أخبار الآن | الوادي – الجزائر (تطبيق خبّر)

لم يكن يدرك إبراهيم وهو واحد من المستثمرين القدامى في المجال الزراعي أنه يمكن لمزرعته الواقعة بولاية الوادي جنوب الجزائر أن تنتج كميات معتبرة من الشمندر السكري في تجربة هي الأولى من نوعها في الجزائر. إذ بعد التواصل مع مجموعة من الباحثين في المجال الزراعي وتجريب هذا النوع من الزراعة كللت المحاولة بنجاح باهر، بالرغم من قساوة الطبيعة الصحراوية والتربة الرملية وملوحتها.

 

وفي تصريح لمراسل “تطبيق خبّر” الميداني في الجزائر عبد المؤمن لعرابي، أوضح صاحب المزرعة أن تجربة زراعة الشمندر السكري جاءت تتويجاً لعدة دراسات وتجارب سابقة بالتعاون مع مجموعة باحثين من جامعة حمة لخضر بولاية الوادي ما قد يؤهلها مستقبلاً لأن تصبح واحدة من أكبر المستثمرات في هذا المجال.

انطلقت الفكرة من مخابر جامعة الوادي، لتتحقق بعد ذلك على أرض الواقع في كل من بلديات قمار، وكوينين، وحاسي خليفة. وأعطت نتائج باهرة بمردودية تفوق ألف قنطار في الهكتار الواحد بنسبة سكر يصل إلى 19 في المائة، في أراضٍ لم تكن صالحة للزراعة من قبل، تفوق فيها نسبة الملوحة 5 غ في اللتر الواحد.

وفي تصريح لمراسل تطبيق خبّر، قال الباحث أحمد علالي أحد المتابعين لهذا النوع من الزراعة أن “النتائج المخبرية التقنية التي أجريت على هذه الزراعة ذات الأهمية الصناعية، كانت ناجعة بمنطقة الجنوب، فيما لا يزال عدد من التجارب المخبرية متواصلة على أنواع أخرى من الزراعات الاستراتيجية التي يمكن أن تكون رافداً للزراعات الصناعية في الجزائر”.

وتتمثل الجدوى الاقتصادية لهذا النوع من الزراعة بالنسبة للفلاح بأنها زراعة صناعية تزرع على مساحات كبرى وتضمن مدخولاً مشجعاً، إذ تباع كل المحاصيل للمصانع بأسعار تنافسية مقارنة بتكلفة انتاجها. كما لا تتطلب الكثير من اليد العاملة والمصاريف بينما يتطلب الأمر من خمس إلى عشر سنوات لتحقيق الاكتفاء الذاتي كليا في الجزائر.

ويسعى الباحثون والفلاحون في هذه المنطقة لتطوير هذه الزراعة باعتبارها الوحيدة التي تسمح بالقضاء نهائيا على فاتورة استيراد مادة السكر التي بلغت سنة 2019 أزيد من 726 مليون دولار حسب الاحصائيات الرسمية لمديرية الدراسات والاستشراف الجمارك.

يذكر أن زراعة 80 ألف هكتار من الشمندر السكري يمكنها تحقيق اكتفاء ذاتي كلي من المواد الأولية للسكر، حيث تنتج 1.5 مليون طن من السكر. وتم حتى الآن تجربة زراعة هذا المنتج على مستوى 15 موقعاً فلاحياً بالولاية، في انتظار توسيعها لتشمل العديد من الأراضي الصحراية.