10 جمعيات من ولايات مختلفة زارت المناطق الأثرية
نظمت المنظمة الوطنية لمكافحة التصحر وحماية البيئة ومجموعة عشيرة المشاة لولاية عين تموشنت بالجزائر على مدار ثلاثة أيام، مخيمًا للسياحة البيئية بمشاركة 10 ولايات جزائرية، ضم 120 هاويًا وناشطًا في المجال البيئي والسياحي وهواة الرياضات الجبلية.
وأوضح عضو بالمنظمة الوطنية لمكافحة التصحر وحماية البيئة لولاية عين تموشنت محمد ربحي، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني بالجزائر محمد الأمين بلحية، أن المخيم الذي يعتبر الأول من نوعه على المستوى الوطني من حيث عدد المشاركين، جاء للتعريف بالمناطق السياحية التي تزخر بها ولاية عين تموشنت ولتشجيع السياحة الداخلية.
ولفت ربحي النظر إلى أن السياحة الداخلية عرفت نموًا كبيرًا لا سيما خلال فترة جائحة فيروس كورونا المستجد التي صاحبها غلق الحدود الجوية والبرية والبحرية أمام السياح الأجانب، مشيرًآ إلى أن المبادرة أطلقت عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ولاقت ترحيبًا كبيرًا ومشاركة قياسية من قبل الجمعيات الناشطة في المجال و محبي السياحة البيئية.
وبيّن ربحي أن اليوم الأول من المخيم في 20 أيار/ مايو خصص اليوم لاستقبال المشاركين بمنطقة رشقون ونصب معدات التخييم، أما اليوم الثاني فخصص لرياضة المشي انطلاقًا من غابة “فونتغيرا” ببني صاف إلى منطقة كاميراطا مع تنظيم حملة نظافة للبيئة.
وأضاف أن اليوم الثالث خصص لزيارة المنطقة الأثرية سيقا والضريح الملكي “سيفاكس” ملك نوميديا الغربية، لتعريف الزوار بهذا المعلم الأثري الضارب في عمق التاريخ الجزائري.
تقسيم المشاركين الى 3 فرق وطاقم طبي رافق المخيم
من جهة اخرى. كشف رئيس جمعية أمان لترقية الطفل لولاية تيارت فيصل عماد الدين، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني بالجزائر أنه لضمان التنظيم المحكم لهذه التظاهرة، تم تقسيم المشاركين إلى فرق مختلفة أوكلت مهام لكل واحدة منها.
فكان هناك فرقة مراقبة الخيم وتجهيزاتها من أفرشة وأغطية، وفرقة أخرى مكلفة بالمؤونة والأكل، وفرقة ثالثة مكلفة بحراسة أعضاء المخيم وتقديم الإسعافات الأولية في حالة المرض أو إصابة أحد المشاركين، وهي الفرقة التي يشرف عليها طاقم طبي.
من جانبه، أوضح مسير غابة رشقون المستضيفة للتخييم بلخضر تيجيني أنه جرى توفير كل الضروريات لضمان سير عملية التخييم في ظروف آمنة، وتم تخصيص أماكن للشواء وأمكان للترفيه.
وبمشاعر الفخر، قال بلخضر لمراسل “تطبيق خبّر” إن الغابة تقع في موقع استراتيجي جعلها القبلة المفضلة للسياح من مختلف ولايات الجزائر، إذ تطل على البحر الأبيض المتوسط وقريبة من جميع المواقع الأثرية كجزيرة رشقون والمنطقة الأثرية لسيقا والضريح الملكي “سيفاكس”.
كما دعى بلخضر المواطنين والسياح الأجانب إلى زيارة الغابة للتمتع بالمناظر الخلابة بمنطقة رشقون، مشددًا على أهمية وضرورة المحافظة على نظافتها برمي النفايات في الأماكن المخصصة لها.
تميزت الأجواء بالدفء العائلي والسهرات الليلية التي كانت فرصة لتعريف كل ولاية مشاركة بعاداتها وتقاليدها في مجال الطبخ والمناطق السياحية التي تزخر بها، وهو الهدف الذي يسعى إليه القائمون على المخيم، مؤكدين على عزمهم توسيع التجربة إلى مناطق أخرى في الأيام القليلة المقبلة وبمشاركة أكثر للجمعيات الناشطة في هذا المجال تشجيعًا للسياحة التي عرفت خلال السنتين الماضيتين ركودا كبيرا .
جزيرة “رشقون” أبرز محطات الزيارة
كانت الفعالية كذلك فرصة لزيارة جزيرة رشقون الأثرية التي تبعد حوالى 3 كيلومترات عن مدينة بني صاف، وهي إحدى الجزر التاريخية المهمة.
في هذا السياق، أوضحت المرشدة السياحية زهيرة قلعي أن الجزيرة تضم مقبرة جماعية بها نحو 100 قبر يعود لفترة الفينيقيين، وتتربع على مساحة 14 هكتارًا، وكان الإسبان قد احتلوها قبل الفرنسيين وشيدوا عليها منارة لا تزال قائمة حتى اليوم، وتقوم بإرشاد السفن البحرية.
وأضافت قلعي أنه في عام 1941، اكتشف بعض الصيادون بها زهرية تعود إلى العهد القرطاجي، وهذا ما يؤكد بوضوح أن الجزيرة عاشت فترة مزدهرة خلال العهد القرطاجي، وكانت موقعًا تجاريًا مهمًا.
وقالت قلعي إنه خلال الاحتلال الفرنسي للجزائر كانت الجزيرة معسكرًا للجنرال بيجو، كما لها أهمية بالغة من الناحية الإيكولوجية، إذ صنفت سنة 2012 كمنطقة رطبة، فهي تهاجر إليها سنويًا طيور مهددة بالانقراض، وتعتبر الجزية منطقة عبور لأنواع كثيرة من الطيور، على غرار طيور النورس التي تتجه نحو أفريقيا.