تقاسم التجارب كان أساس منهجية حوار الورشة
شهدت قاعة الاجتماعات بجمعية بالمركب الاجتماعي إبتسامة بمدينة الصويرة يوم 21 أبريل/نيسان 2021 تنظيم ورشة تدريبية حول موضوع الريادة المجتمعية للنساء بالمدينة.
حضر الورشة فريق عمل المركز، بمن فيهم المساعدات الاجتماعيات بالمركز والمشرفون على التنشيط التربوي والهيئة الطبية، فضلًا عن المكتب المسير والأساتذة المكونون في الحرف التي يقدمها المركب.
هدفت الورشة الأولى إلى تشخيص حاجيات المشتغلين والمشتغلات في المركز في مجال الريادة والقيادة المجتمعية، وذلك عبر رصد التحديات التي يواجهها المركز والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.
اتخد البرنامج منهجية الحوار وتقاسم التجارب من لدن جميع المشاركات اللاتي قمن بعرض التحديات التي تواجه كل امرأة في حدود مسؤولياتها داخل المركز، والتي تعتبر مدخلاً أساسيًا لأجل بلورة الحلول بطريقة تشاركية.
الورشة التي استفادت منها 20 فتاة، تتم بشراكة مع منتدى الفدراليات الكندي واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان التابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان. وقام بتأطيرها خليد سرحان، وهو المنسق الجهوي لمنتدى الفدراليات الكندي بجهة مراكش آسفي.
وينتظر من هذه الورشة التدريبية أن تنتهي بوضع مخطط عمل لتقوية قدرات الشابات المستفيدات من خدمات المركز. وقد عمدت الجمعية التي تشرف على تسيير المركز إلى تدريب مؤطريه ومؤطراته في مرحلة أولية في محاور أساسية تم توزيعها إلى: الريادة المقاولاتية والتدرج المهني ومجال التربية على المواطنة وحقوق الإنسان ومجال التمكين الاقتصادي للنساء.
أما في المرحلة الثانية، فسيقوم المؤطرون والمؤطرات بتنظيم تدريبات للفتيات المستفيدات من خدمات المركز واللاتي يعشن وضعيات هشاشة قصوى، فضلًا عن النساء القرويات اللاتي يواجهن صعوبات في مجال الإندماج داخل المجتمع.
البرنامج سيدرب 1000 امرأة في القيادة والريادة
ومن المتوقع أن يتم تنظيم هذا البرنامج على مدى شهرين على أن يشمل 1000 مستفيدة موزعة على الجماعات الترابية بإقليم الصويرة، إذ سيتم برمجة ورشات أسبوعية متوازية تنظم في جماعات مختلفة في الإقليم، تهدف إلى تحسين مؤشرات مشاركة النساء في الحياة الاقتصادية والسياسية.
طرحت المشاركات مجموعة من الأفكار التي اعتبرنها حاجيات أساسية لأجل بلوغ مرحلة الريادة المجتمعية، ومن جملة ما تقدمن به تحدي العقلية الذكورية التي لا تزال تشكل عائقًا أمام أغلب الفتيات خصوصاُ في المجالات القروية. كما رشح عن النقاش طرح موضوع تحدي المشاركة السياسية أمام النساء، الذي لا يزال يعرف مؤشرات ضعيفة بالرغم من جميع المجهودات المبذولة.
وأكدت المشاركات على أهمية التوعية وتعريف المواطنات بحقوقهن وواجباتهن مع تعريفهن بالمستجدات القانونية. كذلك، شمل النقاش حضور المرأة في المجال الاقتصادي وما يكتنف ذلك من صعوبات، خصوصًا النساء الحرفيات والمشتغلات في المقاولات الصغرى التي تنتشر بشكل كبير داخل إقليم الصويرة.
وأجمعت المشاركات على ضرورة تدريب النساء بشكل مستمر للرفع من قدراتهن على المنافسة في السوق، وتعريفهن بالفرص التي تقدمها المنظمات الدولية والوطنية التي تساعد المقاولين والمقاولات.
مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور حضر اللقاء وحاور زهرة لمسلم، وهي مديرة الفضاء المتعدد الخدمات للنساء التابع للمركب الاجتماعي ابتسامة، التي قالت إن برمجة هذه الورشة جاء تزامنًا مع تقديم خلاصات عمل المركز خلال السنة الماضية.
وأضافت لمسلم أنه بعد جائحة كوفيد 19 أضحى لزامًا وضع برنامج عمل يستحضر التحديات التي يمكن أن نواجهها مستقبلًا، لافتة إلى أن المركب اضطر إلى العمل بشكل يتجاوب وظرفية الأزمة التي مرت بها البلاد، وهو ما اقتضى معه التفكير بشكل تشاركي في مراجعة خطة عمل المركز بحيث تغطي إقليم الصويرة بشكل كامل.
من جهته، صرح خليد سرحان، منسق منتدى الفدراليات الكندي الذي أشرف على تأطير الورشة، بأن ورشة تشخيص الحاجيات تأتي في سياق الرفع من قدرات المراكز الاجتماعية التي تشتغل مع النساء بإقليم الصويرة والذي يعد أحد الأولويات بالنسبة للمنتدى.
وشرح لمراسل “تطبيق خبّر” أنه من المنتظر تنظيم أزيد من مئة ورشة تدريبية لفائدة ألف امراة وفتاة على مدار شهرين، بتنسيق مع شبكة من الجمعيات والتعاونيات النسائية التي تعمل داخل الإقليم، إذ ينتظر منها تطوير مؤشرات مشاركة المرأة بالإقليم.
وحول أسباب اختيار إقليم الصويرة، قال سرحان إن المنتدى يضم في هيكلته التنظيمية عشرة دول من ثلاث قارات ويشتغل في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط على ثلاث دول هي المغرب وتونس والأردن.
وبيّن أنه في كل دولة يتم اختيار المناطق التي تعرف نسب هشاشة مرتفعة وضعفًا في الفرص، وهو ما جعل المنتدى يختار إقليم الصويرة بالنظر إلى المؤشرات المقلقة التي توصل إليها المنتدى بخصوص وضعية النساء.
يذكر أن المركب الاجتماعي إبتسامة يعتبر من الجمعيات الرائدة على مستوى الإقليم، ويقوم بتدريب أزيد من مئة فتاة في وضعية صعبة سنويًا في مهن الطبخ والخياطة والحلويات والسيراميك.