التعرّض للملك المغربي على قناة جزائرية أشعل فتيل الأزمة بين البلدين
ما زالت أصداء حلقة برنامج “ويكند ستوري” الذي تعرضه قناة الشروق الجزائرية، تتردّد في المغرب، باعتبار أنها أساءت إلى ملك البلاد محمد السادس.
وأعادت الحلقة الحديث حول أسباب العداء والجفاء بين الدولتين الجارتين، خصوصاً أنها تطرقت إلى أهم القضايا الخلافية بين الرباط والجزائر.
إقرأ في “أخبار الآن”: غضب في المغرب بسبب سُخرية برنامج جزائري من الملك محمد السادس
وفي الحلقة المثيرة للجدل، تنكّر ممثل في هيئة دمية لتجسيد شخصية الملك المغربي محمد السادس، وأجرى مقدم البرنامج حواراً مع الدمية وسألها حول الوضع في المغرب وملف الصحراء المغربية إضافة إلى استئناف العلاقات مع اسرائيل.
وفي مشهد آخر، ظهر الممثل الذي تقمص شخصية الملك وهو يمد يده لأحد الضيوف لكي يقبلها. إلا أن الضيف تحجج بفيروس كورونا مضيفاً بأن “عادة تقبيل اليد غير موجودة في الجزائر” فاعترض الممثل قائلاً “لكنني أمير المؤمنين”، ليرد الضيف بـ “ذلك شأنك”.
وفي حين أن المواطنين الجزائريين اعتبروا تلك المشاهد جزءاً من “حرية التعبير”، قال ناشطون مغاربة أنها بمثابة تطاول على الملك محمد السادس وإساءة لرموز بلادهم.
سياسيون يستنكرون الإساءة لملك المغرب
وقال الأمين العام لحزب “التقدم والاشتراكية” المعارض نبيل بن عبد الله: “عندما تلجأ أبواق إعلامية مُسخّرة من قِبل أوساط جزائرية يائسة من جراء الهزائم المتتالية التي حصدتها، إلى أساليب بئيسة وسخيفة تستهدف رمز الأمة المغرِبية، فذاك تعبير دنيء عن الافتقاد إلى الصواب والمروءة”.
من جهته، تساءل الأمين العام لحزب “الاستقلال” المعارض نزار البركة: “لِمَ كل هذا العداء؟ هل استنفدت الصحافة الموجهة في الجزائر كل مآسي الشعب الجزائري الشقيق وهو يتطلع في ربيعه الديمقراطي إلى الحرية والعيش الكريم والتقسيم العادل لثروات البلاد أم أنها تحاول كعادتها للأسف تصدير الأزمة واختلاق عدو وهمي لتضليل وإلهاء المواطن الجزائري عن همومه الحقيقية ومطالبه المشروعة؟”. وأضاف: “عيب أن تصل الرعونة الإعلامية والسياسية إلى رموز بلد جار تتقاسم وإياه الجزائر الماضي والحاضر والمستقبل”.
بدوره، أعرب الأمين العام لحزب “الأصالة والمعاصرة” المعارض عبد اللطيف وهبي، عن أسفه لما صدر عن القناة الجزائرية الخاصة التي اعتبرها “محسوبة على جهات رسمية، وتموّل من طرف أموال الشعب الجزائري”.
وندد وهبي بمحاولات القناة “المسّ بمؤسسات تاريخية عريقة صعبة المنال”، مشدداً على أن “هذه التصرفات المرفوضة والمدانة لا تخل بالاحترام الواجب لرئيس دولة جارة فحسب، بل تنتهك أبسط القوانين والسلوك المتعارف عليها”.
مجالس إعلامية تستنكر ما حصل.. ودعوات للابتعاد عن كل ما يمكن أن يسيء لعلاقات الصداقة بين شعبي المغرب والجزائر
كذلك، اعتبر “المجلس الوطني للصحافة”، وهو مؤسسة مهمتها التنظيم الذاتي لمهنة الصحافة، أن ما قامت به قناة “الشروق” يعد “تهجماً واضحاً على الشعب المغرِبي وعلى الملك محمد السادس، من خلال تعابير تحقيرية تحط من الكرامة، ولا تمت بصلة لبرامج السخرية”.
ولفت إلى أن البرنامج استعمل “عبارات قدحية في حق جلالة الملك… وهاجم كل اليهود، وهي ممارسة ممنوعة في جل القوانين في العالم؛ حيث لا يمكن التمييز بين البشر بسبب العرق والدين”.
