قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الاربعاء، خلال افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لـ مجلس الشورى السعودي، إن المملكة تؤكد على خطورة مشروع النظام الإيراني الإقليمي، وتدخله في الدول ودعمه للإرهاب والتطرف وتأجيج نيران الطائفية، من خلال أذرعه المختلفة.
وشدد الملك سلمان على ضرورة اتخاذ موقف حازم من قبل المجتمع الدولي تجاه المشروع الإيراني، يضمن معالجة جذرية لسعي النظام الإيراني للحصول على أسلحة الدمار الشامل وتطوير برنامجه للصواريخ الباليستية وتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ورعايته للإرهاب وتهديده للسلم والأمن الدوليين.
انتهاكات مليشيا الحوثي المدعومة من إيران
وأكد العاهل السعودي على إدانة المملكة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، لانتهاكها القوانين الدولية والقواعد العرفية بإطلاق طائرات مفخخة من دون طيار، وصواريخ بالستية باتجاه المدنيين في السعودية، بطريقة متعمدة وممنهجة.
وتابع الملك سلمان أن السعودية تؤكد على دعم الشعب اليمني حتى يستعيد اليمن من خلال سلطته الشرعية كامل سيادته واستقلاله من الهيمنة الإيرانية.
وأضاف أن السعودية ستستمر في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، كما ستواصل الدعم للجهود الدولية الرامية إلى حل الأزمة اليمنية التي يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن، وفقا للمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار اليمني الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن ( 2216 ).
السعودية تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته
وفي الشأن الفلسطيني، أكد الملك سلمان أن السعودية مستمرة في وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأشار إلى مساندة المملكة للجهود الرامية لإحلال السلام في الشرق الأوسط بالتفاوض بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، للوصول إلى اتفاق عادل ودائم.
السعودية تقف مع العراق لتجنب مأسي الإرهاب
وحول العراق، قال العاهل السعودي إن المملكة تقف مع العراق وشعبه، وتساند جهود حكومته لتجنيب العراق مآسي الاقتتال والإرهاب.
كما أكد الملك سلمان على ما نتج عن الدورة الرابعة للمجلس، ومنها خطة العمل المشتركة المتضمنة المشاريع الاستثمارية بين البلدين.
السعودية تؤيد الحل السلمي في سوريا
فيما يتعلق بالصراع السوري، قال العاهل السعودي إن المملكة تؤيد الحل السلمي في سوريا وفقا لقرار مجلس الأمن ( 2245 ) ومسار جنيف ( 1 )، وتؤكد دعمها لكل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لدى سوريا، وخروج الميليشيات والمرتزقة منها والحفاظ على وحدة التراب السوري.
السعودية ترحب مجددا بتوقيع اتفاق دائم على وقف إطلاق النار في ليبيا
في الشأن الليبي، أكد العاهل السعودي متابعة هذه الشأن باهتمام وتطورات الأوضاع هناك.
كما جدد ترحيب المملكة بتوقيع اللجان العسكرية الليبية المشتركة الاتفاق الدائم على وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.
السعودية تؤكد أهمية دعم السودان في الوقت الحالي
وفي الشأن السوداني، قال الملك سلمان إن السعودية بصفتها رئيسا لمجموعة أصدقاء السودان تؤكد كذلك على أهمية دعم السودان في الوقت الحالي، وتؤكد على الدعم السياسي الكامل لمحادثات جوبا للسلام في سبيل إنجاح المرحلة الانتقالية، مشددة على أهمية الوصول إلى سلام شامل يضمن أمن وسلامة المنطقة والمجتمع الدولي.
وأكد العاهل السعودي على أهمية عدم استخدام القوة في العلاقات الدولية، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه من يتبنى سياسية التدخل في الشؤون الداخلية للغير، كما أن السعودية تشجب جميع أشكال العنف والوسائل المخلة بالأمن والسلم الدوليين، وترفض أي محاولة للتدخل في شؤونها الداخلية، وتنبذ الإرهاب والفكر المتطرف وتحارب تمويله، وتدعم الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب بكل أشكاله وصوره، بما فيها دعمها المالي لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بمبلغ ( 110 ) ملايين دولار، وإنشاء المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال)، كما استضافت المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب.
أكثر من 86 مليار دولار قدمتها السعودية على شكل مساعدات إنسانية
وفي مجال المساعدات الإنسانية والتنموية قدمت المملكة خلال العقود الثلاثة الماضية أكثر من ( 86 ) مليار دولار من المساعدات الإنسانية، استفادت منها ( 81 ) دولة.
