“ما تسكوتش” لتوعية الأطفال وأولياء أمورهم ضد التحرش
نظّم فريق مشروع “ما تسكوتش” ( لا تصمت)، المنضوي تحت لواء منظمة كشافة سفراء السلام بمدينة تطوان المغربية، يوم الأربعاء الماضي حملة تحسيسية لفائدة أمهات عدد من أطفال جمعية الحسن شقور الواقعة بالمدينة العتيقة بتطوان.
أقيمت الحملة بمقر الجمعية نفسها واستفادت منها 30 سيدة، وتأتي في إطار محاربة ظاهرة التحرش الجنسي التي تمس بكرامة الأطفال وبأسرهم أيضًا. كما جاءت تكملة للحملة السابقة التي قام بها فريق المشروع، والتي استهدفت 35 طفلًا وطفلة قبلها بأسبوع.
انطلقت الحملة على الساعة الرابعة عصراً واستمرت إلى غاية السادسة والنصف مساءً، تحت إشراف 9 مبادرين شباب، ناقشوا مع الأمهات طرق توعية وحماية الأطفال من التعرض للتحرش، سواء خلال تواجدهم بالمدرسة أو الأماكن العامة أو في الحي خلال اللعب، وغيرها من الأماكن التي قد يتواجدون بها في غياب أولياء أمورهم.
كما تم تسليط الضوء أيضًا خلال النقاش على مفهوم التربية المشتركة بين المؤسسات التعليمية والأسرة، وذلك من مبدأ التكامل فيما بينهما لخلق طفل واعٍ بحقوقه الذاتية.
ولتفاصيل أكثر عن هذه الحملة التحسيسية ومشروع “ما تسكوتش”، أوضحت سهيلة بوزيد، قائدة المشروع، أن الحملة التحسيسية الخاصة بأمهات أطفال جمعية الحسن شقور تهدف إلى تجاوز فكرة اعتبار النقاش حول ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال من التابوهات الاجتماعية، وجعل الظاهرة موضوعًا تربويًا قابلًا للنقاش في إطار علمي ممنهج.
كما قالت سهيلة بوزيد لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة، إن الحملة لقيت تفاعلا كبيرًا من طرف الأمهات الحاضرات اللواتي شاركن برأيهن وبأسئلتهن المتعلقة حول السن المناسب لتوعية الأطفال وكيفية جعل الطفل يسرد تفاصيل يومه حين تواجده بالمدرسة أو بمكان آخر لوالدته.
كما ركزت بعض الأمهات، أضافت بوزيد، على طرق إعادة بناء علاقة قوية مع الأبناء خاصة الإناث بعد حصول سوء تفاهم خلال مواقف معينة. وبشرح مبسط لترسيخ الأفكار في ذهن الأمهات وبإجابات دقيقة، قام فريق المشروع بالإجابة عن جميع هذه الأسئلة واستفسارات أخرى.
كذلك تم الحديث عن العلامات التي تدل على تعرض طفل ما للتحرش، مع ذكر طرق توعيته وحمايته مستقبلاً كي لا يتعرض لموقف مشابه.
توعية الأطفال يجب أن تبدأ من سن 4 سنوات
ولفتت بوزيد في هذا السياق الانتباه إلى أن الأمهات والآباء عليهم أن يدركوا أهمية توعية أبناءهم ابتداءً من سن 4 سنوات، وفتح مجال الحوار معهم، لقدرة الطفل في هذه المرحلة بالتحديد على تمييز الأشياء وسلوكيات الأشخاص من حوله.
يهدف مشروع “ما تسكوتش”، حسب تصريح سهيلة بوزيد، إلى محاربة ظاهرة التحرش التي تدمّر شخصية ونفسية الأطفال الذين قد يتعرضون في أي مرحلة عمرية للتحرش، فيدمر ذلك ثقتهم بأنفسهم أو يحولهم من ضحايا إلى متحرشين مستقبلًا، انتقامًا من اغتصاب طفولتهم البريئة.
ويحاول المشروع الوصول إلى أكبر عدد من الأطفال بالمؤسسات التعليمية والمراكز الاجتماعية والجمعيات المدنية والقرى المجاورة لمدينة تطوان، بغية المساهمة في التحسيس بضرورة توخي الحيطة والحذر وحماية الأطفال، مع ترسيخ مبدأ خصوصية جسد الطفل وإكسابه أساليب دفاعية لحماية نفسه من التحرش.
وعن بوادر فكرة المشروع الذي يعد إنجازًا جماعيًا من طرف أعضاء منظمة كشافة سفراء السلام، قالت بوزيد، “إن ارتفاع ظاهرة التحرش الجنسي في صفوف الأطفال مؤخرًا بوتيرة سريعة، جعلنا نفكر في سبل فعالة تقلل من انتشار الظاهرة وتحمي الأطفال وأسرهم، فكانت الحملات التحسيسية من هذا النوع لفائدة الأطفال وأولياء أمورهم الطريق الأيسر لتحقيق أهداف مشروعنا”.
ومنذ انطلاقة أول حملة تحسيسية له في السابع من نوفمبر 2020 بالمؤسسة التعليمية 9 أبريل، استهدف مشروع “ما تسكوتش” إلى حدود اليوم 2000 طفل وطفلة و 70% من الأمهات والآباء، مواصلًا وبخطى ثابتة توعية المزيد من الأطفال وأولياء أمورهم من أجل مستقبل أمن بلا تحرش.
يذكر أن جمعية الحسن شقور لتأهيل وتكوين المرأة والطفل مختصة في الدعم المدرسي وتقديم الأنشطة التربوية والترفيهية للأطفال.