أخبار الآن | عدن – اليمن (تطبيق خبّر)
الشاب علي معروف، وهو ناشط مجتمعي من أبناء منطقة فُقم، أكد للمراسل الميداني لـ”تطبيق خبِّر”، أن مضخة مشروع فُقم، الذي افتتح رسمياً نهاية عام 2017، بعد تشييده على نفقة دولة الكويت، لم تصمد سوى عام واحد أمام الطلب المتزايد على المياه. وأضاف: “جرى إصلاحها لكن عطلاً أصاب زعانف المضخة الرئيسة ما أدى إلى توقفها عن العمل تماما، ويتركز العمل حالياً على المضخة الاحتياطية فقط، لكننا قلقون من الدخول في دوامة كبيرة جداً في حال توقفت”.
ولفت علي معروف إلى أن أبناء تلك المناطق التي تغذيها المضخة بالمياه عانوا كثيرا في السابق إذ كانوا ينقلون الماء على متن الحمير ويقطعون مسافات طويلة لجلبها. وكانوا يفضلون هذه المشقة على شراء “بوزة” ماء، أي صهريج ماء على متن سيارة يتعدى سعره 15 ألف ريال يمني (حوالى 60 دولار)، ولا تكفي سوى ثلاثة أيام على الأكثر.
ونوّه علي معروف بأن المشروع حقق اكتفاءً ذاتياً من المياه للأهالي، إذ تتمكن مضخاته من ملء الخزان الرئيسي في منطقة فُقم وسعته 500 ألف جالون، قبل أن يتم تخفيض كمية الضخ إلى النصف تقريباً، والضخ مباشرة إلى شبكة التوزيع لتخفيف الضغط على المضخة المتبقية.
ويعيش في مناطق فُقم وعمران ورأس عمران الساحلية مجتمعة قراب 10 آلاف نسمة، أغلبهم من الصيادين وذوي الدخل المحدود، فضلاً عن عشرات الأسر التي نزحت من المحافظات القريبة جراء الحرب الدائرة في أجزاء من البلاد. وتفتقد لأبسط المشاريع التنموية والخدمية التي تقدمها الدولة.
في المقابل، أطلق نشطاء في هذه المناطق حملة لجمع التبرعات لشراء مضخة جديدة لضمان عدم توقف المحطة عن العمل نهائياً. وذكر رئيس اللجنة المجتمعية، ومنظم الحملة، ياسر محمد علوان، للمراسل الميداني لـ“تطبيق خبِّر”، أن الحملة أطلقت بعد أن أوصدت الجهات المعنية والمنظمات أبوابها لدعم هذا المشروع. وأوضح أن تبرعات فاعلي الخير وفرت حوالى ثلثي قيمة المضخة فقط، والتي تكلّف ما يقارب 9 آلاف دولار أمريكي.
أضاف علوان: ” لكن للأسف توقفت التبرعات التي كانت تأتينا بصورة شخصية، لذا نحن الآن نطرق مرة أخرى أبواب الخيرين بشكل علني للمساهمة في استكمال قيمة المضخة”.
ويأمل كل من علي معروف وياسر علوان وقبول ومعهم حوالى ألفي أسرة تسكن تلك المناطق أن ترق إليهم قلوب الخيرين، لينجو الجميع من الخطر الحقيقي الذي يتهددهم.
الجدير بالذكر أن سكان محافظة عدن عموماً، يواجهون مشكلات في وصول المياه، بسبب انتشار الربط العشوائي، وتهالك شبكة التوزيع، وضعف كميات المياه المنتجة من الآبار، إذ تتم عملية الضخ للمواطنين في ساعات محددة فقط من اليوم، وقد يضطر سكان المناطق المرتفعة الانتظار أياماً للحصول على حصتهم من المياه.