شباب حي الشبار بإقليم الفنيدق يطلقون مبادرة بناء مسجد بإمكانياتهم الخاصة

بدون كلل أو ملل، يعمل مجموعة من شباب حي الشبار بسيدي بوغبا بإقليم الفنيدق في المغرب، على كسب التحدي الذي خططوا له منذ أسابيع قليلة لوضع سقف لمسجد يبنوه في بلدتهم.
فقد استطاعوا مستهل الأسبوع الجاري وضع سقف المسجد الذي كان حلمهم، بعد أن ضاق عليهم المسجد الصغير المتوفر بفعل التزايد السكاني.

العملية التي شارك فيها الصغير والكبير من ساكنة الحي، بتأطير من “جمعية الهدى لبناء مسجد لعوينة” في حي الشبار بسيدي بوغبا، كانت قد بدأت بسواعد شباب حي الشبار بعد جمع التبرعات الكافية لبناء المسجد.

وجاءت مبادرة بناء مسجد حي الشبار بإقليم الفنيدق في محاولة لإنهاء مشكلة ضيق مكان الصلاة الذي يعاني منه المصلون، خاصة في أيام شهر رمضان المبارك.

شباب في ورشة بناء مسجد

شباب حي الشبار بإقليم الفنيدق يطلقون مبادرة بناء مسجد بإمكانياتهم الخاصة

ضيق مساحة المسجد القديم في الحي دفعت لبناء مسجد أكبر

عن هذه المبادرة، قال مصطفى العثماني رئيس “جمعية الهدى لبناء مسجد لعوينة” إن أسبابًا عديدة استوجبت القيام بمبادرة بناء مسجد كبير في حي الشبار.
وأوضح العثماني لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب جواد الأطلس أن المسجد الوحيد المتواجد بالحي لا تتجاوز مساحته 90 مترًا مربعًا، بالتالي فإن الطاقة الاستيعابية القليلة كانت سببًا محوريًا في قرار تشييد مسجد آخر، يكون أكبر مساحة وبمرافق أفضل.

وأضاف العثماني أن “البنية الداخلية للمساجد تحتاج هندسة خاصة وهذا ما لا يتوفر في مسجدنا القديم”. وبيّن أن الانطلاقة كانت بتأسيس جمعية واتباع المساطر القانونية لدى السلطة الإدارية بإقليم الفنيدق لتأخذ وضعيتها النظامية قصد تأطير عملية البناء.

مسجد في طور بناء بالمغرب

ضيق مساحة المسجد القديم في الحي دفعت لبناء مسجد أكبر


تبرع الأهالي بالأرض والمال والعمل التطوعي تسهيلًا لتأدية واجباتهم الدينية

وأشار  العثماني إلى أن أحد المحسنين تبرع بقطعة أرضية مساحتها حوالى 400 متر مربع داخل الحي، كما ساهم عدد كبير من المتبرعين داخل وخارج الحي بمبالغ مالية من أجل توفير مواد البناء وكل المستلزمات الخاصة.
ولفت إلى أنه بالرغم من الصعوبات وقلة الموارد المالية بسبب تداعيات فيروس كورونا الاقتصادية، فإن المشرفين على عملية البناء مستمرين وشارفوا على الانتهاء.
منذ إطلاق مبادرة بناء مسجد العوينة بحي الشبار، تضافرت جهود الشباب بحماس كبير للمشاركة، كل حسب قدرته وإمكاناته المادية أو الحرفية، فشرعت الجمعية في البداية بخطوة أولى تمثلت في تقسيم المشاركين في علمية البناء إلى مجموعات حسب الدور والمهام.
وقد تكفلت مجموعة بتنظيف وتسوية القطعة الأرضية التي سيتم تشييد المسجد عليها، وتلى ذلك نقل المواد من إسمنت وحجارة إلى مكان الورش من أجل تهيئة قاعدة المساحة وتبليطها.
في تلك الأثناء، استمرت لجنة خاصة من مكتب “جمعية الهدى لبناء مسجد العوينة” بتكثيف التواصل مع المتبرعين من أجل ضخ سيولة مالية حتى يتم تغطية جميع المصاريف التي ستكفي بناء المسجد حتى اكتماله.

سيتسع المسجد الجديد لأكثر من 2000 مصلٍ وسيضم مرافق وضوء حديثة 

في سياق مرتبط، قال عبدالله اللعبي، أحد أعضاء “جمعية الهدى لبناء مسجد لعوينة” بالفنيدق، إن الجمعية تهدف في بناء المسجد الجديد أن تكون الطاقة الاستيعابية كافية لأكثر من 2000 مصلٍ.
وأضاف اللعبي أنه سيتم في المسجد الجديد تخصيص مرافق أخرى كمكان للوضوء مزود بالمياه الساخنة والباردة بالشكل الكافي، سواء في الأيام العادية أو أوقات الذروة.
وأوضح لمراسل “تطبيق خبّر” أن الهدف من إعادة تشييد مسجد جديد بمواصفات جديدة، سيمكّن من توفير قاعة لتحفيظ القرآن للأطفال والمهتمين بعلوم الفقه، وفتح الباب أمام سكان الحي من أجل التعلم ومحاربة الأمية.
ولفت إلى أن المنطقة التي يتواجد بها المسجد هي من الأحياء الشعبية لإقليم الفنيدق، وفي حاجة ماسة لمثل هذه المنشآت، مبيّنًا أن دور الجمعية لن يقتصر فقط على تشييد المسجد، بل استمرار صيانته. كما تنوي الجمعية تنظيم برامج محو الأمية وأنشطة دينية متنوعة، كمنافسات لتجويد القراءن الكريم وغيرها.
صورة هندسية لمسجد

سيتسع المسجد الجديد لأكثر من 2000 مصلٍ وسيضم مرافق وضوء حديثة

وصلت مبادرة بناء مسجد لعوينة في حي الشبار إلى شطرها الأخير، وتعرف أيضا متابعة ودعم من طرف المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بعمالة المضيف – الفنيدق، والسلطة المحلية بالإقليم من أجل استكمال المشروع في أحسن الظروف.
وقد أشادت إدارة جمعية “الهدى لبناء مسجد لعوينة”بالتسهيلات والتعاون المثمر الذي قدمته الإدارتان لإنجاح ورش البناء. تجدر الإشارة إلى أن إقليم الفنيدق يُعد إحدى الحواضر الصغيرة الواقعة أقصى شمال المملكة المغربية، على سواحل البحر الأبيض المتوسط.
وكانت المنطقة منطلقًا للفتوحات الاسلامية التي وصلت أراضي الأندلس. كما تعرف أيضا باسم “كستياخو”  كما كان يطلق عليها الإسبان الذين عمروا المنطقة في فترة الاستعمار الإسباني.