السيول جرفت كل المحاصيل الزراعية وأودت بعدد من رؤوس الماشية
بعد أيام من الأمطار المتواصلة، أفاق أهالي قرى
مديرية القبيطة شمالي
محافظة لحج في اليمن على كابوس، بعد أن جرفت السيول الكبيرة التي حدثت جراء غزارة الأمطار أراضيهم الزراعية وحولتها خرابًا.
محمد ناجي القباطي، واحد من أبناء المنطقة الذين أفاقوا على ذلك الكابوس، كان لا يزال تحت وقع الألم الشديد الذي لم يستطع أن يخفيه عن تعابير وجهه، حين تحدث إلى مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في اليمن عمر يعقوب، مؤكدًا أن الضرر الذي حلّ بأهالي قريته كبير جدًا، وذلك لكون أغلب الناس يعتمدون على الزراعة، وهي تشكل مصدر دخلهم الوحيد.
وأشار القباطي إلى أن العديد من المزارعين كانوا يتأهبون لجني محاصيلهم الزراعية، استعدادًا لتسويقها وبيعها، ما سيسهم في شراء احتياجات عائلاتهم لعيد الفطر وكذلك فصل الصيف. وقال إنه لا يستطيع مجرد تخيّل ماذا يمكن أن يحلّ بالمزارعين والأسر بعد أن جرفت السيول محاصيلهم.
من جانبه، قال المزارع فتوان صالح، وهو واحد من الذين تعرضت مزرعتهم للجرف بقرية الأغبرية، إنه حتى اللحظة لم يستطع تخيّل أن كل مجهوده الذي بذله في حرث الأرض وتجهيزها لزراعة محصول الشعير والقمح، قد ذهب أدراج الرياح بعد تحول مزرعته ومحصوله إلى ركام أمام ناظريه.
السيول جرفت كل المحاصيل الزراعية وأودت بعدد من رؤوس الماشية
وأكد فتوان لمراسل
“تطبيق خبّر” أنه كان يعوّل كثيرًا على تحقيق مردود مالي من محصول الشعير والقمح الذي كان قد زرعه لأول مرة. وكشف أن مردود المحصول كان سيساعده في توفير مستلزمات زواج ابنته وإبنه بعد اقتراب موعد زفافهما، مشيرًا إلى أن هذا الحادث قد يدفعه إلى تأجيل الموعد إلى أن تتيسر أموره من جديد.
وأضاف فتوان أن أضرار سيول الأمطار لم تقف عند جرف المزراع فقط، ولكنها تسببت أيضًا بنفوق العديد من رؤوس الماشية والحيوانات التي يستخدمها الأهالي في حرث الأرض، كالجواميس، والحمير، والتي تستخدم أيضًا في التنقل بين القرى ونقل احتياجاتهم على الطرق الوعرة، فضلًا عن أن غالبية الطرقات قد تدمرت بفعل السيول أيضًا.
السيول تسبب بتدمير الطرقات
جهود ذاتية للمزارعين لتصريف مياه الأمطار وسط غياب تام للجهات المسؤولة
وأوضح فتوان أن المزارعين كانوا قد قاموا بمساعدة الأهالي بجهود ذاتية لتصريف مياه الأمطار بعد التحذيرات التي أطلقتها جهات الأرصاد الجوية، خاصة في ظل غياب تام للجهات المسؤولة، إلا أن السيول التي انهمرت من أعالي الجبال فاقت التوقعات، مؤكدًا أن أحدًا من المزارعين لم يتوقع أن تكون بالحجم الذي يدمر ويجرف كامل الأراضي الزراعية ويتركهًا هباء منثورًا.
لم يتوقع أحد حجم السيول التي تسببت بها الأمطار الغزيرة
بالرغم من مصابه وخسارته محصوله الزراعي، قال فتوان في ختام حديثه لمراسل
“تطبيق خبّر” إنه راضٍ بقضاء الله “مقتنع تمامًا بأن تلك هي إرادة الله سبحانه وتعالى”، مؤكدًا أنه “سأعود لحراثة أرضي مرة أخرى وزراعتها، وكذلك سيفعل باقي المزارعين من أبناء المنطقة، بإيمان قوي بأن المولى تعالى سيعوضنا بأفضل كما حدث في مرات عديدة”.
وعلى غرار القبيطة، تشهد أغلب المحافظات اليمنية، حالة من عدم الاستقرار الجوي وأمطارًا غزيرة بسبب المنخفض الجوي الذي يضرب البلاد منذ منتصف الأسبوع الجاري، وسط تحذيرات من جهات الرصد الجوي للمواطنين بتجنب السفر على الطرق الجبلية، وكذلك تجنب عبور بطون الأودية التي تمتلئ بمياه السيول.