أخبار الآن | بغداد- العراق ( أحمد التكريتي)
يعمل كمال على تأسيس مكتبة في القضاء الذي مازال يشهد صراعاً محلياً ودولياً، فتارة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق، وأخرى بين حزب العمال الكردستاني وتركيا، وتدخل إيران على خط الأزمة من خلال الميليشيات التابعة لها والتي تسيطر على أجزاء منه.
كل هذه المأساة والصراعات الموجودة في سنجار الذي يُعتبر معقل الإيزيديين العراقيين، لم تمنع هذا الشاب من إعادة ولو جزءاً من الحياة للقضاء الذي ولد وكبر فيه، لذا بدأ مشروع تأسيس أول مكتبة على حسابه الخاص.
يقول كاميران كمال لـ”أخبار الآن”: “لدي حلم، وهذا الحلم قد يراه البعض صغيراً، لكنه كبيراً بالنسبة لي، حلمي هو أن تكون هناك مكتبة في قضاء سنجار الذي عانى من الإهمال الحكومي وتضرر كثيراً بسبب إرهاب تنظيم داعش”.
ويضيف: “أنا أحلم بأن أقدم شيئاً لمدينتي وللعراق، وأتمنى أن يكون في كل بيت عراقي مكتبة. سنجار بالنسبة لي الوجود، وما أريده هو أن تكون بخير وأن يكون شبابها من القراء والمطلعين وأن نتحدى الإرهاب والدمار بالعلم والثقافة”.
مع انتشار فكرة المكتبة واطلاع الناس على مشروع كمال، بدأ بعض القراء وبعض أصحاب المكاتب بإرسال الكتب له في محاولة لتوفير ما يُمكن توفيره للمكتبة التي ستكون نافذة أبناء القضاء للعالم.
ستحمل المكتبة التي ستفتتح قريباً اسم “أورشينا” ومعناها “أرض السلام” بحسب اللغة السريانية القديمة، واسم المكتبة رسالة من صاحب فكرة تأسيسها إلى الجميع بضرورة أن يُبعد أي صراع عن مدينته التي مازالت تُعاني من انفلات السلاح وعدم معرفة مصير مئات المختطفين على يد تنظيم “داعش”.
خلال فترة النزوح كان كمال قد أسس مكتبة صغيرة وبسيطة في المخيم الذي عاش فيه، وقدم تلك الكتب مجاناً للنازحين وشجعهم على القرار، وكان يشتري بعض الكتب على حسابه الخاص وبعضها تُقدم له من متبرعين.
يشير كمال خلال حديثه لـ”أخبار الآن” إلى أن “قضاء سنجار يفتقد إلى مكتبة عامة منذ عام 1990”.
يُريد كمال من خلال تأسيس هذه المكتبة تطوير القدرات الذاتية للشباب في قضاء سنجار، وإبعادهم عن أي محاولات لاستغلالهم بالصراعات الحزبية والدينية والسياسية والمسلحة، فهو يعتقد أن “القراءة كلما زادت، كلما قلّ التطرف”.