أخبار الآن | مراكش – المغرب (تطبيق خبِّر)
على غير عادتها، تحوّلت ساحة “جامع الفنا” بمدينة مراكش جنوب المغرب، إلى فضاء “كئيب” بعدما ظلت لسنوات خلت مصدراً للفرجة والبهجة، وذلك بفعل تداعيات فيروس كورونا.
ويحج إلى هذه الساحة التاريخية ملايين السياح من جنسيات مختلفة في الموسم الواحد وفق أرقام رسمية، للاستمتاع بمشاهدة عروض شعبية استثنائية، وأيضاً للاستماع لرواة الأحاجي والقصص والفرق الموسيقية، والتلذذ بأزكى الأطباق المغربية.
وأضحت هذه الساحة الشهيرة، المدرجة في قائمة التراث اللامادي الإنساني التي أعلنتها منظمة اليونيسكو عام 2001، في زمن فيروس كورونا المستجد بدون هوية في ظل غياب أغلب الفرق الشعبية والحكواتيين وأصحاب الأكلات الشعبية والصناع التقليديين عن هذا الفضاء الساحر، بسبب الإجراءات التي تفرضها السلطات لمنع تفشي الفيروس بالمملكة، وأيضاً بسبب توقف تدفق السياح الأجانب على هذه الوجهة السياحية البارزة.
ومنذ إقرار الحكومة المغربية حالة الطوارئ بالمملكة بشهر آذار/ مارس الماضي بسبب الجائحة، أوقفت الساحة جميع أنشطتها ما دفع بعض الحرفيين والفنانين إلى تغيير أنشطتهم لضمان قوتهم اليومي.
ورغم عودة الحياة ولو بشكل جزئي في مدينة مراكش أهم وجهة سياسية بالمملكة، عقب رفع إجراءات الحجر الصحي شهر حزيران/ يونيو الماضي، ظلّت الساحة عاجزة عن استرجاع بريقها وحيويتها مجدداً، بسبب الإجراءات الاحترازية المعتمدة، وأيضاً في ظل الاعتماد على السياحة الداخلية بنسبة 100%، والتي تعاني بدورها من إكراهات عديدة.
وفي هذا الاطار، قال رئيس جمعية نهضة الصناع التقليديين بمدينة مراكش “محمد زكراوي” لمراسلة “تطبيق خبِّر” الميدانية في المغرب “فاطمتو الديواني”، أن الوضع الذي تعيشه ساحة جامع الفنا مزر”.
وأضاف زكراوي أن هذه الأزمة والتي تمر بها أغلب دول العالم تسببت في تراجع رقم معاملات الصناعة التقليدية بساحة “جامع الفنا”، معتبراً أن أغلب الصنّاع يعتمدون في حركتهم التجارية على السائح الأجنبي، وغياب هذا العنصر الهام في الوقت الراهن يعني كساد تجارتهم، وفق تعبيره.
وفي ظل الظروف الراهنة اعتبر زكراوي أن شلل الساحة عطّل معه العجلة الاقتصادية للمدينة والتي تعتمد بالدرجة الأولى على السائح الأجنبي.
من جهة أخرى، رأي رئيس جمعية تضامن أسواق السمارين بمراكش “عبدالصمد أبو البقاء” في حديثه لمراسلة “تطبيق خبِّر” أن “جائحة كورونا أثرت على جميع القطاعات الحيوية في البلاد وعلى رأسها السياحة”.
ولفت المتحدث إلى أن ساحة “جامع الفنا” العريقة وباعتبارها فضاءً يجمع شمل الفنون، والقلب النابض للسياحة بمراكش، تأثرت في زمن كورونا بشكل كبير إذ كانت تعول على جذب ملايين السياح من أوروبا إلى أن الجائحة أعادت خلط الأوراق.
جدير بالذكر أن ساحة جامع الفنا تأسست مع تأسس مدينة مراكش خلال القرن الخامس ابان حكم الدولة المرابطية.