10 مدارس تعرضت لهجمات جوية ومدفعية
قبل أكثر من عام، تعرضت 10 مدارس لهجمات جوية ومدفعية في يوم واحد فقط بالقرب من مدينة إدلب شمال غربي سوريا، في استمرار لمسلسل الغارات التي تستهدف المنشآت التعليمية والطبية والإغاثية العاملة هناك، ما ينذر بتحول الأوضاع إلى أكثر كارثية.
وبحسب “شبكة حراس”، وهي منظمة غير حكومية تركز على حماية الطفل في سوريا، لقي أربعة أطفال مصرعهم في ذلك اليوم، وأصيب آخرون، مضيفة أن أربعة مدرسين قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون.
ونقل موقع ABC NEWS بالشراكة مع “شبكة حراس” شهادة نادية البالغة من العمر 8 سنوات (ليس اسمها الحقيقي) على الأحداث قائلةً “رأيت كل شيء يظلم”. ومثل ملايين آخرين، نزحت عائلتها بسبب الحرب الأهلية المدمرة التي دامت عقداً من الزمان في سوريا، وتعيش الآن في إدلب.
Important #Panorama tonight at 9:30pm on #BBC about #Syria's Schools Under Attack
Please share with your friends and networks outside of the #Syrian community too, we need to get the word out https://t.co/0LLHoz2N30
W/ @HurrasNetwork, @hihfaduk, @Souriyat_A_B & @chooselove— Syrian Charities & Associations Network in the UK (@UkSyrian) March 20, 2021
وقالت “إي بي سي نيوز” إن استمرار قصف المدارس بعد عقد من بدء الأعمال العدائية ما هو إلا لمحة سريعة عن الحياة داخل إدلب المحاصرة، فالأطباء وعمال الإغاثة يحذرون من أن الوضع كارثي”.
وفقاً للأمم المتحدة، هناك 6.2 مليون نازح داخلياً في سوريا، وهو أعلى إجمالي في العالم، حيث يعيش 5.6 مليون لاجئ في الخارج، حيث وصفت الأمم المتحدة النزوح الجماعي، الذي يصل إلى حوالي نصف عدد السكان قبل الحرب، بأنه “أكبر أزمة لاجئين في عصرنا”.
بدورها، أعلنت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” ومقرها باريس، عن مقتل 227 ألفاً و413 مدنياً سورياً. قالوا إن ما يزيد قليلاً عن 200 ألف من هؤلاء القتلى أي حوالي 88٪ ، قتلوا على أيدي قوات النظام السوري، مع اعتقال 149361 شخصاً آخرين أو “اختفوا قسرياً”.
وأضافت “الشبكة السورية” إن 14506 من هؤلاء ماتوا تحت التعذيب، في سجون النظام، والتي جمعت معارضين من الداخل وقصفت بلا هوادة مدن مثل حلب التي كانت تحت سيطرة المعارضة.
من جهته، أفاد تقرير صادر عن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن العدد الإجمالي للقتلى بمن فيهم المقاتلون قد يصل إلى 594 ألف قتيل.
وقال خبراء إن “سلسلة من التدخلات من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتدخل القوى الأجنبية مثل روسيا وتركيا سمحت لنظام الرئيس بشار الأسد الوحشي بالسيطرة واستمرار الفظائع”.
مأساة إنسانية عملاقة
طوال فترة الصراع، كان هناك عدد كبير من التقارير التي تفيد بأن نظام الأسد قد استخدم أسلحة كيميائية ضد أهداف مدنية، وكذلك استهدف بشكل متكرر المستشفيات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وبحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، نفذت قوات النظام السوري 217 هجوماً بالأسلحة الكيمائية بين كانون الأول (أكتوبر) 2012 وآذار (مارس) 2021.
وضع “كارثي” في إدلب
ونقل موقع “إي بي سي نيوز” عن طبيب في مستشفى إدلب، لا يمكن الكشف عن هويته لأسباب أمنية، قوله إن استهداف القوات الروسية والسورية للمستشفيات والمرافق الطبية “منهجي”.
وأضاف “كطبيب، شاهدت العديد من المجازر وفقدت العديد من أصدقائي وأحبائي، وكنا نرى العشرات من الضحايا بسبب القصف الجوي”. وتابع “بشكل عام، الوضع في المستشفى كارثي. هناك نقص كبير في المعدات الطبية والموارد البشرية”.
وقال: “إنني أدعو أمريكا وبريطانيا إلى لعب دور أكثر فاعلية في إنهاء المأساة السورية التي استمرت 10 سنوات”. وتابع “أعتقد أنه كان يمكن، بل كان ينبغي القيام بالمزيد”.
من جانبها، قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إن ما لا يقل عن 863 هجمة مسجلة على منشآت طبية خلال النزاع. ولم يتم استهداف المستشفيات فقط، حيث تضررت أكثر من 1500 منشأة تعليمية أو تعرضت للهجوم منذ اندلاع الحرب.
فيما وثقت الأمم المتحدة مقتل 15 شخصاً من العاملين في المجال الإغاثي شمال غربي سوريا منذ بداية العام الماضي.