استؤنفت الرحلات الجوية إلى مدينة الصويرة في المغرب بعد توقف دام شهور عديدة جراء جائحة فيروس كورونا المستجد.
وحطت بمدينة الصويرة يوم أمس الجمعة طائرة سياحية قادمة من فرنسا وعلى متنها أزيد من 140 سائحاً، بعد أن استأنفت مجموعة من الشركات نشاطها.
حطت الطائرة على مدرج مطار الصويرة موكادور في الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي، وهي الأولى خلال الأسبوع الحالي. وقد ساهمت في إعادة الحياة للنشاط الاقتصادي المحلي.
قدم السياح إلى الصويرة بمناسبة موسم أعياد الميلاد ورأس السنة. ومنهم من يزور المدينة لأول مرة، ومنهم من دأب على زيارتها بشكل دوري، وآخرون يملكون منازل بضواحي المدينة يزورونها بشكل مستمر.
وكعادة المطارات خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، وإجراءات الحد من انتشارها، كان في استقبال الركاب الفريق الخاص بفيروس كورونا المستجد والمكلف بالمراقبة على مستوى الحدود الجوية، التابع لوزارة الصحة المغربية.
يقوم هذا الفريق بالمهام المنوطة بتكليفه بمراقبة جميع الركاب، بدءا بوثيقة الحالة الصحية، مروراً بوثيقة اختبار كورونا المنجز قبل 72 ساعة من السفر، وانتهاءً باختبار آني يجريه الفريق لكل راكب على حدة.
هذه الإجراءات المشددة التي تلزم كل سائح زائر للمغرب، تم إقرارها من لدن وزارة الصحة ضمن بروتوكول خاص، يهدف إلى الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، لأجل الحفاظ على حركية البضائع والأفراد، لتفادي الآثار السلبية التي يمكن أن تترتب جراء توقف النشاط الاقتصادي.
وبما أن اقتصاد مدينة الصويرة يقوم بشكل أساسي على النشاط السياحي، فقد أدى الشلل العام للحركة العالمية جراء الجائحة، إلى ضرب الاقتصادات المحلية والعالمية. وفي الصويرة فقد ظهرت آثار تعطل القطاع السياحي خلال ثمانية أشهر بشكل كبير بالنظر لغياب نشاط اقصادي بديل.
وعلى غرار المكتب الوطني للمطارات، شرعت إدارة مطار الصويرة موكادور في التواصل مع مدراء شركات الطيران لأجل استئناف الربط الجوي بين المدينة وعدة دول أروبية مقابل تسهيلات مشجعة تتجلى أساساً في مجموعة من التدابير التحفيزية الموضوعة لصالح شركات الطيران، خصوصا الإدارية والضريبية منها.
في هذا الإطار، أفاد محسن عمار، وهو رئيس فريق فيروس كورونا المستجد بمطار الصويرة، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني بالمغرب يوسف أسكور، أن “عمل الفريق يتجلى في تقديم تقارير دقيقة حول كل راكب، ومراقبة صحة الوثائق المقدمة، وخصوصاً التأكد من ألا تتجاوز مدة إجراء الاختبار 72 ساعة لضمان السلامة الصحية لكل راغب في دخول المغرب”.
وأضاف عمار أن “مدة مراقبة كل راكب تتراوح بين دقيقتين إلى خمس دقائق، خصوصاً أن الوزارة وفرت إمكانية إجراء اختبارات سريعة، الشيء الذي يساهم في تسريع وتيرة عملية المراقبة قبل المرور لأجل استكمال بقية الإجراءات الأمنية”.
كما أكد عمار أن عملية المراقبة تم الشروع فيها منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، “ويقوم الفريق بالتنسيق مع إدارة المطار بمراجعة المطار بشكل دوري عند موعد وصول كل طائرة لأجل الإشراف على العملية”.
كان لزيارة السياح القادمون لمدينة الصويرة وقع خاص على جميع مهنيي المدينة، خصوصاً المشتغلين في مجال الصناعة التقليدية الذين عرف نشاطهم تعطلاً كاملاً جراء توقف السياحة.
وينتظر من هذا الفوج من السياح تحريك عجلة الاقتصاد المحلي ولو نسبياً بالنظر إلى صغر حجم المدينة، وتركز أغلب الصناع التقليديين وأصحاب محلات الآثار داخل الأسوار العتيقة.
جمال البدوي، وهو صانع تقليدي متخصص في صناعة خشب العرعار الذي تتميز به المدينة، أوضح لمراسل “تطبيق خبّر” مدى تضرر قطاع صناعة خشب العرعار جراء توقف حركية القطاع السياحي، وأعرب بالمقابل عن ارتياحه جراء استئناف الرحلات الجوية.
يعتبر البدوي السياح الأجانب الزبائن الأهم لديه نظراً لإعجابهم بالخشب الذي يشتغل عليه، وكونهم أكثر من يقتنى أعماله الفنية مقابل أثمان تشجعه على الاستمرار في هذه المهنة.
ومن المتوقع أن يعرف مطار الصويرة موكادور خلال الأسبوع المقبل أزيد من أربع رحلات متتالية لأول مرة منذ شهر آذار/ مارس المنصرم، وذلك بالتزامن مع أعياد الميلاد.
سوف تكون هذه الرحلات قادمة بشكل أساسي من كل من فرنسا، وبلجيكا، وألمانيا وإسبانيا. كما أن عدداً مهماً من السياح يأتي إلى المدينة من مدينة مراكش، التي تبعد عن الصويرة حوالى 176 كلم.
فمن المعتاد أن يستقبل مطار المنارة بمدينة مراكش عدداً أكبر من الرحلات عبر الخطوط الجوية المختلفة لأنه أكبر بكثير من مطار الصويرة، وهو ما من شأنه تخفيف الآثار السلبية التي خلفها فيروس كورونا المستجد على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
يذكر أن ليالي المبيت في الفنادق المصنفة بمدينة الصويرة ارتفعت بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بالأشهر القليلة الماضية، وهو ما شكل انتعاشة فعلية لمدينة تضررت بشكل كبير جراء جائحة كورونا المستجد.