المغرب وألمانيا… تحول في العلاقات
قرر المغرب استدعاء سفيرته في ألمانيا للتشاور بسبب “مواقف عدائية تنتهك المصالح العليا للمملكة” تتعلق على الخصوص بقضية الصحراء المغربية، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية المغربية الخميس.
وقالت الوزارة في بيان إن “ألمانيا سجلت موقفا سلبيا بشأن قضية الصحراء المغربية، إذ جاء هذا الموقف العدائي في أعقاب الإعلان الرئاسي الأمريكي، الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه”، معتبرة ذلك “موقفا خطيراً لم يتم تفسيره لحد الآن”.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء أواخر ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.
من جهتها قالت وزارة الخارجية الألمانية إنها “لا تفهم هذه الاتهامات”، مشيرة إلى أن الرباط لم تخبرها مسبقا بقرارها.
وأوضح مصدر من الخارجية الألمانية لوكالة فرانس برس “فوجئنا بهذه الخطوة خصوصا وأننا نبذل جهودا بناءة مع الجانب المغربي لحل الأزمة”، منوها إلى أن الوزارة “طلبت توضيحات” من السلطات المغربية.
يأتي قرار السلطات المغربية بعد أسابيع من إعلانها مطلع آذار/مارس تعليق كل أشكال التواصل مع سفارة ألمانيا في الرباط، دون توضيح خلفياته رسميا.
إلى جانب قضية الصحراء المغربية فسرت الخارجية المغربية استدعاء سفيرة المملكة ببرلين أيضا “بمحاربة مستمرة ولا هوادة فيها للدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب”. وخصت بالذكر “دور المغرب في الملف الليبي، وذلك بمحاولة استبعاد المملكة من دون مبرر من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية المخصصة لهذا الملف، كتلك التي عقدت في برلين” العام المنصرم.
المملكة المغربية تعلق التواصل مع برلين
وكان المغرب قد احتضن ابتداء من خريف عام 2020 عدة جولات للحوار بين فرقاء الأزمة الليبية آنذاك، انتهت بإعلان التوصل إلى توافق حول توحيد المناصب السيادية.
كما اتهم بيان الخارجية المغربية السلطات الألمانية “بالتواطؤ” مع “أحد المدانين السابقين بارتكاب أعمال إرهابية، بما في ذلك كشفها عن المعلومات الحساسة التي قدمتها أجهزة الأمن المغربية إلى نظيرتها الألمانية”، دون ذكر اسمه.
وتعد ألمانيا من أهم الشركاء التجاريين للمغرب مسجلة العام الماضي صادرات بلغت قيمتها 1,9 مليار يورو وواردات تناهز 1,3 مليار.
وكانت قد وافقت قبل الأزمة أواخر 2020 على تقديم دعم مالي للمغرب بقيمة 1,3 مليار يورو، في إطار دعم إصلاح النظام المالي المغربي والتصدّي لفيروس كورونا.