نزرعها 4 فصول في الموصل، مشروع زراعي يدعم 30 مزراعًا
بدأ المزارع “مهدي عوني حسن” يجني أولى ثمار المزروعات التي زرعها بعد حصوله على بيت بلاستيكي من مشروع #نزرعها _4_ فصول، الذي وفر 30 بيتًا بلاستيكيًا ل 30 مزراعًا في الموصل.
فقد سبق أن قامت جمعية دجلة الزراعية وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، منتصف الشهر الماضي بتوفير عدد من البيوت البلاستيكية للمزارعين المتضررين بعد اجتياح داعش للمدينة.
وتحت شعار “#لخاطر_العراق #نزرعها _4_ فصول”، ساهمت بتوفير دعم للمزارعين، وبدأ المشروع يوفر لهم مصدر دخل ثابت وعيش كريم. إذ شهد ويوم الأربعاء الماضي جني أول محصول من هذه البيوت للمزارعين.
المزارع “مهدي عوني حسن” هو أحد المستفيدين من هذا المشروع، ولديه أفراد في عائلته يعانون من الشلل. كان مهدي قد فقد أغلب معداته الزراعية أثناء اجتياح داعش للمنطقة.
المزارع عوني: استعدت حياتي اليوم مع بدء قطف الثمار
وهو قال لمراسل “تطبيق خبر” الميداني في العراق سامان داود، “إني استعدت حياتي اليوم مع بدء قطف الثمار من الزرع الذي زرعته، وأنا سعيد جدًا أنني عدت للعمل الذي أحبه، والذي سيساعدني في توفير حياة كريمة لعائلتي”.
“حسن” عبّر عن سعادته الغامرة بالمشروع، وأوضح أن المشرفين عليه وفروا له “البذور والشتلات وشبكات الري والمعدات الزراعية وجميع المواد التي نحتاجها بهذا الخصوص”.
ولفت إلى أن “أول إنتاج لنا هو من صنف الورقيات التي تنمو بسرعة”، معبرًا عن امتنانه لجمعية دجلة الزراعية لأنهم “وقفوا معي بعد فترة نزوح وخسارة جميع ما كنت أملك من معدات الزراعة.
مريم: المشروع بالموصل سيوفر حياة جيدة لأولادي
“مريم علي” أرملة تعيل 6 أيتام، حصلت بدورها على دعم من هذا المشروع، وبدأت تجني ثمار “الزرع الذي سيوفر حياة جيدة نوعًا ما لأولادي” حسب ما قالت لمراسل “تطبيق خبر”.
وأضافت مريم أن الوضع المالي لها بدأ يتحسن بعض الشيء في الفترة الأخيرة، ومع الأسبوع الأول من جني ثمار الزرع.
كما أكدت “مريم” أنها كانت في حاجة إلى أي مساعدة في ظل الظروف الصعبة التي كانت تعيشها، “وجمعية دجلة الزراعية وفرت لي تلك الفرصة التي ستساعدني على توفير مصدر مالي جيد لأطفالي وبالتالي مستقبل جيد لهم”.
شكرت مريم “المشرفين على المشروع الذين وفروا لي وللمزارعين الآخرين فرصة جيدة، ودعمونا من خلال إقامة دورات تدريبية توضح لنا طرق الزراعة، وكيفية الحصول على أفضل نتائج، وقدموا لنا كل الإمكانيات لنجاح العمل والزراعة في هذه البيوت البلاستيكية”.
وأوضحت “مريم” أنها فقدت زوجها بعد أن قتله مع والده بطريقة بشعة من خلال إعدامهما بوضعهما تحت عربة بناء من نوع حادلة بتهمة الانتماء للقوات الأمنية العراقية.
هذا الامر جعل حياتها صعبة بوجود 6 أطفال معها، وغياب دعم حقيقي من الدولة في الفترة الماضية. وبيّنت أن أطفالها يقدمون المساعدة لها في الزراعة بعد الانتهاء من المدرسة.
يعرب: المزارعون بدأوا بجني وتسويق منتوجاتهم
من جانبه، كشف “علي يعرب”، وهو مستشار زراعي في جمعية دجلة الزراعية، ويتابع المزارعين المشمولين في المشروع، لمراسل “تطبيق خبّر”، أن المزارعين حصلوا على دورات تدريبية عملية ونظرية لمدة ثلاثة أيام لكل فئة.
وأوضح أن الدورات شملت شرح عن البيوت البلاستيكية والظروف المناسبة لها، وكذلك أهم المزروعات التي يمكن زراعتها داخل هذه البيوت، والأمراض التي قد تصيب الزرع، فضلًا عن شرح خاص عن استخدام الأسمدة العضوية، وهذا كله للحصول على أفضل نتائج للزراعة.
كما بيّن “يعرب” أنهم يقومون “بمتابعة ميدانية للمزارعين للوقوف على طريقة العمل، وكذلك متابعة المزروعات للوقوف على أهم المشاكل التي قد تواجه نموها”.
وقال يعرب “قدمنا شرحًا حول تسويق المنتجات المزروعة من خلال الأسواق في الموصل وأطرافها، وكيفية التسويق لهذه المنتجات، وطريقة التعبئة والتغليف”.
وبيّن أن “هناك بعض المزارعين بدأوا بإنتاج شتلات زهور ونباتات لغرض البيع، كما أن هناك مزارعين آخرين بدأوا بزراعة الخيار وهم يحصدون كل ثلاثة أيام ما بين 75 كغم إلى 300 كغم”.
“يعرب” أكد أن هذا المشروع بدأ يوفر دعمًا ماليًا أسبوعيًا للمزارعين، بواقع يقترب من 100 دولار، موضحِا أن هذا الأمر جاء بسرعة جيدة نوعًا ما، فعلى سبيل المثال يتم بيع حوالي 150 إلى 400 ربطة من الخضار الورقية أسبوعيًا.
ولفت “يعرب” إلى أن “الأمر استهدف 30 شخصًا من الرجال والنساء في منطقة الرشيدية في أطراف الموصل ممن هم بحاجة حقيقية إلى وجود دعم مالي في الوقت الحالي”.
وأضاف أن جمعية دجلة الزراعية، وبدعم من USAID وفرت المعدات الكاملة التي يحتاجها المزارع، وكذلك كافة البذور، “ونعطيهم استشارة دائمة للوصول إلى منتج جيد يرضي المستهلك، ونهدف إلى دعم الزراعة العراقية بزراعة منتجات غير متوفرة في فصول معينة”.