بدأت الحياة الثقافية تعود لشوارع العاصمة المغربية الرباط شيئاً فشيئاً، بعد السماح لباعة الكتب والمجلات على الأرصفة العودة لعرض كتبهم عقب التوقف الذي دام لأشهر بسبب جائحة كوفيد 19.
وعرفت العودة برنامجًا محدداً حسبما خططت له السُلطة المحلية للعاصمة الرباط بناءً على تعليمات صادرة من الاجتماعات الحكومية الأخيرة، عن طريق الترخيص لقطاعات تجارية دون غيرها.
وجاءت بشكل تسلسلي وبإجراءات احترازية وتوصيات من السلطات المحلية لمدينة الرباط ، إلى أن جاء الدور بالترخيص الكامل لبائعي الكتب والمجلات، عقب أصحاب الأكشاك من بائعي الصحف اليومية والأسبوعية.
في هذا السياق، قال بائع الكتب والمجلات عبدالله لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب جواد أطلس إن “هذا الانفراج يشبه غريق تنفس الهواء”، بعد أن عانى محنة التوقف بسبب الجائحة التي كان لها ضرر بالغ على أرباحه اليومية.
وأضاف عبدالله الذي يتخذ مكاناً له في تقاطع شارع أبو فارس المريني، وشارع علال بن عبد الله، “أن تكون سلعتك موضوع مراقبة من طرف السلطات بسبب احتمالية نقل عدوى فايروس كورونا، فتلك كانت صدمة لنا حتى بعد انتهاء فترة الحجرة الصحي”.
وأكد، “لقد تنفسنا الصعداء بعد السماح لنا بالخروج لعرض سلعتنا في الشارع من جديد”. وأوضح البائع عبد الله أن الآثار الاقتصادية التي خلفتها جائحة كوفيد 19 ظهرت مباشرة عقب العودة لعرض السلع في الشوارع.
وبيّن أن مبيعات الكتب والمجلات بدأت تتعافى وتعود لوضعها الطبيعي، عكس الجرائد اليومية والأسبوعية التي مازالت تعرف تعثراً في الصدور المنتظم لحدود اليوم.
وأشار إلى أن بعضاً منها ما يزال يعتمد صيغة النسخ الرقمية في المواقع الإلكترونية التابعة لها، كما كانت معتمدة في فترة الحجر الصحي بأمر من قِطاع الاتصال، الذي تتحكم فيه وزارة الثقافة والشباب والرياضة.
وقال عبدالله إن بعض الجرائد الأسبوعية على سبيل المثال، تضررت بسبب الركود الحاصل في سوق الإشهار، فلم تعد قادرة على إصدار النسخ الورقية وتوزيعها في الأكشاك.
وهذه من بين أبرز العوامل التي جعلت أرباح الكتبيين وبائعي المجلات والجرائد تتناقص في الفترة التي تلت رفع الإغلاق المفروض على قطاع تجارة الكتب والإنتاجات الورقية برمتها، فحين تغيب صحيفة معينة أسبوعية، كانت أو يومية فهذا يعني أنك ستخسر عشرات الزبائن.
ولفَتَ عبد الله بائع الكتب المعروف في رصيف ساحة العلويين إلى أنه بالإضافة لما أسلف ذكره، فإن العودة التي سمحت بها السلطة المحلية ما تزال مقيدة بالتوقيت.
وأوضح “أن الكتبيين وبائعي المجلات والجرائد مطالبون بالتوقف عن عرض السلع في الثامنة مساءً هو وقت الذروة بالنسبة لنا من حيث كمية البيع والرواج الذي ألفناه قبل حلول جائحة كوفيد 19”.
واعتبر البائع عبدالله أن العودة عملية تحريك لعجلة الاقتصاد فقط في حين يظل التخوف من سرعة العدوى حاضراً حسبما يفسره التوقف المفروض في أكثر الأوقات رواجاً ونشاطاً لدى بائعي الكتب والمجلات.
كما قال لمراسل “تطبيق خبّر” إن مثل هذه الإجراءات الاحترازية والبرمجة المقننة من أجل الحد من الانتشار السريع لفايروس كورونا المستجد، أخذتها الدولة بعين الاعتبار فيما يتعلق بانخفاض الأرباح.
إذ كشف أنه “سبق واستفدنا من تعويضات استثنائية بأمر من الملك محمد السادس الخاصة بالقطاعات الحرة وغير المهيكلة، التي شملت أيضا باعة الكتب والمجلات والجرائد في الشوارع بصفتنا ممارسين لأنشطة تجارية حرة”.
تجدر الاشارة أن لجنة اليقظة الاقتصادية، كانت قد برمجت منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد في المغرب، برنامجًا استثنائيًا من أجل تعويض الأسر والمواطنين الذين يشتغلون في المهن الحرة.
وامتدت التعويضات طيلة فترة الحجر الصحي وبعده من أجل التخفيف من آثار الإغلاق المفروض بعد توقف عجلة الاقتصاد الوطني، ووصلت في بعض القطاعات لحدود 120 دولاراً شهريًا للفرد الواحد.
وفي حالة بائع الكتب والمجلات عبد الله، فقد أفاد أن هذه التعويضات توقفت حالياً عقِب الخروج التدريجي لعرض السلع أمام الزبائن.
لكن ذلك يظل محدودًا ولأوقات معينة في انتظار عودة الحياة الطبيعية ورفع حالة الطوارئ التي مازالت مُعلنة من طرف الحكومة المغربية لغاية 10 شباط/ فبراير 2021.