تظاهر مئات الأشخاص أمام مبنى محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق، الجمعة، احتجاجاً على السلطات التي يتهمونها بالفساد والتسبب بأزمة معيشية خانقة.
وبدأت الاحتجاجات ضد سلطات الإقليم وأحزابه الكبرى الأسبوع الماضي، على خلفية تأخر دفع رواتب موظفي القطاع العام واقتطاعها لأشهر.
وبعد خروج تظاهرات في بلدات وقرى في السليمانية لأيام متتالية، تجمع المئات، الجمعة، أمام مبنى المحافظة.
وقالت الموظفة في القطاع العام فاطمة حسن (25 عاماً) من أمام المبنى “جئت لأتظاهر من أجل مرتبي وحياة أطفالي، ضقنا ذرعا من هذه المعاناة”.
ونادى المحتجون بشعارات ضد السلطات المحلية التي اتهموها بالفساد.
وحاول المشاركون غلق الطريق أمام مبنى المحافظة، لكن سرعان ما تدخلت شرطة مكافحة الشغب واستخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وقالت النائبة السابقة في برلمان الإقليم بيمان عز الدين إن قوات الأمن أوقفت نحو عشرة من منظمي التظاهرة بعد انطلاقها.
وأفاد أحد أقرباء عز الدين في وقت لاحق أنه جرى توقيفها مع المتظاهرين.
كردستان العراق.. الحكم الذاتي
وتتمتع المنطقة الكردية في العراق بحكم ذاتي يحظى بدعم غربي، تأسس قبل إطاحة نظام الرئيس صدام حسين عام 2003.
وعقب عام 2003، واصلت سلطات كردستان العراق زيادة عدد موظفي القطاع العام بالتوازي مع مساعي لجذب استثمارات خارجية.
ويعيش 36 بالمئة من الأسر في الإقليم الذي يسكنه ستة ملايين شخص على أقل من 400 دولار شهرياً، وفق الأمم المتحدة.
ويتصاعد الغضب الشعبي منذ أعوام ضد النخبة الحاكمة، وتم توجيه اتهامات بالفساد واختلاس الأموال العامة لعائلة بارزاني التي ينحدر منها رئيس الإقليم ورئيس وزرائه.
وتتشابه التظاهرات العفوية في الإقليم مع الاحتجاجات التي انطلقت في بغداد والمناطق ذات الأغلبية الشيعية في تشرين الأول/اكتوبر 2019.
وقوبلت التظاهرات الأخيرة في كردستان العراق بعنف، لا سيما في البلدات والقرى في ضواحي محافظة السليمانية.
وقُتل حتى الآن سبعة أشخاص على الأقل على خلفية الاحتجاجات، وفق مسؤولين محليين و”الهيئة العليا لحقوق الإنسان” في بغداد.
وسقط آخر الضحايا الخميس في بلدة كِفري، وفق ما أكد مصدر محلي و”الهيئة”.