أخبار الآن | مقديشو- الصومال (BBC)
تمويلات مالية لعمليات إرهابية وإجرامية تصل إلى 15 مليون دولار شهرياً تحصل عليها “جماعة الشباب الصومالية”، التي تعد واحدة من أخطر الجماعات الإرهابية في الصومال، وتهدد الأمن الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي، من خلال ما تنفذه من عمليات دموية كبيرة في البلاد.
كيف تجني المال؟
وتجني الجماعة الإرهابية هذه الأموال من خلال تهديد السكان في بعض مناطق العاصمة الصومالية “مقديشو”، وفق ما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، عن معهد “هيرال” المتخصص في الشؤون الأمنية.
وتشكّل جماعة “الشَّباب الصومالية” التحدي الأمني الرئيس في الصومال، كما تعد أبرز العوامل التي تهدّد الاستقرار والأمن الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي؛ إذ تُسفِر هجماتها الإرهابية عن سقوط مزيد من الضحايا، من مدنيين وعسكريين ومسؤولين حكوميين وغيرهم.
من يدفع هذه الأموال؟
كما تمارس هذه الجماعة إرهابها على الشركات وتبتزها وتهددها، من أجل الحصول على الأموال تحت تهديد التدمير والخراب وقتل أصحابها أو العاملين فيها؛ حيث يتوجب على هذه الشركات دفع الأموال تحت التهديد.
وقال معظم رجال الأعمال والموظفون الحكوميون وغيرهم ممن يدفعون أموالاً إلى الشباب الصومالية الإرهابية لباحثي هيرال، إنهم يفعلون ذلك فقط بدافع الخوف. وأضافوا أن “دفع الضرائب لجماعة الشباب ليس عملاً طوعياً”. ليس هذا فحسب، بل ويتعرض من يرفض دفع المال للقتل أو الإجبار على إغلاق أعماله التجارية والفرار من البلاد.
ووفق التقرير الصادر عن معهد “ميرال”، فإن العديد من الموظفين يتلقون اتصالات من جماعة الشباب الصومالية الإرهابية، يهددونهم فيها بدفع رواتبهم عنوة وإلا فإنهم سوف يتعرضون لعمليات قتل وإرهاب وعنف وتدمير، كما يهددونهم بقتل عائلاتهم وأحبائهم.
ضرائب على إيرادات الميناء!
كما تفرض الجماعة الإرهابية دفع الأموال على واردات الميناء البحري عبر السفن، وعلى أصحاب العقارات؛ حيث تلزم الجماعة الإرهابية من يقومون ببناء العقارات مثل المساكن والمجمعات السكنية بدفع مبالغ لها وإلا فإنها تقوم بقتلهم، كما تفرض مبالغ مالية بطريق العنف على المحاصيل الزراعية والحيوانية.
ووفق التقرير، فإن المزارعين يدفعون المال مقابل الري واستخدام الأنهار والقنوات لري حقولهم في مناطق احتلال الجماعة.
وسأل التقرير، كيف يدفع المزارعون المال مقابل الري واستخدام الأنهار والقنوات لري حقولهم في المناطق التي تحتلها الشباب الإرهابية؟. وتابع، أن مزارعاً اشتكى من أنه أُجبر على دفع ضرائب تشغيل لجراره حتى عندما كان خارج الخدمة بسبب مشاكل فنية”.
كما كشف قائد عسكري في الجيش الصومالي، بحسب التقرير أنه اضطر للاختيار بين التخلّي عن بناء منزل له أو دفع أموال للجماعة الإرهابية، لكنّه في النهاية فع المبلغ المطلوب، فقد دفع 3600 دولار وأكمل بناء المنزل.
كما تحدث وكيل عقارات في مدينة كيسمايو الساحلية الجنوبية حول كيفية تواصل الإرهابيين مع زميل له، “في ضوء تفاصيل المعاملات التي أجروها وأجبروه على دفع مبلغ غير قابل للتفاوض”.
المرور الآمن
كما تلزم الشباب الصومالية الإرهابية المارين في الشوارع والمناطق العامة بدفع مبالغ مالية تحت تهديد العنف والسلاح وإلا فإنهم سيقومون بقتلهم، عند نقاط فرضوها في الشوارع والمناطق العامة.
ودعا تقرير معهد هيرال إلى دعم الوضع الأمني، لمواجهة الجماعة المتطرفة التي تحاول بسط نفوذها على مناطق تسيطر عليها الحكومة المتمركزة في العاصمة مقديشو.
وتتبع جماعة الشباب الصومالية فكرياً لتنظيم القاعدة الإرهابي الذي يتزعمه أيمن الظواهري، وتتهم من عدة أدول بالإرهاب بينها الولايات المتحدة الأمريكية، النرويج والسويد.