شهدت القاعة الرئيسية لمركز اجدير نهاية الأسبوع المنصرم، وبمناسبة السنة الأمازيغية 2971 حفل إفتتاح مركز اجدير للتكوين والتطوير بالقنيطرة في المغرب.
تشرف على هذا المركز جمعية اجدير لتعليم اللغة الأمازيغية ونشر ثقافتها وتراثها، وقد حضر الافتتاح ثلة من الفعاليات المدنية والحقوقية بالمدينة. يعتبر المركز يعتبر الأول من نوعه على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة، كما على المستوى الوطني.
وهو نتيجة عمل دام أكثر من سنة لأجل الإعداد ودراسة الفكرة وإيجاد الموارد الكافية لأجل توفير فضاء المركز والمعدات اللوجيستية.
تعتبر جمعية اجدير لتعليم اللغة الأمازيغية ونشر ثقافتها وتراثها بمدينة القنيطرة من الجمعيات الرائدة التي تعنى بالثقافة الأمازيغية.
وتنظم الجمعية بشكل دوري لقاءات حول هذه الثقافة الزاخرة وقضاياها الراهنة. يتمير افتتاح المركز الواقع بمنطقة بام 2 بالساكنية التابعة لنفود الملحقة الادارية الثامنة، بتأسيسه لمرحلة مهمة تسعى لتعزيز المكتسبات التي عرفها المغرب علاقة بالثقافة الأمازيغية.
فقد شكل تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وإدراج اللغة الأمازيغية في المقررات الدراسية في المستويات الإبتدائية مكسباً هاماً.
ويشكل المركز بداية استثمار القطاع الخاص في استيعاب الطلب المتزايد على تعلم اللغة الأمازيغية. تشمل خدمات المركز فضلاً عن تعليم اللغة الأمازيغية للبالغين، دروس الدعم والتقوية للتلاميذ، وتدريب الإعلاميات للكتابة بحرف “تيفيتاغ”، ودورات تكوينية موضوعاتية للمهنيين.
استهل حفل الإفتتاح بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وبعدها تم تفقد وزيارة قاعات المركز والتعرف عن قرب على الخدمات التي يقدمها، والكادر التربوي والتعليمي الذي سيشرف على تدريب وتكوين المستفيدين.
وسيشرف على التكوين فريق عمل مكون من نساء ورجال تعليم ذوي تجربة محترمة في هذا المجال.
كما سيتكون المنهاج التعليمي على ضوء مصوغات للتكوين، تتأرجح بين جذع مشترك لكل المشتغلين بالحقل التربوي عبر الأسلاك الثلاث، ومصوغات خاصة تتعلق بالمبادئ الأولية والمتطورة في الإعلاميات، وستقدم للراغبين في تعلمها خارج حصص أعمالهم الرسمية.
يتكون المركز حالياً من 4 قاعات كبيرة مجهزة للتكوين والتطوير، 3 منها مجهزة بحواسيب ومعدات معلوماتية متطورة، وإدارة تربوية، ومطبخ خاص بشعبة الطبخ والحلويات.
عبد الكامل بوكوس، رئيس جمعية اجدير لتعليم اللغة الأمازيغية ونشر ثقافتها وتراثها، ومدير مركز التكوين والتطوير عبَّر عن عميق شكره لجميع الفعاليات التي ساهمت في إخراج فكرة المركز إلى حيز الوجود.
وأضاف في حديثه مع مراسل “تطبيق خبّر” الميداني في المغرب يوسف أسكور أن المركز يشكل مبادرة مهمة لتعزيز فرص تعلم اللغة الأمازيغية أمام الجميع ومن مختلف الأعمار.
وقال عبد الكامل إن الأمازيغية تشكل لغة رسمية في المغرب منذ الاعتراف بها في دستور المغرب لسنة 2011.
وأوضح أن تأسيس المركز يأتي ضمن صيرورة تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، خصوصاً في الشق المتعلق بالمبادرات الفردية والاستثمار الخاص.
وبيّن عبد الكامل أنه من المنتظر أن يستهدف المركز ساكنة جهة الرباط سلا القنيطرة بصفة عامة، علماً أن الجهة تعرف غياب أي مركز خاص لتعليم اللغة الأمازيغية.
ولفت إلى أهمية ذلك خصوصاً أن جميع موظفي الإدارات العمومية والخاصة مطالبون بالتعامل مع وثائق محررة بالأمازيغية، سواء من لدن المواطنين أو من لدن إدارات.
وقد كان من المنتظر أن يتم افتتاح المركز خلال شهر حزيران/ يونيو المنصرم، خلال العطلة الإدارية السنوية التي تعرف التحاق الطلبة والموظفين بمعاهد خاصة لتقوية قدراتهم بغية تحسين إنتاجيتهم، أو لأجل الحصول على ترقية أو التقدم لوظيفة جديدة.
لكن، تم تأخيره جراء وضعية الحجر الصحي التي فرضت جراء تفشي فيروس كوفيد 19 ليتزامن مع حلول السنة الأمازيغية الجديدة.
تم حفل الإفتتاح بحضور 10 أفراد كما يقضي بذلك قانون التجمعات والتظاهرات المتبع ضمن البروتوكول الوقائي المفروض من لدن عمالة إقليم القنيطرة.
من جهته، صرح محمد الطالبي، رئيس جمعية بمدينة القنيطرة، لمراسل “تطبيق خبّر”، أنه حضر حفل الإفتتاح لأهمية المشروع الذي يعد انتقالاً إيجابياً في التعاطي مع موضوع تعلم اللغة الأمازيغية.
وأضاف أن موضوع تعلم اللغة الأمازيغية لا يزال يطرح تحدياً أمام العديد من الراغبين في تعلمها. وبيّن أن الحرف الأمازيغي لا يزال غير مقروء من لدن عدد كبير من المغاربة، لأن الجيل الحالي لم يستفد من دروس تعليم هذه اللغة داخل المدارس.
يذكر أن الحرف الأمازيغي يختلف بشكل كامل عن الحرف العربي أو اللاتيني، ويقال أنه يعود لحضارات قديمة.
وتشكل أبجدية تيفيناغ الحرف الرسمي للأمازيغية، وتتكون من 33 حرفاً وتكتب من اليسار إلى اليمين.
ويصادف حلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2971 المعروفة باسم “إض يناير”، يوم 13 كانون الثاني/ يناير الجاري، وينطلق الاحتفاء به بدءا من اليوم التاسع من الشهر.