هاجم المتمردون الحوثيون في اليمن، الاثنين، محطة توزيع للمنتجات البترولية تابعة لشركة أرامكو في شمال مدينة جدة غرب المملكة العربية السعودية بصاروخ، ما أدّى إلى نشوب حريق في خزان للوقود، من دون أن يوقع ضحايا أو يؤثّر على إمدادات الشركة، بحسب ما أعلنت الرياض.
ووقع الهجوم غداة استضافة المملكة قمّة مجموعة العشرين الإفتراضية، وبعد أكثر من عام على استهداف منشآت لأرامكو في شرق المملكة في عملية غير مسبوقة أحدثت اضطرابات في سوق النفط العالمي.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية في بيان، إنّه عند الساعة 03,50 بالتوقيت المحلي (00,50 ت غ) “وقع انفجار تسبب في نشوب حريق في خزّان للوقود في محطة توزيع المنتجات البترولية في شمال مدينة جدة نتيجة اعتداء إرھابي بمقذوف”.
وأوضح المصدر أنّ فرق الإطفاء تمكّنت من إخماد الحريق، “وأنّه لم تحدث جراء ھذا الإعتداء إصابات أو خسائر في الأرواح كما أنّ امدادات شركة أرامكو السعودية من الوقود لعملائھا لم تتأثر”. وأكّد المسؤول في وزارة الطاقة أنّ المملكة “تُدين بشدة ھذا الاعتداء الجبان، وتؤكّد أنّ ھذه الأعمال الإرھابية والتخريبية، التي تُرتكب ضدّ منشآت حيوية إنّما تستھدف أمن واستقرار امدادات الطاقة للعالم، وكذلك الاقتصاد العالمي”.
وكثّف المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات واسعة في شمال اليمن المتاخم للسعودية، هجماتهم على المملكة منذ بداية 2019 مستخدمين الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة.
التحالف يتوعد
من جهته، قال التحالف الذي تقوده المملكة في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الحكومية (واس): “ثبت تورط الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران بهذا الاعتداء الإرهابي الجبان”. واتّهم إيران مجدّداً بتزويد المتمردين بالأسلحة، قائلاّ إنّ “الأدلّة والبراهين أثبتت تورّط النظام الإيراني في تلك الهجمات الإرهابية باستخدام أسلحة نوعية إيرانية من نوع كروز وطائرات بدون طيار مفخخة”.
وقال الناطق باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالكي، إنّ الاعتداء الإرهابي الجبان لا يستهدف المقدرات الوطنية للمملكة فحسب، إنما يستهدف عصب الاقتصاد العالمي وإمداداته وكذلك أمن الطاقة العالمي. وأوضح أن هذا الاعتداء الإرهابي هو امتداد للأعمال الإرهابية باستهداف المنشآت النفطية في بقيق وخريص والتي تبنتها المليشيا الحوثية واثبتت الأدلة والبراهين تورط النظام الإيراني في تلك الهجمات الإرهابية باستخدام أسلحة نوعية إيرانية من نوع (كروز وطائرات من دون طيار مفخخة).
وبين المالكي أن استهداف المدنيين والأعيان المدنية ومنها المنشآت الاقتصادية بطريقة ممنهجة ومتعمدة يخالف القانون الدولي الإنساني وقواعده العُرفية ويرتقي إلى جرائم حرب. وأكد أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تتخذ الإجراءات العملياتية اللازمة لحماية المدنيين والأعيان المدنية، وسيتم محاسبة العناصر الإرهابية المخططة والمنفذة لهذه العمليات العدائية والإرهابية ضد المدنيين والأعيان المدنية وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
إدانات عربية ودولية
وتحاول الأمم المتحدة إعادة المتقاتلين في اليمن إلى طاولة المفاوضات لإنهاء النزاع. وأعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في بيان الاثنين عن قلقه حيال الهجوم، مشدّداً على أنّ ضرب الأهداف المدنية والبنية التحتية يشكّل “خرقا للقانون الانساني الدولي”. وطالب كلّ الأطراف بممارسة “أقصى درجات ضبط النفس وإظهار التزام جاد بالمشاركة في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة والتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية لإنهاء الصراع ومعاناة الشعب اليمني”.
كذلك دانت منظمة التعاون الإسلامي الإعتداء الإرهابي، وكذلك فعل مجلس التعاون الخليجي، معتبراً أنّ الهجوم يستهدف أمن منطقة الخليج واستقرارها، ويمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية التي تمنع استهداف المدنيين والأعيان المدنية.