مسابقة الإملاء فرصة لاكتشاف المواهب
تتواصل بمكتبة المطالعة العمومية ببلدية الدوسن، بولاية بسكرة جنوب العاصمة الجزائر، الطبعة الثانية من مسابقة المنارة للإملاء، من تنظيم جمعية بسمة الثقافية، وإشراف نخبة من الطاقم التربوي يرأسه الأستاذ صابر حبزطي .
حضر اللقاء التنافسي هذا الأسرة التربوية ببلدية الدوسن وأولياء أمور التلاميذ الذين بلغ عددهم 60 تلميذًا، تم انتقاؤهم من مختلف المؤسسات التعليمية الابتدائية، بعد أن أظهروا قدرات جيدة في كتابة ما يملى عليهم بشكل صحيح.
وحول هذه المسابقة، أوضح الأديب والشاعر طارق خلف الله، رئيس جمعية بسمة الثقافية لمراسل “تطبيق خبّر” بالجزائر محمد الأمين بلحية، أن المسابقة انطلقت يوم السبت 24 أبريل / نيسان الجاري (2021)، على أن تتواصل طيلة أسبوعين على مراحل في تصفيات مستمرة بين المتأهلين الدين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و 12 سنة من كل مرحلة.
أضاف أنه يتم تسليم المتأهلين أوراقًا مخصصة للمسابقة تخلو من أي معلومات تخص المتسابق, للحفاظ على مصداقية العمل، ليتم عرضها على لجنة تتشكل من نخبة من المعلمين لتصحيحها, وإقصاء عدد من المشاركين في كل مرة، حسب الأخطاء الإملائية التي وردت في النص الذي كتبه التلاميذ وأملاه الأستاذ عليهم.
وكشف خلف الله أن الفائزين سيحظون بتكريم خاص ليلة 27 من شهر رمضان، مشيرًا إلى أن هذه الدورة، نظمت بالتنسيق مع المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية الشهيد محمد عصامي ببسكرة وديوان مؤسسات الشباب بالولاية ذاتها، وبدعم من مختلف الشركاء الثقافيين وأصدقاء الجمعية.
وأكد أنه تم فيها احترام البروتوكول الصحي المعمول به من طرف وزارة الصحة الجزائرية لمجابهة فيروس كورونا المستجد، بما في ذلك احترام الإجراءات الوقائية وارتداء الكمامات واحترام مسافة الأمان بين جميع المتنافسين.
وعن برنامج الجمعية، بيّن خلف الله أن الجمعية أعدت برنامجًا يهدف إلى توسيع دائرة المنافسات، لتكون المسابقة ولائية في العام المقبل , وتشمل جميع المدارس الابتدائية بولاية بسكرة، وتتم وفق برنامج سنوي مسطر بين مختلف المؤسسات التربوية بالولاية .
كما أوضح أن المشرفين على الجمعية يسعون لأن تكون الدورات المقبلة داخل المؤسسات التربوية، وأن تكون مديرية التربية شريكًا فعليًا في العمل، الذي يهدف بالأساس إلى اكتشاف نخبة من التلاميذ البارعين في كتابة اللغة العربية في مراحل عمرية مبكرة.
مشروع لجعل المسابقة وطنية لاكتشاف النوابغ مبكرًا
وعن المشاريع المستقبلية للجمعية، كشف صابر حبزطي، عضو المكتب التنفيذي، أن فريق العمل أعد مشروعًا يهدف إلى جعل المسابقة وطنية في الدورات المقبلة، مشيرًآ إلى أنه سيسلم في شكل مسودة لوزارة التربية الوطنية الجزائرية.
وقال حبزطي لمراسل “تطبيق خبّر”، “ننتظر أن تثري وزارة التربية الوطنية العمل وتباركه قصد إنجاحه ليكون فرصة لتطوير مهارات التلاميذ”. ولاقت المبادرة هذه استحسانًا كبيرًا من طرف أولياء التلاميذ المتنافسين حسب أصداء استقاها مراسل تطبيق خبّر بالجزائر محمد الأمين بلحية من بعضهم.
وأكد محمد بلقاضي، أحد أولياء تلاميذ مدرسة الشيخ البشير الابراهيمي أن المسابقة من شأنها الرفع من قدرات التلاميذ الإبداعية في مجال الكتابة باللغة العربية، وكذلك تحسين قدراتهم، فهي فرصة لاكتشاف المواهب الصاعدة.
من جانبه، قال رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ لمنطقة بسكرة موسى حسيني، إن “المنافسة هذه تعد سُنًة حميدة دأبت عليها جمعية بسمة كل سنة، فهي تنمي روح الاجتهاد لدى التلاميذ و تعزز مكانة اللغة العربية في نفوسهم”. وثمن حسيني الدور الكبير الذي أضحت تلعبه الجمعية مؤخرًا في مجال إرساء قواعد ”لغة الضَاد” بترسيخها للجيل الصاعد.
التلاميذ أظهروا مستوى جيدا من التنافسية
عرفت الدورة منافسة شديدة بين التلاميذ، كما كشف رئيس لجنة تصحيح الأوراق محمد مصطفى لمراسل “تطبيق خبّر”، مبيّنًآ أنه في المرحلة الأولى بلغ عدد التلاميذ الذين تحصلوا على علامة كاملة، أي 10 من 10، بلغ 13 تلميذًا.
وأكمل أن 07 تلاميذ آخرين تحصلوا على علامة 09 من 10 وتوزع العدد الباقي على علامات تراوحت ما بين 7 و 8 من أصل 10،وهو ما اعتبره مصطفى مستوى جيد مقارنة مع الطبعة الأولى التي انتظمت السنة الماضية.
كما أوضح مصطفى أن 20 تلميذًا تأهلوا في المرحلة الأولى، وتم إقصاء 40 آخرين، لأن نظام المسابقة يقضي بإقصاء كل من تحصل على علامة أقل من 09 /10، وكلما تقدم التلاميذ في عدد المراحل ازدادت صعوبة المسابقة.
وكان قد شارك في الطبعة الأولى من مسابقة ”المنارة” للإملاء التي جرت سنة 2019، أكثر من 300 تلميذ في الطور الابتدائي وتمت في أجواء رائعة، جرى خلالها انتقاء 30 متسابقًا تم تكريمهم من طرف مدير دائرة الكتاب سابقًا بوزارة الثقافة جمال فوغالي.
جرت الطبعة الأولى من المسابقة التي تنظمها جمعية بسمة الثقافية كل عام، خلال افتتاح تظاهرة أيام “الدوسن” الأدبية العربية للشعر، التي شاركت فيها أكثر من 10 دول عربية، ومنحت الجوائز للمتفوقين في محفل عربي كبير إكبارًا لهم.
كما تم تكريم الفائزين الثلاث الأوائل بمبالغ مالية من قبل الدكتور صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، الذي تتطلع الجمعية إلى أن يكون شريكًا فاعلًا ومهمًا في دوراتها القادم.