حرائق الجزائر تثير الاستغراب والتخوف
أكثر من أربعين حريقا متزامنا في ليلة واحدة اندلعت مساء أمس، الجمعة، في عدة ولايات “محافظات” جزائرية، تزامن أثار استغراب وتخوف الجزائريين، فيما توعدت السلطات بمعاقبة من يقف وراء هذه الجرائم.
على متن مروحية وصل رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد إلى قوراية بولاية تيبازة لمعاينة الحريق المهول الذي خلف قتيلين، والوقوف على حجم الخسائر الناتجة عنها ومدى تكفل السلطات بالعائلات المتضررة. وتعد قورايا واحدة من عشرات المناطق التي مستها حرائق اشتعلت بثماني ولايات جزائرية فجأة في ليلة واحدة، مساء الجمعة، ولا يزال بعضها مشتعلا وتحاول قوات الحماية المدنية إخمادها.
وكشف مدير مكتب المحميات الطبيعية واليقظة الايكولوجية فريطاس سعيد أنه تم تسجيل 41 حريقا للغابات على مستوى 8 ولايات معظمها في الغرب الجزائري.
وأشار فريطاس أن ولاية تلمسان شهدت 15 حريقا وسيدي بلعباس 6 حرائق ووهران أربع حرائق وثلاث أخرى بولاية الشلف وحريقين بعين تيموشنت وحريق واحد بمستغانم.أما بالمناطق الساحلية والوسطى- يضيف فريطاس- فقد تم تسجيل 9 حرائق بالبليدة وحريق واحدة بقوارية في تيبازة خلف قتيلين نتيجة الاختناق بالدخان الصادر عن الحريق.
وكان مواطنان من منطقة دوار مهابة بقوراية لفظا أنفاسهما الأخيرة داخل خم للدجاج، وعثرعلى جثتيهما متفحمتين، وقد تم تشييع جنازتهما مساء اليوم بمشاركة حشود كبيرة من أهالي المنطقة.
والتقى الوزير الأول الجزائري في قوارية بعائلتي الضحيتين وقدم لهما واجب العزاء و وقف على مدى تكفل السلطات بالعائلات المتضررة، في زيارة قادته للولاية بعيد نشره لتغريدة على صفحته الرسمية على فيسبوك توعد فيها من يقف وراء هذه الحرائق، وقال: ” الغابات رأسمال اقتصادي وبيئي للجزائريين كافة، لن نرضى بالتفريط فيه، سنواجه الحرائق الطبيعية بالتشجير، وكل شجرة ضاعت سنعوضها، أما ما أثبتت التحقيقات أنه مدبر ومقصود فلن نتسامح مع أعداء الحياة والمتربصين بالوطن. كل الامتنان والتقدير لرجال الحماية المدنية وحراس الغابات على شجاعتهم وإخلاصهم وتجنّدهم لصالح الوطن والمواطن . ”
تفاعل كبير مع حرائق الجزائر على مواقع التواصل
و تفاعل عدد كبير من الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي مع ما تتعرض له غابات وأراضي وطنهم والحرائق التي شبت بها فجأة دون معرفة أسبابها، خاصة وأنها تأتي متزامنة في عدد كبير من الولايات وفي فصل لم يعهدوا الحرائق به.
وذهب عدد كبير منهم للقول بأن هذه النيران أشعلت بفعل فاعل. وهو ما أيدته وزير البيئة الجزائرية السابقة فاطمة زرواطي التي اعتبرت أن حرائق الغابات التي تشهدها ولايات جزائرية في نفس الوقت “ليست عفوية”.