لم تتمالك أم علي نفسها، وذرفت دموع الفرح بعد أن تسلمت من مؤسسة شباب الخير للتنمية، مفتاح منزل يؤويها مع أطفالها. في منطقة المخنق الصحراوية الواقعة غرب مدينة عدن، جنوبي اليمن.

تغمرها السعادة، تحدثت أم علي إلى المراسل الميداني لـ“تطبيق خبِّر” في اليمن “عمر يعقوب”، كيف شكل هذا المنزل الذي تسلمت مفاتيحه هذا الأسبوع من مؤسسة شباب الخير للتنمية، طوق نجاة بعد وفاة زوجها.

أوضحت هذه السيدة اليمنية أنها وأسرتها بدون عائل منذ 4 سنوات، يناموت في العراء حيث يقاسون برد الشتاء، ولهيب أشعة الشمس، يفترشون مجموعة من الكراتين، ويكابدون ظروفاً إنسانية غاية في الصعوبة.
شباب الخير يبنون جدران المحبة ويشعلون المواقد للأسر الفقيرة والنازحة غرب عدن

مشروع جدران المحبة في صحراء مشهور

وأكدت أم علي أنها وبتسلمها هذا المنزل باتت تأمن على أطفالها، إذ ستسطيع الآن الخروج للعمل وطلب الرزق لإطعاهم، بعد أن كان هذا الأمر يمثل لها كابوساً أثناء مكوثها في العراء، حيث كانت تنتظر مساعدة المنظمات الخيرية وفاعلي الخير فقط، خوفاً على صغارها.
بالتزامن مع فرحة أم علي باستلام منزلها الجديد، كان يمني آخر يشعر بارتياح كبير. عياش عبده، النازح من محافظة الحديدة إلى مخيم رأس عباس غرب عدن، تسلم هو الآخر موقداً وأسطوانة غاز مع توابعها، مقدمة من فاعلي خير عبر مؤسسة شباب الخير للتنمية أيضاً.
أبدى عبده في حديث للمراسل الميداني لـ“تطبيق خبِّر”، سعادته لتسلمه هذا الموقد وأسطوانة الغاز، كون ذلك سيسهل على أسرته إعداد الطعام.
وأشار إلى أتهم يفتقرون في مخيم رأس عباس إلى وسائل العيش الأساسية، مؤكداً أنه سيخفف عنه وألاده عناء الذهاب إلى مناطق بعيدة لجلب الحطب، إذ لا يوجد في المنطقة المحيطة بالمخيم أي أشجار يمكن الاحتطاب منها.
ويعتبر المنزل الذي تسلمته أم علي، والموقد الذي تسلمه عياش، اثنين من المشاريع التي تنفذها مؤسسة شباب الخير للتنمية، التي أنشأها مجموعة من الشباب المتطوعين في منطقة فُقم.
وقد كرست المؤسسة، الواقعة في قرية بئر فُقم، نشاطها في جمع التبرعات من فاعلي الخير لصالح الأسر الأكثر احتياجاً وأسر الأيتام في مناطق غرب عدن.
وقد أوضح شهاب بسيط، ضابط المشروع، في حديث للمراسل الميداني لـ“تطبيق خبِّر”، أن تسليم المنزل لأم علي يندرج ضمن مشروع جدران المحبة الذي تنفذه مؤسسة شباب الخير، ويهتم بشكل خاص بجانب السكن والمساكن، من بناء أو ترميم. ولفت إلى أنه يستهدف الأسر المحرومة التي تعاني ظروفاً صعبة، ولا تملك أي عائل لها.
وبيّن بسيط أن هناك العديد من الشروط الواجب توفرها للمستفيدين من هذا المشروع، أهمها عدم توفر أي مسكن يؤويهم، وأن يكون لدى الأسرة أطفال أيتام، وأن ينطبق عليها معايير الحماية القانونية في مجال الإيواء. وقال إن المؤسسة سبق وأن قامت ببناء وترميم 14 منزلاً حتى الآن للأسر الفقيرة وأسر الأيتام غرب عدن.

شباب الخير يبنون جدران المحبة ويشعلون المواقد للأسر الفقيرة والنازحة غرب عدن

شباب الخير للتنمية ينشطون بمساهمات فاعلي الخير

ولفت بسيط إلى أن المشروع يتمثل ببناء بيت خشبي كامل متكامل في النواحي كافة، كالنجارة، والكهرباء والماء، والمجاري، والطلاء، والديكور والطاقة شمسية، بالإضافة إلى الأثاث والفرش، مع توفير كل متطلبات العيش.
وعن مشروع توزيع المواقد واسطوانات الغاز، بيّن محمود عبدالوهاب، ضابط هذا المشروع، في حديث للمراسل الميداني لـ“تطبيق خبِّر” أن الهدف من المشروع هو سد احتياج الأسر النازحة الجديدة بأدوات المعيشة الضرورية.
وأكد عبدالوهاب أن هذا المشروع مهم جداً وحيوي لكون هؤلاء النازحين تم اجلاءهم قسرياً قبل شهر ويعيشون في العراء، مشيراً إلى أن الهدية هذه كانت خير عون لهم لمجابهة الظروف الصعبة التي يواجهونها.
كما أشار  إلى أنه يتواجد في مناطق غرب عدن، التي تمتد من الخيسة حتى عمران، حوالى تقريبا 330 أسرة نازحة قدمت بسبب الحرب في الحديدة وتعز ودماج وصنعاء. وقال إن الأسر النازحة تعيش ظروفاً مأساوية جداً، خاصة مع توقف الاغاثات والإعانات التي كانت تصرف لهم.
ونوّه عبدالوهاب، في ختام حديثه، بأن مؤسسة شباب الخير للتنمية نفذت إلى جانب هذين المشروعين، مشاريع خيرية عديدة لسكان المناطق الصحراوية غرب عدن، منها توفير خزانات حفر آبار مياه لسكان مناطق الشح المائي، وتوزيع السلال الغذائية على الأسر الفقيرة، وكذلك الحقائب والمعدات المدرسية على طلاب تلك المناطق.