ودعا الصحافيين والإعلاميين في الجزائر، إلى “الابتعاد عن كل ما يمكن أن يسيء لعلاقات الأخوة والصداقة بين الشعبين، ونبذ وعزل أولئك الذين يسعون إلى خلق أجواء التوتر والمواجهة وإثارة مشاعر الحقد والكراهية والعنف”.
بدورها، انتقدت “الفيدرالية المغربية لناشري الصحف”، وهي هيئة تمثل أصحاب الصحف والمواقع الإلكترونية “التهجم الواضح والمنحط» الذي أقدمت عليك القناة الجزائرية واعتبرته «سلوكاً دنيئاً وانتهاكاً فاضحاً لقواعد وأخلاقيات المهنة”.
وأدان “المركز المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية في وسائل الإعلام والاتصال” في بيان “المنزلقات الخطيرة والانتهاكات المقصودة” للقناة الجزائرية، شاجباً “الانتهاك الخطير والمقصود الذي اقترفته القناة الجزائرية، لأخلاقيات العمل الإعلامي، من خلال بثها لما سمي برنامجاً ساخراً، تضمن تهجماً سوقياً توهم أصحابه من خلاله أنهم يستطيعون احتقار الشعب المغربي والتطاول على الملك محمد السادس”.
وندّد المركز بـ”هذا المنزلق المتعمد والخطير”، محذراً من “خطورة ما قد يفرزه من بذور الحقد والكراهية بين الشعوب، وهو ما يتعارض والرسالة النبيلة للصحافة والإعلام”.
ودعا المركز المنتسبين إلى المجال الإعلامي المغربي إلى “تجنب الانجرار وراء هذه الأساليب الرخيصة والبئيسة التي لا تمت بصلة لمقومات الأمة المغربية”.
وبعد أن ذكر بـ”سوابق قناة الشروق الذائعة الصيت في مجال إذكاء فتيل الحقد والكراهية والتهجم والسب”، ناشد “الإعلاميين الجزائريين المتنورين” إعطاء “موقف صريح، انطلاقاً مما تمليه أدبيات العمل الإعلامي الأكاديمي ومرجعياته، من هذه الأساليب الإعلامية المنحطة التي تروم إذكاء فتيل الحقد والكراهية بين الشعبين المغربي والجزائري، وتعبر عن سوء النية”.
جزائريون يردّون
في المقابل، رفع معلقون جزائريون وسما مضادا بعنوان “#الجزائر_خط_أحمر” .
وبينما ينادي جمهور من البلدين بوضع خطوط حمراء لدى الحديث عن الحكام والسياسيين، يدافع آخرون عن حقهم في انتقاد الشخصيات العامة بصرف النظر عن منصبها أو جنسيتها.
وقال فريق من الجزائريين إنهم “تعودوا على رؤية تلك النوعية من البرامج على قنواتهم منذ سنوات وأنها سبق أن جسدت شخصيات سياسية جزائرية”.
ويقول جزائريون إن ما أقدمت عليه قناة الشروق ما هو إلا “ردة فعل على ما تنشره المواقع الإخبارية المغربية من رسوم ساخرة وعدائية للمؤسسة السياسية في الجزائر”.
واستغرب قطاع من الجزائريين “حملة المغاربة” على الحلقة ووصفوها بـ “المبالغة والشعبوية”.
وينطلق هؤلاء في دفاعهم عن قناة الشروق، من مبدأ دفاعهم عن فن السخرية السياسية ورفضهم القاطع لـ “ثقافة التمجيد والتقديس” .
وبينما ينادي جمهور من البلدين بوضع خطوط حمراء لدى الحديث عن الحكام والسياسيين، يدافع آخرون عن حقهم في انتقاد الشخصيات العامة بصرف النظر عن منصبها أو جنسيتها.
وقال فريق من الجزائريين إنهم “تعودوا على رؤية تلك النوعية من البرامج على قنواتهم منذ سنوات وأنها سبق أن جسدت شخصيات سياسية جزائرية”.
ويقول جزائريون إن ما أقدمت عليه قناة الشروق ما هو إلا “ردة فعل على ما تنشره المواقع الإخبارية المغربية من رسوم ساخرة وعدائية للمؤسسة السياسية في الجزائر”.