يتسبب ضعف الإنترنت في قضاء سنجار بمحافظة نينوى في العراق بإعاقة السنة الدراسية التي تتم عبر التعليم الإلكتروني بعد أن فرضته جائحة فيروس كوفيد 19.
ليس قضاء سنجار الأول ولا الوحيد المتضرر من فيروس كوفيد 19، بل غالبية المناطق العراقية. فوفق تربويين عراقيين لا يستطيع غالبية الطلبة التعامل مع التكنولوجيا نظراً للبيئة الاجتماعية أو الفقر.
المعلم “قاسم خلف” تحدث لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني ذياب غانم خلف، قائلاً، “أتألم عندما أرى طلبتي بهذا الوضع، فهم أشبه بالسجناء في المنصات الإلكترونية”.
وطالب خلف وزارة التربية العراقية بإيجاد حلول أخرى لئلا يضيع كل تعب الطلبة، مشيراً إلى أن “الغبار يلوح حولهم، ربما لا يوجد حتى في العراق ظروف مشابهة لظروف قضاء سنجار، فهناك نقص في الكتب ونقص في الكوادر التعليمية وانقطاع متكرر في الكهرباذا ما توفرت فالإنترنت ضعيف”.
وكانت وزارة التربية العراقية قد أعدت خطة طارئة لاستئناف العملية التعليمية، باعتماد نظام تعليمي يمزج بين التعليم التقليدي والإلكتروني.
وحددت الوزارة الدوام في حرم المدرسة بيوم واحد فقط، بينما تكون الدراسة في الأيام الباقية في المنازل عبر المنصات الإلكترونية. كما ألغت عطلة يوم السبت ليصبح الدوام الدراسي ستة أيام في الأسبوع.
أوضح المعلم خلف أن الوزارة لم تتغاضَ عن مشكلة الإنترنت بل “وضعت حلاً بديلاً لكن الحل أصبح مشكلة أخرى يعاني منها الطلبة في سنجار”.
وأشار إلى أنه “بالرغم من أن الطالب الذي يعاني من ضعف الإنترنت يستطيع الاستفادة من التلفاز عبر القناة التربوية، لكن غالبية قرى ومجمعات قضاء سنجار تعاني من نقص الكهرباء، وكذلك لا توجد مولدات كهربائية أهلية”.
ولفت خلف إلى أن “مدارسنا هدمت جراء الحرب، والمعلمين هاجروا بنسبة كبيرة إلى خارج العراق باحثين عن مأوى آمن، أما كورونا فعمقت جراحنا أكثر لان خطوط الإنترنت ضعيفة ونعاني من فقر شديد”.
وأوضح أنه لا يمكن للجميع شراء الأجهزة اللوحية لأطفالهم، وإن تم ذلم فغالبيتهم لا يجيدون استخدام التكنولوجيا.
وناشد المعلم خلف المسؤؤلين مشيراً إلى “معاناة الأهالي منذ ست سنوات، من النزوح إلى المآسي والتصحية لكل شيء”، متسائلاً “لماذا لا نزال نضحي بكل شيء؟ ولماذا نحن نحمل مسؤولية ضياع مستقبل أطفالنا”؟
في هذا الإطار، التقى مراسل “تطبيق خبّر” مع والد الطفل قيدار الذي يدرس في المدارس العربية. الوالد خلف يخاف على مستقبل طفله في ظل أزمة التعليم هذا العام.
بيّن الوالد خلف أن أقرب مدرسة عربية تبعد عن قريتهم نحو ثلاثة كيلومترات، مشيراً إلى أنه لا الدوام الطبيعي في حرم المدرسة يخفف عنهم، ولا التعليم الإلكتروني يضمد وجعهم. ورأى أنه “لا يمكن أن يقارن العراق بالبلدان المتقدمة”.
وأضاف خلف، “نحن كمجتمع عشائري لا نمتلك القدرات للتعامل مع التكنولوجيا، فالكثير منا لا يعرف حتى القراءة، كما لا نستطيع مساعدة أطفالنا في التعليم الإلكتروني الذي يتم اعتماده جراء انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم”.
يذكر أنه بعد مرور ست سنوات على اجتياح داعش لقضاء سنجار ومن من تحريره، افتتح فيه 30 مدرسة ابتدائية للدراسة العربية، بواقع حوالي 12 ألف طالب و10 مدارس متوسطة وإعدادية، بينما افتتحت 25 مدرسة للدراسة الكردية.
كما تستمر المنظمات الإنسانية في إعادة بناء وتأهيل المدارس المتضررة جراء هجوم داعش على قضاء سنجار في أغسطس 2014.