افتتحت بدار عبد اللطيف بالجزائر العاصمة أولى العروض الفنية أمام الجمهور بعد سنة كاملة من الغلق جراء جائحة فيروس كورونا المستجد.
جاءت أولى العروض الفنية الموجهة للجمهور للفنان التشكيلي يونس قويدر تحت عنوان “الحيوانات البرية”، بتنظيم من الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي بدار عبد اللطيف التاريخية.
قدم الفنان التشكيلي عرضه الأول في الجزائر بعد عروض سابقة في الولايات المتحدة، ويدعو فيه الجمهور لاستكشاف الطبيعة والحيوانات الأفريقية.
قويدر، المتخرج من جامعة مهاريشي إنترناشيونال الأمريكية، تجلى في المعرض تأثره بالخيالات والرسومات التي كان يرسمها في طفولته، وأضاف لها بعض ما تعلمه في الجامعة الأمريكية.
تعكس السلسلة التي قدمها الفنان يونس، حسب ما صرح به لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الجزائر عبد المؤمن لعرابي، الحيوانات البرية الأفريقية، بطلاء “الغواش”، وبطريقة مستوحاة من الفن شمال أفريقيا وبعض الرموز الأمازيغية، لتعبر عن نظرة الإنسان الشمال أفريقي تجاه العالم.
يعرض الفنان في جناح أخر مجموعة من الأعمال الفنية المطرزة بواسطة النسيج، منها خيمة كبيرة ترمز إلى المجتمع البدوي في شمال أفريقيا، الذي كان له بالغ الأثر في حياة الفنان بعد زياراته المتعددة لجانت وقبائل الطوارق وتاغيت في صحراء الجزائر.
وتعرض إحدى اللوحات صورة للفهد الأفريقي، الذي اكتشف مؤخرًا في الجزائر بعد الاعتقاد بانقراضه، مرسومة بكتابات بالخط الأندلسي.
وقد لاقى هذا المعرض اهتمام الجمهور، إذ حظي بزيارات معتبرة بعد سنة كاملة من المعارض الافتراضية نتيجة تبعات فيروس كورونا المستجد. أنور، وهو أحد الزائرين للمعرض، صرح لمراسل تطبيق خبّر أن مجيئه للمعرض ليس اهتمامًا بالفن التشكيلي، بقدر اهتمامه بشخص الفنان.
قال أنو إنه من النادر أن نرى فنانًا يمثل الجزائر في الولايات المتحدة الأميركية في هذا النوع من الفن، عن طريق الرسومات التي ترمز لمنطقة شمال أفريقيا.
رأى أنور أن عمل الفنان بذلك أصبح قصة ينقل من خلالها الثقافة الجزائرية عبر الفن، إلى الولايات المتحدة الأمريكية. من جانبها، قالت صليحة، وهي إحدى الزائرات إنها سمعت بشأن عودة هذه المعارض عن طريق الإذاعة، فحضرت إلى دار عبد اللطيف، حيث تأمل أن تعود الحياة إلى ما كانت عليه قبل الجائحة.
وفي تصريح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الجزائر عبد المؤمن لعرابي، قال زاكي مرامي، رئيس مصلحة الفنون البصرية بالوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، إن هذا المعرض افتتح يوم 12 كانون الثاني/ يناير، وينتهي يوم 27 من نفس الشهر.
وأوضح مرامي أن المعرض يتوافق مع الاحتفالات بالسنة الأمازيغية الجديدة، وجاء بعد العودة التدريجية لتنظيم المعارض الفنية والنشاطات الثقافية بعد توقف طوي.
وكشف أن الوكالة سطرت برنامجًا شهريًا، بمعدل معرض فني كل شهر، مع بروتوكول صارم للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد، يشمل العارضين والجمهور الزائر.
تسعى الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي لاستقطاب الزائرين وحتى الفنانين الجزائريين المقيمين في الجزائر أو في المهجر لتنشيط الفعل الثقافي بعد ركود دام سنة كاملة، بتنظيم مجموعة من العروض الفنية بفيلا عبد اللطيف للتعريف بالفنانين والدار.
وتعتبر دار عبد اللطيف التي تقام بها أولى العروض الفنية، تحفة معمارية يصل عمرها لأكثر من 300 سنة.
وتقع في قلب العاصمة الجزائر حيث تحيط بها الأشجار من كل جهة. وقد تداول على امتلاكها بعض الأعيان في الفترة العثمانية، ثم تحولت إلى بيت للفنانين سنة 1906، إبان فترة الاستعمار الفرنسي.
أقام في دار عبد اللطيف الكثير من الفنانين العالميين، أهمهم جان بيير كورنيه، وتشارلز رينيه. وتم التخلي عن الدار بعد استقلال الجزائر سنة 1962، وجرى بعد ذلك ترميمها وأعيد فتحها سنة 2008.