تتّجه ألمانيا إلى ترحيل بعض اللاجئين السوريين المدانين منهم بجرائم أو أولئك الذين تعتبرهم خطرين، إلى سوريا مرة أخرى، ما يثير جدلا واسعا في البلاد.

وبحلول الجمعة، يُتوقع أن يصدر وزير الداخلية هورست سيهوفر المؤيد لاستئناف عمليات ترحيل السوريين إلى بلدهم وفق شروط معينة، قراراً مع نظرائه في المقاطعات الألمانية الـ16 بهذا الشأن.

وعلّقت ألمانيا منذ العام 2012 عمليات الترحيل إلى سوريا بسبب النزاع الدامي الذي أسفر خلال قرابة عشرة أعوام عن أكثر من 380 ألف قتيل وملايين اللاجئين

إلا أن الوزير المحافظ هورست سيهوفر يأمل حالياً بإجراء تقييم “لكل حالة على حدة على الأقل للمجرمين والأشخاص الذين يُعتبرون خطرين”.

وقالت متحدثة باسم سيهوفر إن تعليق إعادة بعض السوريين الذي يتجدد في كل فصل، “لا يمكن أن يُطبّق من دون استثناء”، مما أثار غضب اليسار وحزب الخضر وكذلك منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان.

واعتبر الوزير الأمر بمثابة رسالة إلى المخالفين السوريين الذين يرتكبون جرائم أو يعرضون أمن الدولة للخطر مفادها ان هذه الممارسات جعلتهم “يخسرون حقهم في الإقامة في ألمانيا”.

وتصطدم هذه الإرادة السياسية بعقبات كبيرة على غرار دول غربية أخرى، حيث قطعت برلين علاقاتها الدبلوماسية بدمشق وليس لديها إذاً متحدث باسمها في سوريا.

تباين في ألمانيا تجاه ترحيل لاجئين سوريين

ويدعم مجمل قادة المقاطعات الألمانية وهم محافظون مؤيدون للمستشارة أنغيلا ميركل، تبديل هذا الحظر العام.

في المقابل، في المقاطعات التي يحكمها الاشتراكيون الديموقراطيون، فإن فكرة الوزير تثير الرفض.

ويأتي المشروع بعد اعتداء مفترض نُسب إلى لاجئ سوري لديه سوابق قضائية كثيرة ما أثار النقاش مجدداً حول استقبال طالبي اللجوء.

وتعارض منظمات غير حكومية بشدة هذا المشروع. واعتبر الأمين العام للفرع الألماني من منظمة العفو الدولية ماركوس بيكو أن نظام الأسد يواصل “الوقوف خلف عمليات خطف وتعذيب منهجي وتصفية عشرات آلاف الأشخاص”.

وفي تقرير سري كشفت عنه صحيفة “تاغ شبيغل” الألمانية، تعتبر وزارة الخارجية أيضاً أن الوضع الأمني “غير مستقر” وأن “الوضع الإنساني والاقتصادي لا يزال سيئا جداً”.

وتقوم ألمانيا يشكل منتظم بترحيل أفغان رُفضت طلبات لجوئهم، مؤكدةً أن بعض المناطق في أفغانستان آمنة.

وتراجع عدد السوريين الذي يقدمون طلبات لجوء في ألمانيا نسبياً منذ العام 2017، لكن سوريا لا تزال تتصدر الدول التي يتقدم مواطنوها بطلبات لجوء في ألمانيا.

بين كانون الثاني/يناير ونهاية أيلول/سبتمبر، قدّم 26775 سورياً طلبات لجوء. في أكثر من 88% من الحالات، مُنحوا الحماية.