تلبية لنداء مدرب اختار تكسير عادات لعبة كرة القدم في مقاطعة السواني بمدينة طنجة في المغرب، تم تأسيس فريق شبيبة طنجة للفتيات، بعد أن دفعهن عشقهن لمحبوبة الجماهير المستديرة إلى أحضان ملعب حالوية، ليكون بذلك أول فريق للفتيات في السواني.
خاض الفريق المتكون من 10 لاعبات حصته التدريبية الثانية يوم الجمعة 18 كانون الأول/ ديسمبر الجاري على الساعة التاسعة والنصف صباحاً، بعد أن كانت أول حصة الأولى يوم الأحد الذي سبقة، أي في الثالث عشر من الشهر الجاري.
وقام الفريق، تحت إشراف مدربهن، ببعض التدريبات والحركات التسخينية والتعرف على قوانين ومبادىء اللعبة وما تطلبه من مثابرة و جهد لبلوغ مستويات متقدمة .
اعتبر مدرب الفريق النسوي عثمان التمسماني دينار، 31 سنة، أن العدد المكون للفريق حالياً مناسب و مشجع كانطلاقة في عالم كرة القدم النسوية بمقاطعة السواني التي تشهد للمرة الأولى فريقا كرويا للفتيات.
وأوضح لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية في المغرب هدى لبهالة أن “عمله في التدريب لسنوات طويلة في ملاعب تابعة لمقاطعات أخرى بمدينة طنجة تضم فرق نسوية، جعله بعد عمله في ملعب حالوية كمدرب لفريق الذكور يفكر في فتح المجال أمام بنات المنطقة”.
وأشار إلى أنه قام “بوضع إعلان عبر الفايسبوك للراغبات في المشاركة وممارسة كرة القدم مجاناً، خاصة الأعمار المتراوحة بين 15 و 12 سنة، و التحق في نفس الأسبوع من الإعلان مجموعة من فتيات المنطقة”.
وقال دينار إنه تمكن في ظرف أيام من الحصول على فريق كروي للفتيات، مشيراً إلى أن “المشاركات فرحن بهذه المبادرة وبدى ذلك واضحا خلال الحصص التدريبية وحضورهن باكراً قبل وقت التدريب بلباسهن الرياضي وتركيزهن خلال شرح طريقة اللعب”.
وأضاف المدرب عثمان التمسماني دينار أن طموحاته المستقبلية كمدرب لأول فريق للفتيات بمقاطعة السواني هو أن يخوض رفقة فريقه مباريات وطنية وتمثيل المغرب في المحافل الدولية وفسح المجال أكثر أمام كرة القدم النسوية والنهوض بها”.
كما تمنى دينار في نفس الوقت أن “يتدخل المسؤولين بجهة طنجة لتوفير الدعم المادي واللوجستيي لخلق أجواء أكثر ملائمة لأبناء المنطقة والمضي قدما بكرة القدم النسوية”.
من جهتها، عبرت آية الركراكي، 13 سنة، وهي إحدى اللاعبات ضمن فريق الفتيات، أمام مراسلة “تطبيق خبّر” عن فرحها بهذه الخطوة التي كانت لصالحهن ومنحتها فرصة إظهار مواهبها الكروية وتعلم المزيد عن طريق التدريبات بملعب حالوية.
أضافت الركراكي أن حبها لكرة القدم كان يدفعها في السابق إلى لعب الكرة بمفردها في سطح منزلهم، لكن اليوم اتيحت لها فرصة الالتحاق بفريق الفتيات داخل الملعب الذي كانت تحلم في كل مرة تمر بجانبه أن تقوم بالتدرب واللعب على أرضيته و تقنين طريقة لعبها.
وأوضحت الركراكي أن هدفها هو النجاح رفقة الفريق الحالي الذي تنتمي إليه والبرهنة على أن الفتيات كعنصر نسوي بامكانهن الوصول إلى درجات أعلى في المجال الكروي كما في الفرق الرجالية، وذلك “من خلال المشاركة في مباريات إقليمية ووطنية ولما لا دولية أيضاً وتحقيق المراكز الأولى”.
في سياق متصل، قالت سامية العلوي، 15 عاماً، وهي من اللاعبات بالفريق أيضاً، أن تأسيس فريق كروي خاص بالفتيات في سنها وسن زميلاتها يعتبر أمراً إيجابياً ونهوضاً بكرة القدم النسوية.
ورأت العلوي أن التحاقها بالفريق سينعكس أيضاً على دراستها، إذ أن حضورها للحصة التدريبية الأولى والثانية غيّر نشاطها المعتاد وزاد حماسها ورغبتها في النجاح في دراستها وفي كرة القدم وخوض مباريات مستقبلية تنافس فيها رفقة فريقها فرق شهيرة.
كما أشارت العلوي إلى أن دعم والديها وموافقتهما على تسجيلها في أول فريق للفتيات بالمقاطعة التابعة لها زاد من تشبثها باللعبة التي أحببتها وهي في سن الثامنة من خلال لعبها مع أبناء الجيران، ليتحول الأمر إلى حينها هواية.
وأعربت اللاعبة سامية العلوي لمراسلة “تطبيق خبّر” عن رغبتها في أن أن تصير مدربة لفريق نسوي في المستقبل وتشارك جيلاً جديداً خبراتها التي ستراكمها على مر السنوات المقبلة في كرة القدم .
تجدر الإشارة إلى أن كرة القدم في المغرب لطالما ارتبطت بالفرق الرجالية فقط في إهمال تام للعنصر النسوي، لكن شيئاً فشيئا بدأت تظهر الفرق النسوية في عدد من المناطق المغربية. وبالرغم من تمكن بعض الفرق النسوية من إثبات وجودها، ظلت مناطق أخرى تعاني من احتكار الذكور للعبة كما هو الحال بمقاطعة السواني بطنجة.
وعلى مستوى العالم، فإن كرة القدم النسوية حصلت على شعبيتها الأولى وعلى نطاق واسع خلال الحرب العالمية الأولى، عندما ساهمت المصانع في دعم اللعبة كما فعلت للكرة الرجالية قبل 50 سنة.
في ذلك الحين، كان فريق سيدات “ديك وكير” من مدينة بريستون الانجليزية من أنجح الفرق. وكانت اللاعبات فيه من العاملات في مصنع مملوك من قبل الاسكتلنديين “ويليام ديك” و “جون كير” بعد أن تغلبن على فريق الرجال العاملين في المصنع ذاته.
وساهمت بعدها اللاعبات في جمع التبرعات للعديد من القضايا المهمة أثناء الحرب، و لعبن مباريات دولية ضد فريق من باريس وشكلن أغلبية المنتخب الانكليزي النسائي الذي هزم مثيله الاسكتلندي بنتيجة 22-0.