أخبار الآن | بغداد – العراق (أحمد التكريتي)
في مواقف مفاجئة وغير معتادة، دعت أحزاب مقربة وموالية من إيران وميليشيات تابعة لها، إلى ضرورة “حماية” البعثات الدبلوماسية العاملة في العراق من أي إعتداء قد تتعرض له.
وبحسب مراقبين استهدفت هذه الميليشيات بعثات دبلوماسية في وقت سابق وأرتال التحالف الدولي في العراق، وحتى مركبات الشركات المتعاقدة معه، وقتلت رجال أمن وسائقين عراقيين كانوا في تلك الأرتال.
واعتبرت هذه الميليشيات مواقفها وتهديداتها تلك دفاعاً عن العراق ضد “الإحتلال الأمريكي”، لكن هذه المواقف تغيرت خلال الـ24 ساعة الماضية.
قيادي في الحشد الشعبي كشف لـ”أخبار الآن” أسباب تغير تلك المواقف وتكثيف دعوات حماية البعثات الدبلوماسية والمصالح الأجنبية في العراق.
وقال القيادي الذي يُفضل عدم ذكر إسمه، إن “وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تواصل مع الرئيس العراقي برهم صالح عبر اتصال هاتفي استمر بينهما لنحو نصف ساعة وأبلغه بأن واشنطن اتخذت قراراً بقصف الميليشيات ما لم تكف عن عمليات القصف واستهداف أرتال التحالف الدولي”.
لعب الرئيس العراقي منذ ذلك الاتصال وربما قبله دور الوسيط بين الولايات المتحدة الأمريكية والميلشيات التي تأتمر بأمر الحرس الثوري الإيراني في محاولة منه لتهدئة الأوضاع على الأقل في فترة حكومة مصطفى الكاظمي المقرب منه.
وأضاف القيادي في الحشد، أن “برهم صالح أبلغ الكتل السياسية وبكل صراحة ووضوح: إذا بقيتم تقصفون وتستهدفون مصالحهم فإنهم سيشنون ضربات قوية وكبيرة لا أحد يستطيع أن يحميكم منها”.
وتحدث القيادي عن معلومات تمتلكها الولايات المتحدة حول مقار تلك الميليشيات – تواجد قادتها – أماكن اختباء بعضها (القيادات التي اختبأت منذ لحظة اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس) – مخازن الأسلحة في بغداد.
وأشار إلى أن “واشنطن كانت قررت توجيه الضربات خلال تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وحذرت أصدقاءها ومتعاونين في الحشد بعدم الاقتراب من بعض المقار التي وضعت في قائمة الاستهداف”.
وعلى إثر هذه التهديدات سارعت أطراف حزبية مقربة من إيران تبعث بتهديدات متكررة إلى واشنطن، بتغيير مواقفها وإصدار بيانات تدعو إلى حماية المقار والبعثات الدبلوماسية، ومن أبرز هذه الأطراف: تحالف الفتح بزعامة هادي العامري المقرب من إيران – ميليشيا كتائب حزب الله – التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر.
وتحدث القيادي في الحشد الشعبي عن أن “قرار إصدار هذه المواقف غير مرتبط بالداخل العراقي فقط، فهناك إشارات وتوجيهات من إيران”، وما يؤكد معلومات هذا القيادي هو بيان الخارجية الإيرانية في السابع عشر من الشهر الجاري الذي دعا لحماية البعثات الدبلوماسية في العراق.
لكن هذه المواقف “موقتة” وفقاً لهذا القيادي الذي يتوقع أن تُستهدف السفارة الأمريكية في أي لحظة من قبل الميليشيات التي دعت إلى حمايتها، لكنها لن تتبن أي من تلك العمليات، بحسب قوله.
زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يصف واشنطن بـ”الشر” لم يكتف ببيان الدعوة لحماية البعثات، بل طالب الحكومة بتشكيل لجنة للتحقيق في الاعتداءات التي تطال التحالف الدولي والبعثات الدبلوماسية.
وعلى إثر دعوة الصدر قال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي: “ندعم مقترحات مقتدى الصدر بتشكيل لجنة أمنية وعسكرية وبرلمانية للتحقيق في الخروقات التي تستهدف أمن العراق وهيبته وسمعته والتزاماته الدولية”.
وأضاف الكاظمي: “نؤكد أن يد القانون فوق يد الخارجين عليه ،مهما ظن البعض عكس ذلك، وأن تحالف الفساد والسلاح المنفلت لا مكان له في العراق”.
وربما ستمنح هذه المواقف الجديدة حكومة مصطفى الكاظمي فرصة للتحرك قليلاً نحو ملفات أخرى بعد أشهر من القلق بسبب صواريخ الكاتيوشا والعبوات الناسفة التي تستهدف البعثات الدولية في العراق.