بعد إلغائه لسنوات، مقاطعة السواني تستعيد دوري كأس رمضان للصغار
شهد ملعب حالوية التابع لمقاطعة السواني بطنجة المغربية، يوم الأربعاء 14 نيسان/ أبريل الجاري، انطلاق دوري كأس رمضان لكرة القدم الخاص بفئة الصغار، بعد قد توقف دام سنوات طويلة بسبب الاكتفاء بتنظيم دوريات في الأيام العادية، وتجنب إقامتها خلال شهر رمضان.
شارك في الدوري الحالي المكون من خمس دورات، 6 فرق يتكون كل منها من 8 لاعبين، ويؤطرها 6 مدربين مخضرمين أخذوا على عاتقهم تكوين وتدريب أبناء المنطقة العاشقين لكرة القدم.
حسب البرنامج المتفق عليه، فإن المقابلات التنافسية بما فيها مقابلة نصف النهائي والنهائي ستنتهي أواخر شهر رمضان المبارك. وسيتوج الفريق الفائز بكأس دوري رمضان، فيما سيحصل جميع اللاعبين على ميداليات وشهادات تقديرية، بهدف تشجيع اللاعبين الأطفال وتحفيزهم على بذل المزيد من الجهد والمشاركة في الدوريات المقبلة التي ستعرفها هذه السنة.
في هذا الصدد، بيّن المدرب عثمان التمسماني دينار، مدرب فريق شبيبة طنجة المشارك ضمن الدوري الحالي، بأن الغاية من تنظيم دوري كأس رمضان هذا العام هي إحياء الذكريات الجميلة التي عاشتها أجيال متتالية مع دوري رمضان، الذي كان يقام سابقًا ثم ألغي خلال السنوات الأخيرة.
وقال عثمان التمسماني دينار لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة، إن الدوري الحالي يشارك فيه فريق نجاح السواني وأمجاد البوغاز، ونداء أطلس السواني، وفتح طنجة، وأطلنتيك طنجة، وشبيبة طنجة الذي يشرف هو عليه.
وبخصوص الفئات العمرية في هذه الفرق ذكر المدرب عثمان بأنها تتوزع على أربع فئات هي فئة المبتدئين 2012/2013، فئة 2010/2011 وفئة 2008/2009 وأخيرا فئة 2006/2007. كما أوضح أن مباريات الدوري بما فيها مباراة نصف النهائي ومباراة النهائي ستقام جميعها داخل ملعب حالوية طيلة شهر رمضان.
في معرض حديثه، أشار التمسماني دينار كذلك إلى أن إنطلاقة الدوري جمعت بين فريق أمجاد البوغاز وفريق نداء أطلس السواني، ثم لعب فريق نجاح السواني مباراته الأولى ضد فريق فتح طنجة، في أجواء تنافسية رياضية وإصرار كبير من طرف لاعبين صغار يطمحون إلى الوصول للصدارة والفوز بكأس الدوري.
جوائز وشهادات تقديرية لتشجيع الأطفال على هوايتهم الرياضية
لتشجيع اللاعبين على هذا النوع من المنافسات في كرة القدم، اتفق المدربون الستة خلال الاجتماع التحضيري الذي أجروه في وقت سابق للاستعداد لإطلاق دوري كأس رمضان، على تخصيص شهادات تقديرية بأسماء اللاعبين وميداليات إلى جانب كأس الدوري الذي تتبارى من أجله جميع الفرق الكروية حاليا.
وحول هذه الخطوة، أوضح أن “تقديم جوائز من هذا النوع للاعبين خاصة أنهم أطفال، من شأنه سقي بذرة بدايتهم لتتفرع إنجازاتهم في مشوارهم الكروي، وسيرفع ذلك من معنوياتهم خلال التدريبات والمقابلات الكروية المقبلة”.
كما بيّن التمسماني دينار لمراسلة “تطبيق خبّر” أن سير المدربين على نفس النهج مع جميع الفئات العمرية الحالية أو التي سيتم الإشراف على تدريبها خلال المواسم الكروية المقبلة، من شأنه تفجير مواهب جديدة وتعبيد الطريق لسطوع نجوم كروية، ليس فقط على المستوى المحلي بل أيضًا على الصعيد الوطني وربما الدولي.
كذلك أشار عثمان إلى مشيراً أن الأطفال بمنطقة السواني الذين اختاروا كرة القدم هوايتهم المفضلة، يتوفرون على مؤهلات وشحنة مضاعفة من الحماس والإصرار ليست منتشرة بين باقي الأطفال في سنهم، وتتضح شرارتها كلما فتح باب الملعب ولامست أقدامهم الكروية الصاعدة أرضيته خلال التدريبات أو المباريات الودية أو التنافسية.
وربط هذه الرغبة التي تحرك شغف الأطفال بتحصيلهم الدراسي المتقدم، وهو ما يعكس الأثر النفسي الإيجابي الذي يتمتع به الأطفال الناتج عن دور الرياضة والمشاركة الجماعية في تنمية قدراتهم العقلية الفكرية وتربيتهم على المنافسة الشريفة.
يطمح الكوتش عثمان التمسماني دينار، كباقي زملائه المدربين بمقاطعة السواني، إلى إحياء دوريات كرة القدم الرمضانية التي كانت فيما مضى جزءً هامًا من الأنشطة الرياضية بالمنطقة وثقافة محلية توارثتها الأجيال ورفع مشعلها مدربون ولاعبون سابقون.
يبقى تضافر الجهود للنهوض برياضة كرة القدم المحلية بالسواني إحدى المساعي الأساسية التي تحتل أولوية كبرى لدى القائمين على الشأن الكروي بالمنطقة، طالما أن هناك مدربون أكفاء ومتدربون لهم في حب اللعبة قصص سترويها إنجازاتهم على حد تعبير المدرب عثمان.
وفي إطار هذه المساعي تم أيضًا خلال الأشهر القليلة الماضية فتح المجال أمام كرة القدم النسوية وتخليصها من الإقصاء الذي عاشت داخل سراديبه لسنوات طويلة، إذ التحق عدد كبير من الفتيات القاطنات بمقاطعة السواني والعاشقات لكرة القدم بملعب حالوية وخضن تجربة جديدة تشهد لها التدريبات المكثفة والمباريات الودية التي أجريت بنجاح.