوامي، “نسعى من شراكتنا إلى تطوير أهدافنا وزيادة جهود الحملة التوعويّة والعمل على تطوير وتدريب المرشحين على إنشاء حملات انتخابيّة ناجحة، وأيضًا عقد دورات تدريبية في مجال المناظرة وإقامة مناظرات حوارية بين شباب المدينة لدعمهم وترسيخ روح الحوار والقيادة فيهم لأهميّة مشاركتهم في التغيير خلال الفترة القادمة”.
تشير الإحصائيات الصادرة عن اللجنة المركزية لانتخابات المجالس البلديّة بحسب موقعها الإلكتروني المخصّص أنّ عدد المسجلين إلى الآن من سكّان مدينة درنة ما يُقارب 20% فقط، وهي نسبة ضعيفة وقليلة بالنسبة لعدد سكّان المدينة واحتياجاتها التي تتطلب تشكيل مجلس بلدي قويم وصحيح.
يذكر أن مدينة درنة تشارك لأول مرّة في انتخابات المجالس البلدية، وهذا الشيء المختلف عن باقي المناطق والمدن الليبية التي تعتبر هذه الانتخابات الدورة الثانية لها. ويرجع ذلك إلى الظروف التي عايشتها المدينة خلال السنوات الماضية وبُعدها عن المشهد السياسي.
كما يُشار إلى أن انتخابات المجالس البلديّة قد انطلقت في الفترة الماضية في كافة بلديات ليبيا، التي تبدء بالمرحلة الحالية وهي تسجيل الناخبين لدى المراكز الانتخابيّة عن طريق المنظومة الإلكترونية المُيسرة بإرسال الرقم الوطني ورقم المركز الانتخابي في رسالة نصيّة إلى رقم مخصص من قبل اللجنة المركزيّة.
وسيلي هذه المرحلة مرحلة ترشح المرشحين من ثم مرحلة اعتمادهم وبدء مرحلة التصويت الفعليّة التي من المقرر أن تكون خلال الأشهر القليلة القادمة.