قال الصحفي المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، سعيد عبدالله بكران، عن أن هزيمة تنظيم القاعدة في قيفة في البيضاء، تسببت في تشتت أفراد التنظيم باتجاه شبوة ومأرب وأبين.
وأوضح بكران، لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في اليمن عمر يعقوب، أن غالبية أفراد للقاعدة انسحبوا باتجاه الصومعة، وهي آخر معاقل التنظيم في البيضاء. كما أشار بكران إلى أن أجنحة تنظيم القاعدة في اليمن باتت تعاني تشتت وتشظي كبيرين وانشقاقات، كان أبرزها انشقاق القيادي في التنظيم أبو عمر النهدي مع مجموعة من مقاتليه.
ولفت النظر إلى أن الحدث الأكبر في صفوف التنظيم هو اختراق الجواسيس، إذ استطاعوا الإطاحة بعدد كبير من قيادات الصف الأول.
وأردف أن ذلك جعل الجناح الأمني في القاعدة يقوم بمراجعة كبيرة داخل أفراده، وقياداته، ما جعل التنظيم في حاله تخبط واضح، وأدى ذلك إلى تصفية عدد من القادة بتهمه الجاسوسية. وعما إذا كان هناك أسماء قيادات غير النهدي قد تركت التنظيم أيضا، بيّن بكران أنه حتى الآن لم يعلن عن عدد القيادات التي انشقت مع أبو عمر النهدي.
واستبعد المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة أن يتم الإعلان عن الأسماء المشنقة، إذ يعتمد التنظيم التكتم عن أي معلومات أو عن أسماء القادة، مؤكداً أن العدد المنشق كبير والدليل على ذلك هي مراسلات محاولة الصلح بين الطرفين التي تم الكشف عنها مؤخراً.
كما أضاف بكران لمراسل “تطبيق خبّر” أنه يستبعد أن يكون المنشقون عن التنظيم، مستعدين لنبذ العنف كون سبب انشقاقهم هوا إعدام أحد القادة، ويدعي فياض الحضرمي فقط.
وأشار بكران في معرض حديثه إلى المراسلة التي تم الكشف عنها، وكانت موجهة من النهدي إلى زعيم القاعدة في جزيرة العرب خالد باطرفي، وطلب فيها إيصالها إلى من وصفه الدكتور ويقصد به أيمن الظواهري، وقال فيها إنه أميرهم وهم يتبعونه في السمع والطاعة.
وبيّن بكران أن ذلك دليل على أن المنشقين لا يزالون يدينون بالولاء للظواهري، زعيم القاعدة، لكن الخلاف مع قاده التنظيم في اليمن فقط . من جانبهم، رأى العديد من المواطنين اليمنيين أن قبول التأبين من المتطرفين في المجتمع، يجب أن يرافقه عملية إصلاح لسلوكياتهم وإعادة تأهيلهم نفسياً وفكرياً.
كما رأوا وجوب استمرار مراقبتهم على المدى القصير والمتوسط، لكون بعض الأفكار المتطرفة تبقى كعقيدة راسخة في تفكير العديد من منهم، حتى وأن بدا عليهم بعض الاعتدال، وأرادوا العودة للمجتمع المدني. وشدد عدد من المواطنين المستطلعين على ضرورة أن تعالج الأسباب الرئيسية التي أدت بهؤلاء إلى الانحراف، وفي مقدمتها العوز المادي.
وأوضح هؤلاء أن التنظيمات الإرهابية استغلت حاجة الكثير من الشباب اليمني للمال، وقامت باستقطاب العديد منهم وفقاً لهذا السبب، مشيرين إلى أهمية إيجاد بديل مكافئ يفي باحتياجاتهم ويغطي جوانب النقص لديهم.