كورونا في السعودية
وفي الشأن المحلي، قال العاهل السعودي إن المملكة حرصت خلال جائحة كورونا على إقامة الركن الخامس من أركان الإسلام في ظل هذا الظرف الاستثنائي، فاقتصر الحج العام الماضي على عدد محدود جداً من مواطنين ومقيمين.
وأضاف الملك سلمان أن تلك الجهود أتت امتداداً للتصدي المبكر المبذول من الدولة في محاصرة الوباء والحد من آثاره منذ تفشيه حول العالم.
وأشار إلى رصد أكثر من ( 218 ) مليار ريال، بهدف دعم القطاع الخاص وتمكينه من القيام بدوره في تعزيز النمو الاقتصادي خلال الجائحة.
وفيما يتعلق بالجهود الدولية لاحتواء آثار هذه الجائحة، قال الملك سلمان إن السعودية قدمت دعمها المالي لمنظمة الصحة العالمية استجابة للنداء العاجل الذي أطلقته المنظمة لجميع دول العالم، إلى جانب تقديمها حزمة من المساعدات والمستلزمات الصحية لعدد من الدول.
وتابع أن القطاع الصحي في المملكة دعم بمبلغ قدره ( 47 ) مليار لمواجهة الآثار الصحية لهذه الجائحة.
الملك سلمان: السعودية حرصت خلال ترؤسها مجموعة العشرين على تخفيف آثار الجائحة
وقال الملك سلمان إن السعودية حرصت خلال ترؤسها لمجموعة العشرين على الإسهام في التخفيف من آثار جائحة كورونا، وهذا ما نتج عن القمة الاستثنائية الافتراضية التي تم الدعوة إلى عقدها في السادس والعشرين من مارس المنصرم، لتنسيق جهود مواجهة وباء کورونا، في سبيل اكتشاف لقاح للقضاء عليه.
وأضاف أن المملكة تتطلع بعقد قمة مجموعة العشرين برئاسة السعودية هذا الشهر إلى إيجاد الحلول القضايا الملحة للقرن الحادي والعشرين، وتعزيز النمو والتنمية وصياغة مناهج جماعية بشأن القضايا التي تستوجب التعاون الدولي، وصنع مستقبل مزهر وواعد للمنطقة والعالم.
وأشار إلى حرص المملكة منذ تأسيس منظمة أوبك على استقرار أسواق البترول العالمية.
وتابع “المملكة عملت ولا تزال تعمل لضمان استقرار إمدادات البترول للعالم، بما يخدم المنتجين والمستهلكين على حد سواء، على الرغم من الظروف الاقتصادية التي يعيشها العالم اليوم بسبب جائحة كورونا، وانعكاساتها على أسواق البترول العالمية”.
رؤية المملكة العربية السعودية 2030
وعن رؤية المملكة العربية السعودية 2030، قال العاهل السعودي إنها خارطة طريق المستقبل أفضل لكل من يعيش في هذا الوطن.
ومن أبرز انجازات هذه الرؤية تحسين الخدمات الحكومية، ورفع نسبة التملك في قطاع الإسكان، وتطوير قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة، واستقطاب العديد من الاستثمارات الأجنبية، إضافة إلى تمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع وسوق العمل، وفق ما ذكر العاهل السعودي.
وأضاف أن الدولة ماضية في نهجها بمكافحة الفساد والقضاء عليه، والإعلان عن كل قضايا الفساد وما تتوصل إليه التحقيقات بكل شفافية.
مراتب متقدمة في المؤشرات والتقارير الدولية
وذكر الملك سلمان أن السعودية حصلت على مراتب متقدمة في المؤشرات والتقارير الدولية التي تعنى بالتنافسية، حيث “صنفت المملكة بالدولة الأكثر تقدماً وإصلاحاً من بين ( 190 ) دولة في تقرير “ممارسة الأعمال 2020” الصادر عن مجموعة البنك الدولي، إذ حققت المملكة المرتبة ( 62 ) متقدمة بمقدار ( 30 ) مرتبة عن العام الماضي، كما حصلت المملكة على المرتبة الأولى خليجياً والثانية عربياً من بين ( 190 ) دولة في تقرير “المرأة، أنشطة الأعمال والقانون 2020” الصادر عن مجموعة البنك الدولي، كما حققت قفزة نوعية في ترتيبها بمقدار ( 15 ) مرتبة خلال السنتين الماضيتين، في تقرير “الكتاب السنوي للقدرة التنافسية العالمية 2020″ الصادر عن مركز التنافسية التابع لمعهد التطوير الإداري، متقدمة إلى المرتبة” ( 24 ).