الورشات تضمّنت المسرح والحكاية والرسم وفن الأوريغامي
نظمت لجنة الطفل التابعة لجمعية مبادرة القراءة للجميع بمدينة كلميم المغربية صبيحة تربوية وترفيهية بمقر جمعية إنسان التطوعية، لفائدة الأطفال الأيتام وأبناء الأسر المعوزة، الذين تشرف جمعية إنسان التطوعية على رعايتهم.
تندرج المبادرة في إطار مشروع “الرعاية المدرسية للأيتام والأسر المحتاجة”، الذي تنخرط فيه لجنة الطفل لمساعدة هذه الفئة من الأطفال في الجانب التربوي ودعمهم نفسيًا. واستفاد منها 24 طفلًا بكل من الصف الأول والصف الثاني والثالث ابتدائي، وجاء إشراف لجنة الطفل على هذه الصبيحة بطلب تقدمت به جمعية إنسان التطوعية لجمعية مبادرة القراءة للجميع.
تضمنت الصبيحة، التي جرت في 25 نيسان/ أبريل الماضي، ورشات موضوعاتية في الحكاية والمسرح والرسم والاوريغامي (طي الورق)، فضلًا عن أنشطة ترفيهية وألعاب متنوعة جمعت بين الأطفال وأعضاء لجنة الطفل المكونة من 12 متطوعًا ومتطوعة.
بدأت فقرات البرنامج التربوي والترفيهي بتقديم عام حول جمعية مبادرة القراءة للجميع، وتسليط الضوء على أهدافها الرامية إلى نشر الوعي وثقافة القراءة بين فئة الشباب والصغار بالمنطقة، مع ذكر الأطر المشرفة على الجمعية بما فيهم أعضاء لجنة الطفل.
تلى ذلك تنشيط عام ضم رقصات جماعية وألعاب وأناشيد التعارف كخطوة افتتاحية، اندمج فيها الأطفال مع الأعضاء. مرت لجنة الطفل بعدها إلى تقديم ورشة الحكاية السمعية والمسرح التي تناولت موضوع أنا قارئ صغير، وجسد أدوارها بعض أعضاء لجنة الطفل.
في هذا الصدد، قالت ابتسام حاتي، المشرفة على ورشة الحكاية السمعية والمسرح، “إن دمج الحكاية والمسرح في ورشة واحدة، خدم ترسيخ أفكار الورشة في ذهن الأطفال، التي تتمحور أهدافها حول أهمية القراءة في حياة الأفراد خاصة الأطفال، وما تمنحه قراءة الكتب من متعة و سفر عبر الحضارات وانفتاحا على الثقافات الإنسانية والمجتمعات الأخرى”.
وأضافت حاتي لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة إنه “نظرًا لاهتمام الطفل بالمسرح، ارتأينا ربط الحكاية السمعية بمشاهد تمثيلية ومسرحية، فالصورة ترسخ المعلومات أكثر لدى الأطفال، الذين تتفاوت قدراتهم العقلية والفكرية، متأثرة بلا شك بالبيئة المحيطة بهم أو التي يعيشون بداخلها”.
كما لفتت إلى أن “الأطفال هنا في جمعية إنسان التطوعية لديهم وضع خاص وحساس بعض الشيء، فظروفهم الأسرية والاجتماعية تؤثر سلبًا على تركيزهم، وتسبب نوعًا من الارتباك والشرود الذهني، ما يعطل سرعة التقاط المعلومات، وهو ما نحاول حله عن طريق ورشة الحكاية السمعية والمسرح التي تخفف التوتر والضغوط النفسية عن الأطفال”.
وأشارت حاتي إلى أن “دور الورشة لا يتوقف في هذه النقاط فقط، بل يمتد ليشمل إثراء قاموس الأطفال اللغوي بمفردات أدبية وعلمية جديدة، ما ينمي قدراتهم على التعبير، فضلًا عن إكسابهم قيمًا تربوية وأخلاقية، والأهم هو تحبيب الكتاب وتقريبه منهم بطريقة مسلية وممتعة”.
تعاون بين مبادرة القراءة للجميع وجمعية إنسان التطوعية يثمر فرحًا للأطفال
بعد انتهاء ورشة الحكاية والمسرح، قامت لجنة الطفل بتجهيز قاعة خاصة بورشة الرسم لأطفال الصف الأول ابتدائي وأخرى خاصة بورشة الاوريغامي لأطفال السنة الثانية والثالثة ابتدائي.
تهدف الورشتين بحسب ابتسام حاتي “إلى تنمية الحس الإبداعي والفني لدى الأطفال وتشجيعهم على الابتكار والتعبير، وتنمية القدرات الذهنية وقدرة التركيز، التي حاولت لجنة الطفل تطويرها لدى الصغار من خلال مهارة طي الورق وتشكيله مجسمات وأشكال مختلفة، والرسم والتلوين بطريقة احترافية تحت إشرافنا وتعليماتنا”.
ولتعزيز الروح التنافسية الشريفة بين الأطفال، أقامت لجنة الطفل كذلك مسابقات ثقافية شارك فيها جميع الأطفال، وكنوع من التشجيع وزع المبادرون قصصًا قصيرة متنوعة كجوائز الرمزية.
بينت ابتسام حاتي أن هذه الخطوة لقيت إعجاب الأطفال، وعبروا عن فرحهم بالصبيحة التربوية والترفيهية خلال الفقرة الأخيرة التي تلت توزيع الجوائز الرمزية، حين فتح المجال للأطفال لإعطاء رأيهم حول مضامين الورشات والأنشطة الثقافية والترفيهية التي شاركوا فيها.
أوضحت حاتي في نهاية حديثها أن ما قامت به لجنة الطفل لفائدة أطفال جمعية إنسان التطوعية، منح الصغار مساحة لإظهار مواهبهم، وشكل حافزًا لتجاوز ظروفهم الأسرية والاجتماعية، وشجعهم على إعطاء أهمية قصوى للقراءة ومضاعفة جهودهم للنجاح والتفوق في الدراسة.